أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - لألقٍ لا بدّ أن يأتي: قصيدة تعكس وجدان الإنسان في ظل الأزمات للشاعر ماجد احمد دخيل














المزيد.....

لألقٍ لا بدّ أن يأتي: قصيدة تعكس وجدان الإنسان في ظل الأزمات للشاعر ماجد احمد دخيل


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


لألقٍ لا بدّ أن يأتي: نداء الأمل في زمن الفوضى
الشعر هو الوسيلة التي يعبر بها الشاعر عن أعمق مشاعره وأفكاره، وتأتي القصيدة "لألقٍ لا بدّ أن يأتي" لتجسد هذا العمق من خلال تصويرها لعالم مضطرب مملوء بالعنف والخسارة، ولكن في نفس الوقت مفعم بالأمل والتفاؤل بالمستقبل. يتميز الشعر بقدرته على استحضار الصور الحية والمشاعر الجياشة، مما يجعل القارئ يشعر بواقع الحال ويتماهى مع التجارب الشخصية للشاعر. هذه القصيدة، على وجه الخصوص، تعكس ببراعة التناقض بين الفوضى الداخلية والأمل المتجدد، وتقدم تجربة قراءة تأملية تتجاوز الكلمات لتصل إلى عمق الروح.
بين مخالب الفوضى وديناميت الحياة
تستهل القصيدة بصور قوية تعكس الفوضى والعنف السائدين، حيث يُصور الهواء بمخالب تحفر في "القُبل المحشوة بالديناميت"، مما يعكس البيئة المدمرة التي يعيش فيها الشاعر ووطنه. هذه الافتتاحية تعطي انطباعاً حاداً عن التوتر والخطر المتربص في كل زاوية، مُجسدةً حالة التوتر والانهيار النفسي التي تسيطر على الشاعر والمجتمع. الصور القاسية والمخيفة تسحب القارئ فوراً إلى عالم الشاعر، حيث لا يوجد مهرب من الاضطرابات والصراعات.
عقيدة الموت والانتصار
القصيدة تبرز بشكل جلي العقيدة التي يتمسك بها الجميع، وهي عقيدة الموت والثأر والانتصار، ولكنها في المقابل تكشف عن الثمن الباهظ الذي يدفعه الوطن، "وحده الوطن خَسِرَ كل شيء". هذه الجملة المختصرة تلخص حجم المأساة والخسارة التي يعاني منها البلد، حيث تتآكل فيه القيم والمبادئ تحت وطأة الحروب والصراعات. فالعناكب التي تنصب فخاخها في فجوات الوطن هي رمز للفساد والانهيار الذي يطال كل زاوية من زواياه. وعلى الرغم من هذا الواقع المؤلم، فإن الشاعر يفتح نافذة للأمل من خلال الإشارة إلى إمكانية النهضة والتجدد، حيث يشير إلى أن الفراشات ستعود لتتزحلق على مياه المطر، معبراً عن أمل عودة الحياة والجمال إلى الوطن الجريح.
الأمل القادم من الربيع
على الرغم من الظلمة الحاضرة في معظم القصيدة، يظل هناك بصيص من الأمل والتفاؤل بقدوم الفجر الجديد، حيث يحمل الربيع معه "أبواب الألق" التي لا بد أن تفتح يوماً ما. الشاعر يستدعي هنا رمزية الربيع كتجسيد للحياة الجديدة والنهضة بعد فترات الظلام. هذه الصورة الرمزية تُضفي شعوراً بالتجدد والانبعاث، وكأن الوطن الذي عانى من الحروب والدمار، سيكون قادراً على النهوض من جديد ليشهد فصلاً جديداً مليئاً بالحياة والأمل. فالقصيدة، برغم سوادها، تحمل في طياتها وعداً بالتغيير والتحول الإيجابي، مما يعكس إيمان الشاعر العميق بقدرة الوطن على التغلب على جراحه واستعادة مجده.
. العودة إلى الجذور والأصالة
النخيل الذي يزهر والجيران الذين يعزفون الجوبي هي صور تمثل العودة إلى الجذور والأصالة، وتشير إلى تجدد الحياة وعودة الفرح إلى القلوب بعد فترة من الظلام واليأس. هذه الرموز تعطي الأمل بأن الأمور ستتحسن وأن الوطن سيعود إلى سابق عهده من السلام والازدهار. الشاعر يستخدم هذه الصور ليبرز أن هناك جمالاً وبساطة في الحياة التي يمكن استعادتها بالرغم من كل الدمار، كما أن عزف الجوبي يجسد الاحتفالات والحياة الاجتماعية الحية التي كانت تتمتع بها المجتمعات قبل الصراعات. هذا التلميح إلى النخيل والجيران يعيد إلينا شعوراً بالحنين والاطمئنان إلى أن الفصول الصعبة قد تمر، ويعود الوطن لينبض بالحياة من جديد، مما يعزز الإيمان بأن المستقبل يحمل في طياته أملاً غير منقطع.
القصيدة "لألقٍ لا بدّ أن يأتي" هي تجسيد رائع للمشاعر المتباينة التي يعيشها الإنسان في ظل الأوضاع الصعبة. من خلال صورها القوية واستعاراتها العميقة، تنقل القصيدة إحساساً بالألم والضياع، لكنها في الوقت نفسه تزرع بذور الأمل والتفاؤل بأن المستقبل سيكون أفضل. إنها قصيدة تستحق التأمل والتفكير، فهي ليست فقط مرآة للواقع، بل أيضاً نداء للأمل والتجدد. بفضل لغتها الغنية والمشحونة بالعواطف، تعكس القصيدة تعقيدات التجربة الإنسانية وتعبر عن الأمل في الغد رغم الصعاب. تقدم القصيدة رسالة بأن الحياة، مهما كانت صعبة، تحمل في طياتها إمكانية النهوض والعودة إلى الجمال والسلام.



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع والهجرة في أدب سيمون سترانجر: نظرة على ثلاثية الشباب
- تكريم البروفسور جعفر عبد المهدي صاحب: رائد الفلسفة السياسية ...
- قراءة في ... مسودن العراق للاديب زهير شليبة
- تأثير المشاركة المغربية في منتدى أوسلو للحرية: دور الدكتور ل ...
- ديناميكيات العوامل النحوية في اللغة العربية: استكشاف البنية ...
- فلسفة العلاقات في شعر الحسين العبويدي: تأملات في الصداقة وال ...
- الجمال الفني والثقافي المغربي يلتقي بالأدب الإنجليزي في -حكم ...
- مذكرات زوج مفكر في بلاد الفايكنغ
- صدى الاغتراب: تأملات في قصيدة أوراق من سيرة تأبَّطَ منْفى لل ...
- بين الإسلام والتحديث: النساء في مجتمع ماليزيا الساحلي
- لغة الحب والفراق: قراءة لقصيدة افتراق للأديب والشاعر حمودي ع ...
- تحليل العمق الفني والأدبي: رحلة داخل تحديد الرمز الرئيسي
- صمود وأمل: قصيدة الحج لغزة هذا العام للشاعر ماجد أحمد النصير ...
- قراءة في رواية -مستر نوركة: للروائي نوزت شمدين
- نرجسية نظام الجزائر الفاسد
- قراءة في قصة - الحاجة رابعة لوبيز - للروائي والقاص المغربي م ...
- الروائي والشاعر نجيب رضوان - الفرنكفونية لغة وقيم ...-
- اغتيال وطن
- قراءة في رواية نهاران للدكتورة لطيفة حليم
- ليلى والذئب -النسخة المغربية-


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - لألقٍ لا بدّ أن يأتي: قصيدة تعكس وجدان الإنسان في ظل الأزمات للشاعر ماجد احمد دخيل