أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة














المزيد.....

محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع هاجس التحديات الخطيرة التي يواجهها العراق وتفاقم الأوضاع الأمنية وانتشار السلاح المنفلت وتسويف أحزاب السلطة ومحاولاتها تجيير قانون الانتخابات المثير للجدل لصالحها، وأخيرا صولة تراشق الشتائم واللكمات يوم السبت 8 أيار داخل قبة البرلمان بين ما يسمى ممثلي الشعب نتيجة الصراع الدائر منذ أشهر حول من يشغل منصب رئيس مجلس يؤمن مصالح من يأتي به من الأحزاب وقياداتها بعد إقالة الحلبوسي فالذي حدث لا يفسر واقع المتاهات السياسية والأوضاع التي يعاني منها المجتمع العراقي فحسب، إنما أقصى ما وصلت إليه هذه الطبقة السياسية بأدائها تحويل البرلمان إلى ساحة لإهانة بلد صنع قبل آلاف السنين القوانين المدنية، اسمه العراق...

إن واحدة من أهم الموضوعات التي تخيف الكتل السياسية الماسكة بسلطة الدولة العميقة مسألة العدالة المجتمعية والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي التي يطالب المجتمع العراقي تحقيقها. ورغم أن العراق يمر بمرحلة خطيرة بسبب تعرض محيطه العربي إلى تهديدات خارجية وقيام الكيان الإسرائيلي بدعم دولي بقيادة الولايات المتحدة لإبادة الشعب الفلسطيني وتعريض أمن المنطقة للخطر. فإن الطبقة السياسية التي تتشدق بالاستحقاق الانتخابي، لا تزال تتصرف في أغلب المدن العراقية بمنطق: "المصالح الشخصية والفئوية فوق رأي القانون، ولا يمكنها التفريط بها بأي حال من الأحوال". وعلى قدر أهمية المرحلة ودلالاتها فيما يتعلق والقضايا التي يتطلع لها الشعب العراقي، هناك مسألتان لا بد من الوقوف عندهما للكشف عن المسارات التي تؤدي إلى فشل الدولة: (تركيبة الأحزاب ومفهوم الانتخابات). الأمران في العراق، على الرغم من مرور عقدين على التغيير، لم يقتربا قيد أنملة من تحقيق "الدولة المدنية" بالمطلق. في المجتمعات الديمقراطية مهمة الدولة المدنية قبل كل شيء تحقيق كل مستلزماتها القانونية والإدارية، لتكون، أي الأحزاب، فاعلة فيما يتعلق الأمر بأمن الدولة ومصالحها.

ينظر القانون الدولي للدولة: أجهزتها، شعبها، مناطقها أشكالها يرتبط بموجبها الناس بعضهم ببعض لحماية مصالحهم المشتركة. في شأن ذلك، يعتمد على وجه التحديد، وفقا لعقيدة العناصر الثلاثة "الدولة والشعب والسلطة"، على أهم الوقائع والمعايير لضمان التوازنات المتبادلة بين الحقوق والواجبات داخل المجتمع تحت رقابة أحزاب فاعلة داخل وخارج المنظومة البرلمانية. من هنا نتساءل ببساطة: هل الأحزاب العراقية معنية بإرساء مبدأ دولة المواطنة؟ وهل وصلت إلى مستوى أن تكون فاعلة داخل المجتمع؟. الحقيقة أننا لا نستطيع أن نحكم عند قراءة الحدث السياسي وما يحيط مؤسسة الدولة من إشكاليات معقدة تتشابك فيها الإرادات بين سلطة الأحزاب القوية وأدوارها داخل مؤسسات الدولة، وضعف سلطة الدولة المركزية...

