أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - همسة في أذن الشباب















المزيد.....

همسة في أذن الشباب


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: المجتمع المدني
    



الشباب طاقة الوطن ومستقبله ونبضه وعقله وسواعده.. وبالتالى من الواجب علينا أن نوفر كل ما يجعل هذا المستقبل مشرق وحى النبض بل ومتدفق الدم والحياة..


وبعض الشباب الصاعد الواعد..لديه بعض الأفكار و المظاهر السلبية..ممكن تكون نتيجة صراعات موجودة فى داخله.. أو ممن يعانون من فتور العزيمة والإحباط واليأس عند أول كبوة تواجههم فى الحياة..فيصبح الشاب محبط من كل شىء محيط به..

التشاؤم والإحباط واليأس لن يدفعك للأمام بل بالعكس ممكن يصعد بك للهاوية دون أن تدرى ..يستوى فى ذلك الشاب الفقير والغنى ..فالإحباط واليأس شىء مدمر للمرء عموماٌ..

شىء واحد يقضى على الإحباط والقنوط... العزيمة والإرادة القوية ..

فالحياة ليست بالنعيم ورغد العيش الدائم..ولا هى أيضاً بالكد والشقاء الدائم المتصل..وكما يقال ..ساعة لك وساعة عليك.. هكذا هى الحياة ..

أحيانا يكون الإحباط سببه وظيفة قد ضاعت .. وحب الإنسان لمنصبه الذى ضاع يصور له الحياة وقد تحولت من لونها الوردى إلى ظلام حالك..

لماذا لم تفكر؟؟..ربما وجودك فى هذا المنصب عاد عليك بظلم أو كارثة.. و يكون الله قد دبر لك مكاناً آخر قد تجد فيه إن شاء الله من الخير الكثير..

وقد يكون الفقر هو ما يحبط الشاب..فتتحول الدنيا بآسرها إلى كما يقال خرم إبرة..يختنق بداخله.

وقد يكون فقدانه لعضو ما من جسده..بطريقة ما..يصور له أنها نهاية المطاف فى مباراته مع الزمن.

ولكن .. تعال معى ..لأرد على أمثلة آحباطاتك عزيزى الشاب المحبط اليائس من الحياة المنزوى عن الناس فى ركن غرفتك..تندب حظك وتمقت الحياة وتسخط عليها.

هناك فى التاريخ الحديث الكثير من هذه المواقف ..وخير مثال العالم الكبير / على مبارك.. فقد ولد فى أسرة فقيرة ولكنه بالعزيمة وقوة الإرادة حول من فقره المادى هذا إلى ثراء معنوى وروحى جعله يتقدم ويشغل أرفع المناصب
وعندما دست له الدسائس من بعض الحاقدين وخلع من منصبه.
وسافر مع الجيش المصرى فى حرب القرم قرر الإستفادة من محنته وتعلم اللغة التركية وبدأ بالتعرف على هذه البلاد..
ورجع من هذه الرحلة وهو أصلب وأشد بإرادته القوية..وقام بتأليف العديد من الكتب بل وأنشأ مدرسة دار العلوم ..وأسس دار الكتب والكثير الكثير من الإنجازات..
لم ييأس ولم يستسلم للإحباط..وإنما جعل من الكبوة دافع يدفعه للنجاح مرة آخرى ومعه درس وخبرة هى ذخيرة له فى الحياة بعد ذلك..

.أيضاً الدكتور طه حسين..له نفس ظروف نشأة على مبارك..وإن زادت عليها فقدانه البصر..
أيضاً عدم توفيقه فى الأزهر لم يقف حائلاً أمامه بل دفعه للنجاح فى الجامعة المصرية..
ولم يثنه أيضاً رفض طلبه لثلاث مرات لإتمام الدراسات العليا عن المثابرة فى العمل على إثبات نفسه وبيان جدارته للجميع..حتى حصل على الدكتوراه من باريس..ونال بعد ذلك العديد من الجوائز الآوسمة نتيجة إبداعه الفكرى والأدبى

وعندما خاض العديد من المعارك تخلى عنه الكثير من الأصدقاء ورأى بآذنيه كم الجحود والنكران الموجود فى وجوههم..حتى تولى رئاسة وزارة المعارف1950 فوجد ركب الأصدقاء فى مقدمة المهنئين فأخذ من أصوات نفاقهم عزيمته وقال بإرادة قوية مقولته الشهيرة : أقبلتم حيث أقبلت .. وأدبرتم حيث أدبرت..!!!

