أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية














المزيد.....

العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على ما يبدو أن التداعيات السياسية في أنحاء البلاد سيما منذ إزاحة الحلبوسي عن رئاسة البرلمان العام الماضي، مرورا بانتهاء انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة في العراق وإقرار المناصب في أغلبها ولا زال البعض الآخر يراوح في مكانه، انتهاء، بتداعيات حرب غزة والصراع العراقي الأمريكي حول قوات التحالف. ستجعل العراق أن يتجه نحو تحول سياسي كبير ربما يشكل مستقبل العراق وسوء الأوضاع السياسية والمجتمعية والاقتصادية واشتداد الصراعات ما بين القوى العراقية ذاتها.

يذكر أن توزيع مقاعد الحصص (للأقليات العرقية والدينية) بسبب نظام الكوتات، يتم بين المحافظات على أساس التوزيع الجغرافي للأقليات. وقد تم تخصيص مقعد واحد في بغداد للمسيحيين والمندائيين والشبك على التوالي، بينما في نينوى تم تخصيص مقعد واحد لكل من المسيحيين والإيزيديين والشبك. وأخيرا، تخصيص مقعد واحد للمسيحيين في البصرة، والأكراد في واسط، والمندائيين في ميسان، والمسيحيين في كركوك.

ويتمتع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كما تشير المعلومات بشعبية لا بأس بها. إلا أن الأحزاب التي دعمته ذات يوم تنظم صفوفها لإسقاطه. فالائتلاف الحاكم في العراق يعتزم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في محاولة لإقصاء رئيس الوزراء السوداني. رغم أنه ينتمي إلى إطار التنسيق، وهو تحالف من الأحزاب الشيعية الموالية لإيران. لكن بعد توليه رئاسة الوزراء، غير السوداني نهجه تجاه الأحزاب، واختلف مع الكثير من مواقفها السياسية.

وعلى ما يبدو أن أحزاب الإطار التنسيقي تخطط منذ حوالي خمسة أشهر لإجراء انتخابات. ويتداول بين الأوساط والمحللين إلى أن الخطة هي احراج رئيس الوزراء والتقليل من إنجازاته شعبيا وخلق المزيد من المشاكل السياسية والاقتصادية وبعدها سيخرج الشارع العراقي يطالب الحكومة بالدعوة إلى انتخابات مبكرة. وتقول بعض المصادر، إن السوداني لن يرشح من قبل الإطار مرة أخرى أو يمنح أي منصب. إلا أن "تحالف الإطار" يخشى من أن يعلن السوداني تشكيل حزب أو تحالف سياسي جديد ويخوض الانتخابات المقبلة ويصبح الأغلبية السياسية الحاكمة في العراق.

وترتكز الخلافات بين الإطار التنسيقي والسوداني في جوهرها كما تشير بعض المصادر، بموافقته على سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمنع تهريب العملة. مما أدت هذه الإجراءات إلى خفض تداول الدولار الأمريكي في العراق وزيادة سعره. ايضا تنفيذه السياسات التي عززت شعبيته، حيث قام بزيادة الرواتب الحكومية وأجور المتقاعدين، وأطلق مشاريع تنموية في العاصمة والعديد من المحافظات العراقية، وأعلن عن خطط لتحسين البنية التحتية وتوسيع شبكة الطرق في البلاد. ووفقا للإحصاءات الرسمية، نجح السوداني أيضا في خفض معدلات البطالة وإصدار قانون الضمان الاجتماعي للعاملين في القطاع الخاص ووضع خطة لبناء المدارس والوحدات السكنية...

وبينما يمر العراق بأوضاع سياسية وأمنية واقتصادية غير مستقرة، والسوداني لم يتمكن وحكومته الالتزام في البرنامج الحكومي الذي أعلنه بعد حصوله على ثقة البرلمان. ستواجه الانتخابات فيما إذا تمت، العديد من التحديات السياسية واللوجستية والفنية. أحد التحديات البارزة هو مقاطعة التيار الصدري، بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، إلى جانب العديد من القوى المدنية التي انبثقت عن احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول 2019. وبالإضافة إلى تصاعد الأوضاع في البلاد عقب قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني مقاطعة الانتخابات، والتهديد بالانسحاب من العملية السياسية، هناك قوى شعبية أخرى تعرب عن عدم ثقتها بنزاهة العملية الانتخابية.

ومما لا شك فيه، أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ستلعب دورا حاسما في المشهد الانتخابي المقبل. وستؤثر على البيئة السياسية في العراق خلال الفترة المقبلة، وقد يدفع هذا الإدراك إلى تشكيل تحالفات وقوائم انتخابية مختلفة - خاصة لدى الأحزاب الشيعية والسنية الكبرى والقوات المسلحة للتحضير للانتخابات. فالفوز بها يتيح الوصول إلى موارد مالية واقتصادية كبيرة والسيطرة على الموازنة العامة للسنوات المقبلة. وهذا هو السبب الرئيسي للإصرار على إجراء الانتخابات مبكرا، رغم التحديات السياسية والقانونية.

وبالتأكيد ستساهم هذه التداعيات في تشكيل وضع سياسي جديد في البلاد. قد يلعب أيضا دورا رئيسيا في خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والشعبي. بيد أن التجربة السياسية العراقية تشير: إلى أن كل الانتخابات منذ الأولى عام 2006 تتسم بشكوك كبيرة ومقاطعات تؤدي إلى فوضى سياسية. وقد لا تكون الانتخابات المقبلة استثناء، خاصة مع الجهود الكبيرة التي يبذلها الصدر وبعض القوى المدنية لتقويض الانتخابات أو على الأقل التقليل من شأنها. بهدف تقليص المكاسب السياسية التي تسعى إليها بعض قوى "الإطار" للتحالف السياسي الشيعي الذي شكل حكومة السوداني لتعزيز مركزها من بعد ابتعاد الصدر عن المشهد السياسي.

في غضون ذلك أظهر استطلاع للرأي أجراه المجلس الاستشاري الحكومي في سبتمبر 2023 أن السوداني يتمتع بنسبة موافقة تبلغ 78 %. ووجد استطلاع آخر أجرته هيئة الإحصاء العراقية غير الحكومية أن نسبة الموافقة عليه بلغت 51 %، وهي أعلى نسبة لأي مسؤول عراقي. ويشير بعض المحللين إلا أن السوداني رفض العديد من الحلفاء والمعارضين السياسيين. ولم يدعم رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي . كما قام بإقالة بعض قادة قوات الحشد الشعبي من المناصب الحكومية. إلا أن عباس الموسوي، مستشار رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قد صرح لوسائل إعلام عراقية، إن إنجازات السوداني هي إنجازات للجميع”، وإن انتخابه رئيسا للوزراء لن يتم إعادتها. غير أن عضو تيار الحكمة الوطني جعفر الخضيري، قال: إن“ حزب الدعوة يحاول التأكيد على أن كوادره فقط هي القادرة على إدارة الدولة، لكن هذا الرأي ليس صحيحا...

فهل السياسة ستبقى تتدحرج نحو الهاوية... ومصير العراق يبقى عالق بيد أطراف الصراع السياسي؟ وإلى متى؟؟



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...
- الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!
- هل بإمكان الشعب أن يضع حدا للسياسيين المنشغلين بالفساد وسرقة ...
- مهرجان برلين للآدب... كل شيء يدور حول شغف مشترك كبير ألا وهو ...
- في ذكراها ال 65 ثورة 14 تموز وتأثيرها على السياسة في العراق ...
- جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم
- الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية