أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقومات الدولة ومبادئ القانون














المزيد.....

بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقومات الدولة ومبادئ القانون


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين العصور الوسطى والعصور الحديثة، هناك العديد من الدول تحكم بواسطة الملوك والأمراء والحكام الذين يتربعون على السلطة لعقود. يمارسون الاستبداد وانتهاك حقوق المواطنين واستغلالهم. القرن العشرون، شهد في العديد من الدول أنظمة دكتاتورية وشمولية. الزعماء، في هذه الأنظمة يمتلكون سلطة مطلقة ويتجاوزون على الدستور والقانون ويسيطرون على جميع مؤسسات الدولة لخدمة أهدافهم السياسية والشخصية. وهناك الكثير من البلدان ومن بينها العراق، ما زالت في هذا العصر تمارس أشكالا مختلفة من الانتهاكات الجسيمة ويتم استخدام العنف لقمع المعارضة وحرية الرأي والتجاوز على حقوق المواطنين المدنية والسياسية والفكرية. وتشمل هذه الانتهاكات استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة أو التجاوز على الحقوق الفردية باسم مكافحة الإرهاب أو حفظ الأمن.

في النهاية، عندما لا تكون هناك آليات فعالة للمساءلة والرقابة تتكشف مظاهر التجاوزات ومدى انتهاك أصحاب السلطة لمقومات الدولة ومبادئ القانون بشكل واضح. ولا يمكن أن تبرز أهمية توازن السلطات أو أن يسود القانون لتعزيز المؤسسات ومنع التجاوزات اللاديمقراطية بحق الدولة ومصالحها الوطنية.

وإذا كانت العديد من الدول، قد شهدت انقلابات عسكرية، حيث يعطل الجيش القوانين ويقوم بالسيطرة على الحكم والمؤسسات الحكومية. ومن ثم استخدام القوة العسكرية وتحطيم المعارضة لتحقيق مصالح القادة العسكريين. إلا أن عراقا ما بعد احتلاله عام 2003، لم يأت بسلطة نتيجة انقلاب إنما "سلطة" بإرادة ما يسمى بـ "ديمقراطيات الدول المتقدمة"، يفترض أن تكون لديها نظرة تاريخية شمولية أوسع لفهم أهمية احترام مبدأ الدولة ومؤسساتها الإدارية والقانونية. لكن على ما يبدو، أن تحالف "دول الديمقراطيات" لم ترشد القوى السياسية أو الحكومات العراقية التي جاءت بها للسلطة على كيفية إدارة الدولة، مع شرط ، عدم سوء استخدام السلطة والقوانين لتحقيق أجندات سياسية أو اقتصادية معينة. مما أفقد الحكم الديمقراطي الذي يدعون، مصداقيته. والسياسيون العراقيون عدم قدرتهم على تعزيز سيادة الدولة المستقرة وإصلاح مؤسساتها وترسيخ حكم القانون كضمانات ضد التجاوزات ولحماية حقوق المواطنين.

السؤال المهم: من يضمن حقوق المواطنين في بلد كالعراق متعدد الثقافات والمذاهب، الدولة أم السلطة؟

السلطة والدولة لهما مفاهيم أساسية في علوم فلسفة السياسة، دور كل منهما وعلاقتهما ببعضهما البعض: يستند إلى مطالعات فكرية وقانونية وسياسية عميقة. فالسلطة في أشكالها المختلفة، السلطة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية إلخ، لديها، القدرة للسيطرة على الموارد واتخاذ القرارات، سواء بشكل شرعي أو غير شرعي، ويمكن أن تكون مرتبطة بالحكومات أو المؤسسات الحزبية أو الأفراد والجماعات. أما الدولة، فهي هيئة سياسية مستقلة تتمتع بالسيادة حصرا، وتمتلك سلطة الحكم على أراضيها وسكانها. وتتكون الدولة من عدة عناصر، بما في ذلك الحكومة، السكان، الأراضي، والقوة العامة. وتشمل وظائف الدولة توفير الأمن والعدالة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين...

ومن أهم مظاهر العلاقة بين السلطة والدولة: توزيع المسؤوليات بشكل مناسب داخل الدولة لضمان توازن القوى ومنع انتهاك الحقوق الأساسية العامة فإذا ما نشأ تجميع السلطة في يد مجموعة صغيرة، قد يؤدي ذلك إلى الاستبداد والقمع. وكي تتمتع السلطة بالشرعية، أي أن تكون مقبولة من قبل الشعب، وتكون مسؤولة أمامه من خلال الآليات القانونية والسياسية، يفترض، أن يكون للمواطنين حق مراقبة السلطة ومساءلتها عن أفعالها. لكن إذ كانت الدولة تفتقر إلى هياكل دولة فعالة، وتسمح لأن تكون السلطة متمركزة في أيدي الأفراد أو الجماعات دون مساءلة قانونية فعالة. سيؤدي ذلك إلى الفوضى، وانعدام الأمن والعدالة الاجتماعية. وسيتعذر على الدولة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أو المقدرة على تحقيق مصالح المجتمع بشكل عادل ومتوازن... بشكل عام، كي يتحقق التوازن والعدالة ويضمن استقرار المجتمع، يتعين على أن يكون هناك تفاعل بين السلطة والدولة. من خلال تعميق العلاقة بينهما، يمكن تحديد السياسات والإصلاحات اللازمة لتعزيز دور الدولة كمؤسسة فاعلة في خدمة المجتمع وضمان حقوق وحريات المواطنين وأمن الدولة ذاتها.

السلطة والدولة في سياق المفهوم الدولي، لهما دوران حيويان لضمان وحماية الحقوق المدنية والسياسية للمجتمع والأفراد. الدور الخاص بالدولة: تكون الدولة المسؤولة عن وضع القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الأفراد والمجتمع في مختلف الجوانب، بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية وتوفير بنية قانونية ومؤسساتية تضمن تطبيق هذه القوانين وتنفيذها بشكل عادل ومتساو. تضمن الدولة وجود نظام قضائي مستقل ومنصف يحمي حقوق المواطنين ويوفر لهم فرصة للمحاكمة العادلة والاستجابة لشكاوى الانتهاكات. بالإضافة إلى ذلك، توفر الدولة البنية التحتية اللازمة لضمان ممارسة الحقوق المدنية والسياسية، مثل الحرية في التعبير والتجمع والديمقراطية السليمة... الدور الخاص بالسلطة: تتعلق مسؤولية السلطة في تأمين وحماية حقوق الأفراد والمجتمع عن طريق تنفيذ القوانين وتطبيقها بشكل فعال. ويجب على السلطة أن تمتلك وتمارس دورها بشكل شرعي ودستوري، مع احترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين. أيضا أن تكون مسؤولة أمام المجتمع والمواطنين، وأن تكون قابلة للمساءلة في حال انتهاكها للقوانين أو قامت بانتهاك الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين. بشكل عام، يجب أن تتعاون الدولة والسلطة معا لضمان وحماية هذه القيم، وتحقيق هدف التوازن بين سلطات الدولة وضمان أن تكون تلك السلطات محدودة ومقيدة بالمؤسسة القانونية...



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...
- الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!
- هل بإمكان الشعب أن يضع حدا للسياسيين المنشغلين بالفساد وسرقة ...
- مهرجان برلين للآدب... كل شيء يدور حول شغف مشترك كبير ألا وهو ...
- في ذكراها ال 65 ثورة 14 تموز وتأثيرها على السياسة في العراق ...
- جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقومات الدولة ومبادئ القانون