أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع














المزيد.....

منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر العراق بمرحلة خطيرة للغاية بسبب تعرضه لانتكاسات سياسية وأمنية واقتصادية، طالما كان اللاعب الأساس لإنتاجها، العامل الداخلي المتمثل بسوء الإدارة والتنشئة السياسية للأطراف والقوى المتنفذة داخل مؤسسات الدولة أو تلك التي تلعب أدوارها الدرامية المتعددة على مسرح الحدث اليومي. والعامل الآخر، ذلك الذي تلعبه الدول الخارجية على الساحة العراقية، سيما الولايات المتحدة وإيران وتركيا وبعض الدول العربية. هذه التراكمات اتسع تموضعها في الآونة الأخيرة. منذ أن تعرضت غزة وأهلها لحرب إبادة جماعية تنتهجها إسرائيل بدعم أمريكي أوروبي وصمت رسمي عربي. لكن، من الناحية الموضوعية، أيضا، بسبب كيفية تدوير إنتاج طبقات سياسية فاشلة، تستأثر بالسلطة والامتيازات ومصادرة حقوق الآخرين وقمعهم، بدل معالجة الأوضاع ووضع حد للصراعات الخارجية على الساحة العراقية.

النظام السياسي العراقي قائم على أساس جدلي المنهج والمنشأ. والطبقات السياسية الفاشلة لا تتمتع بأساس ديمقراطي صحي. وفي الكثير من الحالات، يتم الاستئثار بالسلطة والامتيازات من خلال الفساد والعمل السياسي الملتوي، وتزوير الانتخابات، وغيرها من الوسائل غير الشرعية.

وعندما تفتقر الهياكل القانونية إلى الشفافية والمساءلة، يتيح للطبقة السياسية فرصة استغلال السلطة دون محاسبة أو رقيب. يتمثل ذلك في استغلال الموارد العامة لصالح القليل وعلى حساب المجتمع بأسره. فيما يؤدي تفشي الفساد والمحسوبية إلى منح صفقات من الامتيازات والموارد لأولئك الذين هم جزء من الدائرة الضيقة لصاحب القرار من خلال بما عرف باللجان الإقتصادية غير الشرعية. مما يقوض الثقة في النظام السياسي ويؤدي إلى تدهور الخدمات العامة والتنمية وإتاحة الفرص المتكافئة لجميع أفراد المجتمع. أيضا تفاقم الانقسامات الاجتماعية وتزايد الغضب والاحتجاجات وتصاعد الصراعات والفوضى. وبالنهاية إلى تقويض مؤسسات الدولة وقمع حقوق الإنسان وتزايد انعدام الثقة بالسياسيين وأحزابهم مهما تنوعت.

الخطير في الأمر: إن هذه الطبقات والأحزاب الماسكة بالسلطة تسوق للمجتمع مفهوم ما يستخدم في كثير من الأحيان بـ "المظلومية" كأداة تجعلها تستحوذ دون سواها على الحكم، عبر استخدام مختلف الأدوات والتكتيكات السياسية والشعبوية والتلاعب بالمشاعر الجماهيرية لتسويق نفسها، وتبرير من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إقناع الناخبين بـ "أحقية" إمساكها بالحكم على أنها الخيار الأمثل والمناسب لتحقيق مصالح الدولة والمجتمع؟.

في هكذا مسار "منهج سياسي قاصر" يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع. من المهم بمكان، أن يحافظ الناخبون على وعيهم ويقيّمون أداء والتزام الأحزاب على أساس المبادئ الأخلاقية والشفافية الدستورية إلى جانب مدى كفاءة الإنجازات المدنية والنجاحات السياسية التي تحققها على الصعيدين، المجتمعي والوطني، قبل اتخاذ قراراتهم السياسية منها.

نعم، يمكن أن تغتصب الطبقات السياسية الفاشلة حقوق الآخرين السياسية والإدارية من خلال التلاعب بالنظام القانوني والمؤسسات الديمقراطية وتزوير الانتخابات وتحريف النتائج لصالحها الشخصي أو الحزبي. أيضا، منع الناس من التعبير عن آرائهم والتنديد بالسياسات الفاشلة تحت لافتة الدفاع عما يسمى بـ "الديمقراطية" الزائفة. وقد تتحايل هذه الطبقات السياسية على القانون والدستور بحكم تموضعها في السلطة، من خلال فرض و/ أو تمرير قرارات جائرة دون احترام للقوانين المنصوص عليها في الدستور الذي خطته بيدها. وقد تتجاهل الحاجات الأساسية للمواطنين مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والعامة وتركز فقط على تحقيق مكاسبها الشخصية أو السياسية. لكنها، إلى متى ستتمكن ممارسة مثل هذه السلوكيات؟، التي تمثل استغلالا للسلطة وتقويضا لمبادئ العدالة المجتمعية التي تكفلها كل الشرائع السماوية والمدنية. كما تؤدي إلى استمرار تدهور الأوضاع في البلاد وتفاقم الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية في ظل تراكم الصراع والحروب وتصفية الحسابات على الساحة العراقية والشرق الأوسط بشكل عام...

إن سلوك أي طريق مهما كان سهلا أو متعرجا نواجهه دون البحث عن مخرج، ليس خيار القدر، إنما الخيار المعروض أمام الأغلبية الصامتة: إن يستيقظ العقل وترسو الحكمة دارها لمنع انحدار العراق نحو الهاوية.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...
- الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!
- هل بإمكان الشعب أن يضع حدا للسياسيين المنشغلين بالفساد وسرقة ...
- مهرجان برلين للآدب... كل شيء يدور حول شغف مشترك كبير ألا وهو ...
- في ذكراها ال 65 ثورة 14 تموز وتأثيرها على السياسة في العراق ...
- جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم
- الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف
- للثقافة.. دورا تفاعليا في تجسيد القيم واحترام الحقيقة
- بين حرية تقصي المعلومات الصحفية وحجب نقلها وتلقيها
- أحزاب السلطة تعود بالمجتمع المدني العراقي إلى ما وراء السردي ...
- الأزمات مستمرة والبلاد تسير في طريق سياسي وإداري مسدود
- الى اين بعد ..تقود احزاب السلطة ودولة المافيات العراق؟


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع