أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هدايا لم تُفضّ أغلفتُها بعد














المزيد.....

هدايا لم تُفضّ أغلفتُها بعد


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هدايا لم تُفضّ أغلفتُها بعد (٢)
Facebook: @NaootOfficial

تحدثنا في مقالي السابق، يوم الاثنين، عن جريمة إلقاء القمامة في الطريق، والتي لا يرتكبُها إلا شخصٌ مهزوزٌ فاقدُ الثقة في نفسه، ولا يدرك قَدرَه الرفيعَ كإنسان مُكرّم ذي مواهب. ووعدتكم بالحديث اليوم عن ثلاثٍ من الهدايا الربّانية الثمينة التي نتسلّمُها منذ ميلادنا، غير أن كثيرين يغفلون عن اكتشافها وفضّ أغلفتها، فضلا عن استخدامها والاستمتاع بها.
يحدثنا "ستيفن كوڤي" في كتابه الشهير عن هدايا ثلاث لا يدركها المخفقون، فيتحولون إلى بشر فوضويين. الأولى هي: "الحرية". حرية اختيار سلوكك الإنساني. وهذه الهدية تهدمُ التبريرَ الذي يرفعه كلُّ فاشل حين يلعبُ دور الضحية ويُلقي باللوم على المجتمع. فأنت ابنُ اختياراتك، لأن لك عقلا حرًّا يختار، فلا طائل من إلقاء اللوم على العادات الموروثة والثقافة السائدة والبيئة المحيطة. البشرُ يختارون حياتهم، عكس الحيوانات والآلات والروبوت المنقادة. هناك مسافةٌ بين "المؤثر" و"الاستجابة"، في تلك المسافة تكمن حريتنا وقدرتنا على اختيار ما نفعل. فالرياح في البحر لها اتجاه واحد، لكن بعض السفن تُبحرُ شرقًا وبعضها يُبحر غربًا، لأن لديها أشرعةً تختارُ لها اتجاه سيرها. الهدية الثانية هي: "المبادئ". بوسع المرء "اختيار" المبادئ والقيم السامية ليحدد مسلكه الشخصي. الصدق والعدل وإتقان العمل والرحمة والنظافة وخدمة الآخرين وغيرها من بين المبادئ التي يختارها الناجحون، هي قوانين طبيعية ثابتة لا تتغير مع الزمان والمكان. الهدية الثالثة هي: "القدرات الخاصة”. الذكاءاتُ الأربعة التي نتمتع بها. فالإنسان يتكون من أربعة أجزاء رائعة هي: الجسد والعقل والقلب والروح. تتوافق مع تلك الأجزاء أربعةُ ذكاءات أو أربع قدرات نمتلكها جميعًا. الذكاء الجسدي، الذكاء العقلي، الذكاء العاطفي، الذكاء الروحي. تلك هدايانا التي ولدت معنا، وقلّما نستخدمها. قدرتنا على التحليل والتعليل والتجريد واستخدام اللغة والتصوّر الذهني والإدراك.... ذاك هو الذكاء العقلي. وهو "فرعٌ" واحد من الذكاء نظّنه "كلَّ" الذكاء. لكن، تأمل المهام العظمى التي يقوم بها جسدُك دون جهد واع منك. كيف تُدار أجهزتك التنفسية والعصبية والهضمية والدموية بشكل دائم، وكيف تُدّمَر الخلايا المريضة وتنتعش الخلايا السليمة طوال الوقت. جسدُ الإنسان منظومة مُعجزة تُدير سبعة ترليون خلية على نحو مذهل من التنسيق الفيزيائي والكيميائي الحيوي، فتتمكن من طيّ صفحة في كتاب أو قيادة سيارة أو دراجة، أو نقر مقال كهذا على كيبورد. فكّرْ في الأمر واندهشْ من تلك المعجزة التي تنسى أن تتأملها. كم مرّة فكرت في قلبك الذي ينبض دون أن تأمره بذلك، ورئتيك اللتين تنبسطان وتنقبضان من تلقاء ذاتهما وأنت تغطُّ في نومك؟! إنه الذكاء الجسدي الذي ننساه ضمنَ ما ننسى. في متجر ريفي في كارولينا الشمالية كُتبت العبارة التالية: “يقول الدماغ: أنا أذكى عضو في الجسد. فيردُّ القلبُ: مَن أخبرك بذلك؟!" أما الذكاء العاطفي فهو قدرة الإنسان على معرفة ذاته وإدراك مشاعره ووعيه النفسي والمجتمعي الذي يؤهله للتعاطف مع الآخرين واحترام اختلافه معهم، ويمنحه مَلَكةَ الاعتراف بالخطأ وإعلان نقاط ضعفه وعلاجها. وتؤكد الأبحاثُ أن الذكاء العاطفي يلعب دورًا أكبر من الذكاء العقلي في القدرة على النجاح وبناء العلاقات وقيادة الآخرين. ثم يأتي الذكاء الرابع. الذكاء الروحي، وهو الأهم والأكثر مركزية بين الذكاءات الأخرى لأنه يقودها جميعًا. وهو سعينا الدائم وراء "المعنى" والاتصال باللامحدود. هو سعي الإنسان الحثيث منذ سالف الأزمان نحو الاتصال بشيء أكبر وأكثر استحقاقًا للثقة من ذواتنا. التفكير في لغز كوننا أحياء. الذكاء الروحي يُمكّننا من إدراك المبادئ الصحيحة وتشكيل ضمائرنا وفق القيم العليا. إنه الجوهر الذي يجعل منّا بشرًا. فروح الإنسان هي شعلة مقتبسة من روح الله تعالى. ليتنا نفضُّ أغلفة هدايانا عسانا نعلو.
***
ومن نُثار خواطري:
***
(عيونُ البلاستيك)