والشاعر الكبير ، أبو العلاء المعرى..لم يمنعه فقد البصر من أن يكون فيلسوفاً وشاعراً ومفكراً..

وبشار بن برد ،كان كفيفا ،وكان نتيجة إصابته بالجدرى مع عدم العلاج الكافى آنذاك قد ترك تشوهات بجسده ووجهه فكان قبيح المنظر، ورغم ذلك كان إمام الشعراء في عصره واشتهر بشعر الغزل وحدة الذكاء


وهيلين كيلر، فقدت أكثر من حاسة ..كف البصر،الصمم،وفقدان النطق، لا يوجد أكثر من ذلك إعاقة..أعتقد!!!
وبالرغم من ذلك..كانت معجزة عصرها فى المواجهة والتحدى والإرادة والعزيمة القوية،وقاومت الياس ، وحصلت على أرفع المراكز العلمية وألفت العديد من الكتب.فكانت خير مثال للعزيمة.

وربما قال البعض ، هذا كان زمان، اقول لك عزيزى الشاب ، تعال معى، ولك البعض من الأمثلة المعاصرة وبل الشابة مثلك.

مصطفى فضلون: 33سنة بترت إحدى ساقيه، وبالرغم من ذلك،حصل على المركز الأول فى بطولة فرنسا الدولية للمعاقين فى رفع الأثقال 1991،وفى بطولة العرب فى شرم الشيخ 1993 كان الأول،وحصل على الفضية فى البطولة العربية للمعاقين فى سوريا1995،وكان ترتيبه الأول أيضاً فى بطولة أوربا المفتوحة 1997،فضية دورة اتلانتا للألعاب الاوليمبية 1996
برونزية دورة الالعاب الأوليمبية بسيدني عام 2000.و.

عصام زيدان:31سنة،معاق،ذهبيتان في بطولة أفريقيا للمعاقين 1999 ، ولقب أحسن سباح في نفس البطولة،فضية دورة أتلانتا للمعاقين1996.
صاحب رقم العالم في بطولة العالم للمعاقين لعام 1994


وقد تكون البطالة..وهى الأمر الشائع الان بين الشباب.والمثير لإحباطهم والمنشط لعدم إنتمائهم لأرض وتراب هذا البلد..فالبعض تقوقع بداخل مشكلته هذه ومنتظر الحل فى خطاب تعيين أو باب وظائف خالية..ووو.. وهناك من يضع يده على خده وربما مدها للوالد أو الوالدة لطلب المال..

أتساءل ..لماذا لا تنزل إلى العمل فى أى مكان؟وأى وظيفة وإن كانت غسل الصحون..!!!!!
لماذا تصر مع كل عمل يخلق لك ..أنك مؤهل عال ولايصح أن تعمل ذاك العمل؟؟

الشهادة الجامعية إنتهى عصرها ..هى برواز وإطار مجتمعى متخلف غالباً فى ظل المنظومة التعليمية الراهنة..

يحضرنى هنا..شاب خريج كلية الطب..كان يقدم لنا المشروبات فى إحدى المطاعم..لم يخجل أبداً من ذلك وإن كنت أحسست بعض المرارة وهو يقولها أنا خريج طب..قلت له ونعم التفكير..ونعم الشباب أنت..

ولى صديقة..إبنتها خريجة إقتصاد وعلوم سياسية جيد جداً..ضحكت وهى تخبرنى إنها وجدت وظيفة ربة بيت..قلت لها ونعم الوظيفة ..وهل هذه وظيفة سهلة..تربية جيل ومسئولية أسرة..ليست بالشىء الهين ...

وقد تكون حصلت على أعلى المراكز العلمية ولم تجد مكانك فى المجتمع كما يجب..وقررت الخروج من وطنك الأم وبداخلك مرارة ..ومقولة لا يُكرم نبى فى بلده..

وهنا نسى الشاب المحبط قول الله سبحانه وتعالى (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))

لا يعلم أحد أين يكون الخير إلا الله سبحانه وتعالى..

هناك الكثير..ممن هاجروا من اليأس والإحباط إلى العزيمة والآمل فى غد مشرق..ورجعوا بعلمهم لبلادهم..فآفادوا وإستفادوا..

وووو...والأمثلة كثيرة..المهم نتعلم كيفية التكيف مع الواقع..

وهناك الكثير ايضاً.. من العظماء فقدوا الكثير من النعم التى يتمتع بها الأسوياء..رفضوا الإستسلام لليأس،والتقوقع داخل مشاكلهم،أبدعوا من الفشل ، وإنطلقوا من القنوط إلى الأمل..

وبالعزيمة..حفروا بحروف من نور آماكن بارزة فى تاريخ البشرية.وتركوا بصماتهم المميزة تقول نحن بالعزم وقوة الإرادة كان لوجودنا وجود ذو معنى بالحياة..بل وتركنا لكم النبراس أنتم الأسوياء حتى تتعلموا كيف يكون الإنسان صلباً وقوياً فى معركته مع الزمن..ومع المعوقات مهما كانت.

إستفيدوا كيف يكون التكيف مع المجتمع رغم الظروف التى تمرون بها مهما كانت أو إختلفت صورها ..

تسلح بالعلم والمعرفة وكثرة الإطلاع على كل ما هو جديد من حولك..وحاول ترك بصمة تحمل جيناتك..وافكارك الخاصة بك..فلن تكون أقل من (برايل) من أخترع طريقة برايل حتى يستطيع القراءة والكتابة..وهو كفيف..وإلى الآن تخلد إسمه طريقة برايل للمكفوفين..

لابد وأن تكون لديك مهارة التكيف مع الواقع ومع ظروفك المحيطة بك..إجعل تلك الظروف.. عجينة تشكل منها صور نجاحك وإبداعك ، لاتكن فريسة لها بل كن مفترساً لهذه الإحباطات..وإصنع منها دعامات وأساسات النجاح فى حياتك..

فمن كل فشل سيكون الدرس ومن الدرس ستكون الخبرة ومن الخبرة أسير فى الحياة ومعى كم من الخبرات والتجارب تكون سلاحى وعتادى فى معركتى مع الحياة..

وكل المنى بحياة خالية من المشاكل وإن كنت أحبذها بالمشاكل فهى مثقلة للمرء ومحفزة له على كل جديد ومثمر..

ولكم تحيتى....



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللرجولة معان ..آخرى
- السباحة...ضد التيار..
- همس(30)ات ليلية / الضوء الشارد
- همس (29) ات ليلية / أشياء...... تغضبنى
- همسات ليلية (28) / فى ليلة غاب فيها القمر
- الطيور المهاجرة............وهمومنا المهاجرة
- همس (27) ات ليلية/ سجين لم يُدان .. و.. فى القلب مُدان
- صباح جديد
- همسات ليلية (26) حديث الصباح والمساء
- الخطر الأكبر
- همس (25) ات ليلية/ الحنين
- همس (24) ات ليلية/ لقاء الأمس
- همس (23) ات ليلية/ حديث القمر
- همس (22) ات ليلية/ حامل الياسمين
- همس (21) ات ليلية/ فى غيابك
- من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟
- كلام/ ودماء /وقضبان/ وشعب مهان
- زمن النفاق..و..أرض النفاق
- و.. أوطانى منورة بحكامها
- حمام النار..و..ساحة الدم


المزيد.....




- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...
- بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: نيلنا العضوية الكاملة يحمي مسار ...
- فلسطين تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العملية الإسر ...
- اعتقال 40 فلسطينيا بالضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مفوض الأونروا: موظفونا الذين اعتقلتهم إسرائيل تحدثوا عن فظائ ...
- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - همسة في أذن الشباب