كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 18:01
المحور:
القضية الفلسطينية
في العاشر من مايو / أيار الماضي استضاف الفاتيكان اللقاء الدوري العالمي، الذي جمع نخبة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام تحت رعاية مؤسسة (فراتيلي توتي) المستوحاة من رسالة البابا فرانسيس. وكانت الناشطة اليمانية (توكل كرمان) من بين المتحدثين في اللقاء. وجّهت في كلمتها اتهامات صريحة لكيان القطعان بارتكاب مجازر التطهير العرقي والإبادة الجماعية. فكان من الطبيعي ان تصدر سفارة القطعان في روما بيانا تعرب فيه عن سخطها وغضبها، واصفة تصريحات كرمان بأنها معادية لسامية وأخواتها. وطالبت الفاتيكان بمنع المتحدثين من استغلال الحدث للإساءة إلى كيان القطعان. .
وقد لعبت كلمة (توكل) دوراً في القرار الذي اتخذته مجلة Civiltà Cattolica التي يحررها اليسوعيون. فنشرت المجلة مقالة تحليلية طويلة ومعقدة تجاوزت أربعة آلاف كلمة باللغة الإيطالية، تضمنت تقييم الحوار اليهودي الكاثوليكي في خضم الحرب على غزة، واستعرضت الخلافات المختلفة التي نشأت. وهذا دليل واضح على تأزم العلاقات بين اليهود والمسيحيين. فقد تفاقمت الأزمات بين الطرفين بسبب إصرار اليهود على المطالبة الدينية والروحية بالأرض المحتلة، آخذين بعين الاعتبار إن الكنيسة لا تستطيع تجاهل حق الشعب الفلسطيني في العيش والبقاء فوق أرضه، وله مطالبه المشروعة بالعدالة. .
واستشهدت الكنيسة برسالة عيد الميلاد لعام 1975 من القديس بولس السادس، التي جاء فيها: (ينبغي ان يعترف الجميع بحقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني). اللافت للنظر ان مدير التحرير في الفاتيكان (أندريا تورنيلي) وصف قوات الدفاع الإسرائيلية بأنها: (جيش تل أبيب)، وهي طريقة غير مباشرة لتذكير العالم بأن الفاتيكان يرفض ان تكون القدس عاصمة لإسرائيل. من هنا ادرك النتن ياهو انه مضطر لقبول التفاوض مع المقاومة بالشروط التي يحددها الفاتيكان، والتي تتلخص بتنحية المسألة اللاهوتية المتعلقة بعلاقة إسرائيل بالأرض، والبحث عن الحلول السلمية، في حين أشار بعض رجال الفاتيكان إلى وثيقة صدرت عام 2000 بعنوان (تكلم بالحقيقة)، وقع عليها أكثر من مائتي حاخام ومفكر يهودي، حول إعادة النظر بالعلاقات اليهودية المسيحية، من دون ان يعني ذلك مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني. .
في خضم هذه المواقف، لا تزال جهود البابا فرانسيس الرامية إلى تحقيق السلام مستمرة بلا هوادة. ففي مدينة فيرونا الإيطالية، ترأس البابا فعالية (ساحة السلام)، والتي اكد فيها على ضرورة اللجوء للحلول السلمية والقوانين والأعراف الإنسانية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