الكيسُ الفارغُ
الذي يتأرجحُ مثل بالونٍ شائهٍ
في عاصفة
مطمئنًا إلى خلوده الأبديّ
مهما حاولوا إقصاءَه عن عيونهم
عصيٌّ على الذوبان
عصيٌّ على الموت
يُسلّي خواءَه
بعدِّ الوجوهِ في الطريق
ومسحِ أبعادِ المدينةِ
والتحديق في البيوت والصناديق التي
تضمُّ رفاتَ الرفاق
ثم
بعيونه الكثيرة
المصنوعة من خيوطِ النفط
يشخُصُ في وجوه العمال
يضحكُ ويقول:
متشابهون جدًّا
عيونُهم
بين الحَزَنِ والحَزَنْ
مثل هاتين اللتين تحدقان الآن
في الورقة المستطيلة.


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هداياك التي لم تفضّ أغلفتَها بعد (١)
- النبلُ … صوتُ الدفاع عن حقّ الآخر
- فتحُ الكنائس للمذاكرة… هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!
- المذاكرةُ في بيوت الله… من دفتر المحبة
- هكذا وجدنا آباءنا … فتركناه مفتوحًا!
- الفرنسيسكان … رُعاة العلم والفنون
- أخبرني أحدُ العارفين: طفلُكِ اختاركِ!
- “المصري اليوم-… جريدةُ -الضمير-
- مجتمع “قالولووو-!
- الرحلةُ المقدسة … عيدًا مصريًّا
- رسمُ الحياة … في عيون أطفالنا
- كلامٌ في -البديهيات-... المنسية!
- نبوءةُ الرجل المثقف!
- ٦٠ دقيقة… القتلُ مرتين!
- -المتوحّدون”.. النسخة -الأنقَى- من البشر
- -العالِم- … العالِمُ
- قانون -الأخلاق-... عند الجدِّ الصالح
- طيارة ورق … اتركها لفوضاها
- قلقاسٌ أخضرُ … وثلجٌ ناصعُ البياض
- زيارةٌ واحدة … كل شهر!


المزيد.....




- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هدايا لم تُفضّ أغلفتُها بعد