عالمان.... الاجبار على الضحك.... الاجبار على الحزن

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 16:20
المحور: المجتمع المدني
    

في اليابان أصدرت حكومة احدى المحافظات المحلية قانونا يدعو السكان إلى الضحك مرة واحدة على الأقل كل يوم في محاولة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية.

في العراق أصدرت حكومة احدى المحافظات المحلية قانونا يدعو موظفي الدوائر الحكومية لارتداء الزي الأسود والمشاركة في الحزن لذكرى دينية.

في اليابان ما الذي يدعوك ان لا تكون فرحا، مرحا، مبتسما، نشطا، حيويا؟ ثالث اقتصاد في العالم، مواطنيه يتمتعون بأعلى الخدمات الصحية والتعليمية، اعلى متوسط عمر في العالم في اليابان "87 عاما"، من البلدان الصناعية الأولى في العالم، يمتلك ماركات عالمية لا يمكن نسيانها ابدا "تويوتا، سوني، هيتاشي"، من أكثر البلدان امنا على الصعيد العالمي.

في العراق ما الذي يدعوك ان لا تحزن ولا تلطم ولا تبكي ولا تنوح؟ كل شيء في هذا البلد يدعوك بقوة لذلك؛ درجة الحرارة هي الأعلى في هذا الكوكب، الخدمات صفر، لا كهرباء لا ماء صالح للشرب لا تعليم لا صحة لا عمل لا امن لا استقرار، فقط هناك رجال دين، ملوك طوائف، شيوخ عشائر، قادة ميليشيات، أعضاء نواب، طقوس دينية، اساطير وخرافات وخزعبلات، أماكن مقدسة، مناسبات مقدسة؛ فلماذا لا تبكي وتهيل التراب على رأسك؟ بل لماذا لا "تطّبر" رأسك؟ فهل هذه حياة؟

حكومة محافظة اليابان المحلية محقة جدا، انها تريد فرض الضحك والمرح والسعادة على المجتمع، انها تريد تقوية الجهاز المناعي لديهم وتعطيهم املا أكبر بهذه الحياة.

حكومة محافظة العراق المحلية محقة جدا، انها تريد منهم ان يبقوا معلقين بالزمن القدسي، تريد نقلهم الى العالم الاخر وهم مقتنعين بما يفعلون، فألزمتهم بلبس السواد والبكاء والعويل.

المشكلة الوحيدة ان اليابانيين فرضوا الضحك مرة واحدة في اليوم، اما في العراق ف "كل يوم عاشوراء"

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل