أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. وكيف؟














المزيد.....

هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. وكيف؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة والسياسيين العراقيين المستقلين الموجهة نحو التغيير إلا ببضعة مقاعد متناثرة في جميع أنحاء البلاد.

كان طموح الأحزاب والقوى المعارضة للنظام التوافقي القائم على مجموعات شللية تسيطر على مؤسسات الدولة دون مفك، موجه بالأساس، للإصلاح والتغيير السياسي وتعطيل الأزمات الراهنة المتعددة الأشكال التي سببها النظام السياسي الحالي. وقد استغل سياسيو التغيير موجة الحماسة المناهضة للمؤسسة في أعقاب احتجاجات تشرين عام 2019 لتحقيق نجاح متواضع، النتائج كانت مفاجئة ومخيبة، في الانتخابات البرلمانية لعام 2021. كذلك، نجاحهم المتضائل في انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023 كان نتيجة عدة عوامل، أهمها: العمل بقانون انتخابي لمصلحة الأحزاب الأكبر حجما والمقاطعة الإنتخابية، وغيرها من القضايا التي أشارت إليها العديد من الأوساط والمؤسسات البحثية الرصينة. وفي أعقاب انتكاسة إنتخابات عام 2023، يفترض أن يعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية والإنتخابية بشكل موضوعي ينسجم مع احتياجات المجتمع العليا، واقعيا وعمليا، استعدادا للانتخابات البرلمانية المقرر إقامتها عام 2025 ليشمل مجموعات جديرة بهذه المهمة.

لقد أحبطت الصراعات الداخلية والانقسامات نجاح مشروع التغيير. كما فعلت من بين قضايا أخرى النزاعات القيادية واتهامات الفساد المتبادل وسوء الإدارة لتقويض مصداقية ساسة التغيير. ويزعم بعض المحللين أن هذه المشاكل، إلى جانب نتائج انتخابات مجالس المحافظات السيئة، تنذر بنهاية ساسة التغيير. لكن الواقع أكثر دقة. فسياسو التغيير، على الرغم من أنهم لا يزالون هامشيين في المشهد السياسي العراقي الأوسع، أو سقطوا، لكنهم بالتأكيد لم يخرجوا. ونجاحهم أو فشلهم على المدى الطويل بعيد كل البعد أن يكون محسوما، ولا يمكن استبعاده بناء على نتائج انتخابات واحدة.

ما بين أغسطس 2022 وأبريل 2024، يشير واقع العمل الميداني في العراق إلى: أن انتخابات ديسمبر أفرزت أربع رؤى رئيسة حول مسارات قوى الإصلاح والتغيير، وما يسمى بالسياسة "الديمقراطية الناشئة.؟" في العراق. أولا: أوجه القصور في طبيعة أحزاب التغيير، مثل الافتقار إلى الأيديولوجيات السياسية المتطورة، والقيادات ليست فريدة من نوعها؛ بل إنها حالة متأصلة في جميع الأحزاب السياسية العراقية تقريبا.. وثانيا: يعاني ساسة التغيير من فشل التطور والنمو وإنعدام النسق الفكري والخطاب الإنتقائي الذي يستوي عليه اي شكل من التحالفات السياسية ومنها قوى التغيير الديمقراطية وتحالف القيم المدنية الانتخابية. وعلى هذا فإن مثل هذه العيوب لا تؤدي إلى هلاك الساسة وحسب، أنما لا تتيح لأي حراك أن يكون مسعاه مرتبطا بإتجاه تطور النظام السياسي العراقي على نطاق أوسع. وثالثا: إذا كان ساسة التغيير يأملون في الفوز بمزيد من الأصوات، فسوف يحتاجون من بين خطوات أخرى، إلى إعادة النظر في قاعدة دعم الناخبين وإعادة معايرة آلاتهم الانتخابية. والرؤية الرابعة والأخيرة: هي أن النخبة السياسية المهيمنة على السلطة ومؤسسات الدولة تقف بشكل عام عائقا رئيسيا أمام ساسة التغيير في العراق بسبب امتلاكها قدرات مالية وعسكرية لا تملك سواها، وهي اعتناق رئيسي خطير تواجهه قوى التغيير في تحديد مسارها المستقبلي.

إن بناء الحركات يستغرق سنوات، إن لم يكن عقودا، والعملية نحو الديمقراطية المستدامة ليست خطية بجرة قلم. والمؤكد أن الإعلان عن نهاية ساسة التغيير سيكون قصر نظر. وهذا ينطبق بشكل خاص على العراق، البلد الذي لم ولن يصبح "ديمقراطية" ما دام الصراع من أجل "سلطة الفرهود والغنائم" هو سيد الموقف، لا بناء دولة المواطنة!...



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر ...
- 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. وكيف؟