أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - لقاء لأجل الجواب عن سؤال -ما العمل!؟-














المزيد.....

لقاء لأجل الجواب عن سؤال -ما العمل!؟-


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


أن تكون في الغربة وتعيش بعيدا بجسمك عن المكان الذي ولدت وعشت فيه فلا يعني ذلك أنك أصبحت بعيدا عنه بل إنك تعيش فيه برأسك وربما أكثر ممن يعيش فيه بجسده، تهمك ليس فقط الأخبار السياسية والاجتماعية بل ولن توقف القراءة عن البلد حتى تعرف عن حال الطقس فوق مدنه وبلداته وقراه بل وفوق صحاريه...وإن كنتَ خرجتَ منه مرغما أمام واحد من خيارين إما أن ترحل وتنجو بجسدك أو أن تموت إن بقيت فإن بلدك يعيش فيك وتعرف أن النسبة الغالبة ممن يعيشون فيه هم أهلك وناسك وأقاربك حتى لو لم تعرفهم كل بوجهه أو باسمه تتألم لألم حتى من لاتعرفهم فبينكم وحدة المصير....
عام 2003 بعد غزو العراق أصبحنا جميعا بقلوب محطمة، أعرف من لا يرى في الراحل صدام مايراه غيره من المحبين ومع ذلك عندما رأى تحطيم تمثالا له جمّع أطراف منشفة بين راحتي يديه وكأنه يعتصرها ثم غطى عيناه بها ولم يرفعها إلا بعد دقائق حيث كان ذرف من الدموع الكثير ومبينا لا أبكي شخصا بل أبكي بلدا...
راح المثقفون الذي يعيشون في غربة برلين، برلين التي كان هناك فيلما عربيا يحمل اسمها وما تعنيه أن تكون بها "برلين المصيدة" (1982)، راح المثقفون الذين يعيشون بها ذلك الحين يتواصلون ويدردشون بشكل خجول حينا وبشي من التحمس حينا آخر لما علينا فعله...طبعا، بعض منا كان يعرف أننا قصار اليد ولا حيلة لنا فنحن من هرب من جور وطغيان الأنظمة ونعيش في بلد إمكاناتنا به محدودة ولنا سقف لا نستطيع اختراقه والتحليق فوقه... وكل ما نستطيع القيام به هو أن نحكي وفي ذلك مواساة لأنفسنا ومساعدة بعضنا البعض على الصبر...وبنفس الوقت كان بيننا من ركبه الحماس الزائد فظن أنه قد يستطيع محاربة الأمريكان وقلب الطاولة فوق رؤوسهم وتعرية كل ما هم به وإليه وكسر حتى نظام العولمة الغربي...وفي الواقع لم يكن هذا الفريق يدرك أن كل ما يدور هو في رأسه ولن يترجم على أرض الواقع ضمن الإمكانات المتوفرة والمتاحة أمام عدة حفنات من المثقفين...
بعد نداء كان أشبه بالفزعة، التقينا وسط برلين (في كرويتسبيرغ) في مقهى حيث أن منطقة كرويتسبيرغ محبوبة لدى معظم الحضور بل ومنهم من يسكن وسطها...كانت الكراسي بالعشرات مصفوفة وهناك أكوم منها مرتبة فوق بعضها البعض، ملأ الحضور الكراسي وكان على كل قادم أن يحمل كرسي من الكومة المتوفرة للأعداد الزائدة...كان الحزن يغطي وجوه الجميع وبنفس الوقت تفلت ابتسامة هنا أو هناك عندما يأتي قادم جديد وتلتقي عيناه بصديق لم يره منذ فترة ما ويسأله عن أحواله. كان (...) يكرر بالعامية أن البرنامج اللقاء وبنوده ومحاور النقاش وما سيتأتى عنه تنظيميا موجود في حقيبته..لن يفوتني التوضيح أنه كان يحكي بالعامية لأنه لو تجرأ وحكى بالعربية الفصحى لانفضحنا جميعا....وريثما تبدأ جلسة النقاش عما نحن فاعلون إزاء الغزو الأمريكي لعاصمة عربية، عاصمة عظيمة كبرنا على صوت أم كلثوم وهي تعلمنا منادية "بغداد يا قلعة الأسود"... بدأت دردشات في هذه الزاوية وفي تلك، سمعت من يقول بلهجة عراقية جلال الطلباني: جاء مرة إلى اليمن لتفقد مقاتلين متدربين هناك فتناول مسدسه وقتل ثلاثة دون أن تهتز له شعرة، حاول آخر أن يقول له إننا "بصدد وضع ما فيه الأساس لبناء حياة مختلفة" وثالث قال: "كان جلال الطلباني يطعم الدجاج الرومي الذي سيأكله فقط الفستق الحلبي ليكون رائع المذاق حين يأكله..." وفي زاوية أخرى وقف صديقنا الروائي العراقي (ج.س.) لروحه الرحمة يقول لقد انتهى شيء اسمه شيوعية أو ماركسية في العالم وانفضح كل شيء...ما أن سمعه صديقنا اللبناني (م.م.) ــ الذي لايزال يعيش وكأنه بالفترة التي حمل بها خروتشوف فردة حذائه وقرع بها على طاولة الأمم المتحدة ــ ـ حتى قال بعصبية: "اضبط كلامك واستحي على حالك الشيوعية لا تموت والفكر العلمي لا يموت وهو مستقبل البشرية"...صمت قليلا ثم قال:"الشيوعة أشرف منك ومن تربيتك يا وسخ..". احتد الكلام بينهما، وهجما على بعضهما البعض واشتبكا بالأيدي...فرقهما عن بعض البقية...وبدورنا تفرقنا نحن من جاء ليناقش "ما العمل وعاصمة عربية تستباح!؟"



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين نحن ذاهبون
- طفل الاغتصاب
- فانتازيا لامرئي
- حروف مفقودة وأمنية
- بحور الحياة: رحلة أبو نجوان بين زمردة الأمل وألم الوداع
- عبور الزمن: عندما يعود الماضي ليطارد الحاضر
- ناقد كاتب وشاعر: وقفة قصيرة مع المثقف مصطفى سليمان
- قمر، ولكن...!
- والمال بدّل أيديولوجية مسرحية تاجر البندقية
- بانتظار الغريبة
- لا يكفر من يصرخ من شدة الألم!
- أهو ذئب في ثوب حمل؟
- نموذج إنجليزي لتفادي المشاكل الاجتماعية السياسية
- إذلال
- مواجهة
- يحيى ويحيى
- حب أو حرمان
- القافلة
- الغرب لم يسرق أخلاقك
- غياب


المزيد.....




- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - لقاء لأجل الجواب عن سؤال -ما العمل!؟-