أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - قراءة في رواية نهاران للدكتورة لطيفة حليم














المزيد.....

قراءة في رواية نهاران للدكتورة لطيفة حليم


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


الرواية وسيلة للابداع وامتلاك لعالم آخر الى جانب الواقع الذي يعيشه الراوي. من خلالها يستطيع الكاتب بناء عوالم لعلاقات انسانية مختلفة أو معقدة أو شيء جديد ومبتكر لدرجة أنه لم يسبق رؤيته أو استخدامه أو حتى التفكير فيه من قبل. الرواية مسرح للواقع والهم الانساني المندلق على طول الساحة الجغرافية وعرضها من المحيط الى الخليج ومنها الى الفضاء الانساني. وبما أن الرواية وسيلة الكاتب المفضلة في التعبير الأدبي والثقافي وتُقدم مذاقا ونهجا مستحدثين تجمع بين أدب واعتراف وصدق. نجد ذلك في رواية نهاران للدكتورة لطيفة حليم والتي تتقاطع فيها الذكريات والتداعيات والعلاقة بين الفرد والمجتمع الناتجة عن تأثير الاضطرابات الاجتماعية والسياسية.
يعتبر نقد المجتمع في الرواية وعي الروائي بالواقع الاجتماعي واستجابة الفرد له. نرى ذلك جليا في سرد عن أحداث لأصدقاء " مي" الشخصية الرئيسية الثانية في الرواية، مُظهرة همّ المُفكر والمثقف المهتمّ بقضايا وطنه، وبالقضية الفلسطينية أثارتها الكاتبة لطيفة حليم بأسلوب مؤثر عن فنها وثقافتها، عن ثوراتها وأنصارها وخائنيها وأعداءها، لا تبالغ الكاتبة ولا تُمجد لكنها تُقرب الأحداث إلى قلب القارئ وعقله برشاقة وسهولة بالغتين. " الحرب في فلسطين أخفتها حرب العراق في سرد ينمّ عن كشف مصائد العقيدة السياسية والديكتاتورية، وعن القلق الناجم عن تهديد صراع آخر والتحذير من آثاره المحتملة" . نلمس في رواية نهاران ذلك الشعور بالاضطراب الاجتماعي والتراخي الأخلاقي الذي يسرع تدهور الحضارة وارتباك السياسة على حياة الفرد ليصبح الفرد جزءا من التاريخ الذي لم يكتب وليصبح الروائي يكتب ذلك الهاجس وتلك الهموم التي يشتركها مع غيره من المثقفين رجالا كانوا أم نساء. نغمة واحدة متنامية الى ما نهاية، متصاعدة تصل الى سمع من يقوم بهذه الرحلة في رواية "نهاران"، قاطعا ما يستطيع قطعه من هذه الأرض الممتدة في صفحاتها بليلها ونهارها وبماضيها ومستقبلها. وبطريقة غير تقليدية من النمط المعروف بحيث يضيع القارئ في معالمها ويشعر وكأنه جزء منها لما تضخه من وقائع وأحداث وتاريخ من العالم الشرقي وتاريخ المغرب النضالي وسحر جماله وروعة اساطيره، وما حدث ويحدث في العالم الشرقي والعربي وما ارتبطت بهما من مواقف وفعاليات تاريخية في المنطقة.
على امتداد فصول رواية " نهاران" يعيش القارئ ذلك الهم الذي ينتاب كل مثقف ومتابع للعلاقات الدقيقة والمتداخلة للاحداث التي تحصل في العالم الشرقي وعلاقته بالغرب.

شخصوص الرواية "منى" المغربية من أصول أندلسية تقيم مع أبناء في مونتريال، بلد الحرية و تعيش حنينا للوطن. الشخصية الثانية "مي" الشاعرة صديقة "منى" المقربة تعيش في شيكاغو وتخرجت من جامعتها. كلا الشخصيتين مثقفتين ويعيشان نفس الهواجس عن عالمهما الذي يعيش فيه الانسان مقهورا في أوطان متخلّفة عن التقدم العلمي ومنافسة الغرب، وعن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والعراق وعن 11 سبتمبر، عن تاريخ المغرب بتفاصيله الدقيقة، عن تاريخ الاندلس، عن الحرية والأدب العالمي. لا ننسى الشعر المنساب في الرواية، ملتحما بلغة الحكي والحوار التحاما لينا ورشيقا، محدثا اندماجا بين فن الرواية وفن الشعر.
رواية "نهاران" نوع جديد من الأدب في زيّ جديد ومختلف يملأه صور وتاريخ وشعر وأراجيز شعبية من الموروث الثقافي وكأنها تقيس درجة حرارة المجتمع. إنه عمل فني زاخر وواعد، يميزه الصدق، عمل شديد الثورة على الأوضاع المتردية، والحب للناس، والرغبة في التحول والايمان بإمكان التحول، وهذا هو نهج الفن الإنساني العظيم.



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئب -النسخة المغربية-
- قراءة في رواية وادي الدموع للروائي المغربي محمد مكي
- منتدى موزاييك يستضيف العالم النفسي الدكتور البوسني زامير بوب ...
- المفكر احمد عصيد يصل الى النرويج
- قراءة في رواية لا أحد يصل الى هنا للكاتبين طلال شتوي وفاطمة ...
- فلسطنة أكادير لن تحرر فلسطين
- لقاء اللطف بالأدب
- مراكش البهيجة
- -الصمت في عصر الضوضاء-
- لمياء الراضي: التعايش عندما نتفق على أن أن نكون مختلفين
- الرذيلة تحت عنوان الفضيلة لقتل الهوية المغربية
- لاجئون بلا عنوان
- جواز سفر
- انتحار أحلام
- عقوق
- انكسار المرايا
- برنامج جاري يا جاري لمغرب كبير يتأرجح بين الحلم بالوحدة وعدو ...
- تعدد الزوجات والازواج في العالم الجزء الثاني
- قاتلنا من أجل النرويج
- قوس قزح


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - قراءة في رواية نهاران للدكتورة لطيفة حليم