الأحزاب السياسية في البلدان الديمقراطية، لديها مهمة أساسية: تمثيل المصالح الاجتماعية والسياسية للشعب لكي يتمكنوا مرشحيها من أداء هذه المهمة، يتمتعون بحقوق والتزامات محددة. ووفقا لأحكام "قانون الأحزاب" غير المتوفر في العراق أصلا، فإنها تعتبر من الجماعات المجتمعية التي تؤثر بشكل دائم أو لمدة محددة على صنع القرار السياسي وتمثيل الشعب تبعا للقواعد الفعلية العامة في "البرلمان". فيما يحظر "القانون" في الدولة المدنية "الأحزاب" التي لها أذرع مسلحة من المشاركة في الانتخابات، ويطالبها تقديم تعهد يتضمن مادة واضحة بذلك. وعليها بيان مواردها المالية قانونيا، كيف ومن أين؟ كذلك طبيعة عملها وأماكنها المحددة وعدد أعضائها. والأهم اعترافها بالقانون الأساسي "الدستور" للدولة والالتزام بمبادئه شرطا أساسيا...

وللمشاركة في تشكيل الإرادة السياسية للشعب، تتمحور أنشطة الأحزاب عادة حول، تأثيرها على تحريك الرأي العام وتشجيع المواطنين على العمل في الحياة السياسية وحرية إشراك القادرين منهم على تحمل المسؤولية العامة في الحكومة "الاتحادية" أو المحلية بالشكل الذي يساعد على نجاح عمل البرلمان والحكومة بيد أن مبدأ حرية تأسيس الأحزاب بالإضافة إلى حرية الحزب فيما يتعلق بأهدافه وبرنامجه ونشاط أعضائه في سياق العمل الحزبي، لا يمكن تبرير أعمال إجرامية ومنها الفساد المالي والإداري بحرية النشاط الحزبي. ويلزم القانون الأساسي، الحكومة بمعاملة جميع الأطراف على قدم المساواة، وتطبيق مبدأ التعامل بين الدولة والأحزاب الفاعلة -بحيادية- تامة. ويلزم أيضا، جميع السلطات، بمعاملة الأطراف من حيث المبدأ وفقا لأهمية الفرد أو الحزب ونزاهته بنفس الطريقة عند تقديم التسهيلات والخدمات الانتخابية أو الإدارية لضمان المنافسة العادلة بأحدث الأساليب المعروفة باسم "تكافؤ الفرص المتدرج"...

للخروج من مأزق السياسات الفاشلة وتبيان مصداقية مؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتحقيق مطالب المجتمع العامة وأهمها السلم الأهلي، على رئيس الوزراء، إن كان جاد بتنفيذ شعاره بأنه "رجل أفعال وليس أقوالا" إن يمارس صلاحياته الدستورية، بعيدا عن التخندقات الحزبية لمعالجة الأزمات المتراكمة باتجاه التغيير السياسي الشامل!.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...
- الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!
- هل بإمكان الشعب أن يضع حدا للسياسيين المنشغلين بالفساد وسرقة ...
- مهرجان برلين للآدب... كل شيء يدور حول شغف مشترك كبير ألا وهو ...
- في ذكراها ال 65 ثورة 14 تموز وتأثيرها على السياسة في العراق ...


المزيد.....




- علقوا في الهواء رأسا على عقب.. شاهد ما حدث لعشرات ركاب لعبة ...
- مصر.. اعتداء على طالبة مع طالب -بقطع زجاج- يثير تفاعلا والدا ...
- الكويت.. فيديو -حزين ومؤثر- لذوي ضحايا حريق المنقف تنشره الد ...
- الوحدة الشعبية يزور ضريح الحكيم وأضرحة الشهداء صبيحة العيد
- إسرائيل تعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب غزة لا تشمل رفح  (خريطة) ...
- نائب أوكراني باستياء: ماذا يعني ظهور هذا الرجل في صورة المشا ...
- برلماني روسي: معظم المشاركين في مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا ير ...
- تركيا.. الجنسية بـ5 دولارات
- إصابة 10 أشخاص بينهم طفل بإطلاق نار عشوائي في ميشيغان
- قمة السلام في سويسرا: زيلينسكي يعتزم مقترحات سلام إلى روسيا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة