أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - هيمنة قوى الإسلام السياسي والرأسمال الرمزي














المزيد.....

هيمنة قوى الإسلام السياسي والرأسمال الرمزي


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((الهيمنة هي شكل من أشكال السيطرة المبنيّة على الجمع بين القوة والقبول اللذان يتوازنان بأسلوب متفاوت، دون أن تتغلب القوة بشكل مفرط على القبول، بل تسعى لأن تبدو هذه القوة مُستندة على قبول الأغلبية)) أنطونيو غرامشي.

((ما اعنيه برأس مال رمزي هو ذاك الشكل من رأس المال الذي يولد من العلاقة بين نوع ما من رأس المال وفاعلين اكتسبوا الطابع الاجتماعي بحيث يعرفون هذا النوع من رأس المال ويتعرفون اليه ويعترفون به)) بيير بورديو.

نستطيع ان نسخر مما تفعله قوى الإسلام السياسي، فمثلا يريدون تهديم وإزالة تمثال هنا "أبو جعفر المنصور"، أو تغيير اسم شارع او ساحة هناك "شارع الرشيد، ساحة الواثق"، او يرغبون بأن يجعلوا يوما معينا عطلة رسمية "الغدير"، او يتقاتلون على تعليق صور لقادتهم، تصل حد الموت "صور مقتدى- قيس-السيستاني-أبو مهدي المهندس"؛ كل ذلك هم يفعلوه ومنذ أن جيء بهم، وهم يخوضون ذلك الصراع على مدار سنوات حكمهم؛ لكن هل السخرية كافية؟ هل بالإمكان فهم جوهر هذه الممارسة السياسية الإسلامية داخل المجتمع؟

احد اهم الخيوط التي من الممكن الإشارة اليها في ولادة الدولة هو "الرأسمال الرمزي"، وهذا النوع من الرأسمال يأتي بعد او ينتج عن الرأسمال الاقتصادي، فمراكمة هذا الرأسمال مهم جدا لنشوء الدولة وفرض هيمنتها على المجتمع، ولا يقتصر هذا الرأسمال على سياق معرفي واحد، بل انه يشمل العديد من الأوجه الثقافية والمعرفية، فالدولة لا تريد ان تبقى أسيرة منطق "الدولة-الشرطة"، فهذا يشكل لها أزمات عديدة قد تؤدي الى انهيارها، لا تريد ان تبقى ضمن تعريف "قوة قامعة"، تريد ومع بقاء هذا الشكل "قوة قامعة" ان تكون "قوة مقبولة"، وقبولها يتأتى او يستمد مشروعيته من "قبول الأغلبية"، وهذه الأغلبية من الممكن "الهيمنة" عليها بهيمنة رأسمال رمزي اعتباري ضروري هو الذي يحدد ثقافة او رؤية هذه الدولة او تلك.

من الممكن ان يرى البعض ان المطالبة بهدم تمثال معين، يحمل دلالة رمزية معينة عند جمهور واسع، هو بمثابة سخافة وابتذال تقوم بها السلطة وميليشياتها؛ أيضا مطلب جعل "الغدير" عطلة رسمية هو بمثابة ترسيخ للطائفية؛ كل ذلك صحيح، لكن الجوهري في هذه الممارسات هو سياسة واضحة جدا، انهم يريدون نشر رأسمال رمزي جديد موافق لشكل الدولة الجديدة، لهذا تجدهم يثيرون هذه القضايا بين الحين والأخر، ويستغلون ظروفا دولية معينة، تسمح لهم بنشر هذه الأفكار والرؤى، فإذا ما تم لهم الامر، بدعم من جمهورهم الواسع، الذي يفرضون سيطرتهم عليه بنشر وهيمنة هذا الرأسمال الرمزي الجديد، الذي يحظى بمقبولية تامة عند هذا الجمهور، هذه المقبولية تعني استمرارية وتأبيد حكمهم.

شاهدنا بشكل ملموس أيام انتفاضة أكتوبر-تشرين 2019، الصراع الذي احتدم بين المنتفضين الرافضين لقوى الإسلام السياسي، وبين ميليشياتهم التي دخلت الساحات، فهؤلاء حولوا ساحات الاحتجاج الى طقوس دينية، "قراءة القرأن وبث اللطميات والنواح والبكاء ونشر صور المعممين.. الخ"، كانت ممارستهم مخططا لها بشكل مدروس، فرضوا رأسمالهم الرمزي بمقابل رأسمال رمزي تحرري رفعته شبيبة الانتفاضة، الذين اقلقوا السلطة وميليشياتها، فسارعوا الى زج جمهورهم في تلك الساحات لتخريبها، وقد نجحوا في ذلك.

نقلت لنا بعض وسائل الاعلام صراع دار بين الميليشيات ذاتها على تعليق صور لقادتهم، فهؤلاء يرفعون صورة زعيم ويضعون بدلها صورة زعيم اخر، وأولئك يفعلون المثل، وقد اشتد الصراع الى استخدام الأسلحة الخفيفة، كانت التعليقات ما بين ساخرة من هؤلاء وما بين متأسفة لما وصل اليه حال البلد؛ لكن الشيء الذي غاب هو احقية هذه الأطراف بهذا الصراع، فالقضية ان هذه الصورة للزعيم وقائد الميليشيا هي بمثابة رأسمال رمزي لهذه الميليشيا او تلك، تحمل بداخلها دلالة انتماء الأشخاص وتلاحمهم داخل الميليشيا أو المجموعة ذاتها.

"مثقفي السلطة" الذين يملئون الفضائيات يبررون هذه الهجمات ضد هذا التمثال او ذاك الشارع بمنطق السلطة الإسلامية ذاتها، حتى يرسخوا فهما معينا لدى جمهورهم، الذي لديه الاستعداد الكامل للدفاع عن هذا الرأسمال الرمزي الجديد، وحتى يبقون مهيمنين عليه، وفارضين سيطرة تامة على عقول هذا الجمهور.

غرامشي يقول "إن الدولة تستخدم الثقافة للحفاظ على قبضتها على السلطة"، وهذه العبارة كافية لشرح ما يجري من هجمات على الحريات والثقافة والرموز وسن القوانين والتشريعات الرجعية والظلامية المتخلفة، والتي تعكس وجه سلطة الإسلام السياسي القبيح.

طارق فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البتاوين.... ثكنة عسكرية
- اخبار سلطة الميليشيات
- حول اسلمة المجتمع
- انت مو انت .... انت
- منطق نازي
- بايدن: الشركات الامريكية العسكرية هي الرابحة
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- حول تهيئة المتفرج
- المانيا وحرب الإبادة في غزة
- شارع المتنبي بين بغداد وبيروت
- اخلاق رأسمالية - الفرق بين أنسان وأنسان آخر
- الإسلاميون والشيوعيون - وفاة وولادة
- (كشف المستور)
- تصريحات (الهوسة)
- وزير الصناعة والبحث عن الاجر والثواب
- غزة والمالتوسية
- رومانسكي بذكرى حلبچة: (يجب منع استخدام الأسلحة الكيميائية بج ...
- في ذكرى وفاة ماركس- بضع كلمات عن رفيقته جيني
- الراقصة والسياسي عن (المحتوى الهابط)
- الصراحة الطائفية - حول بيان حزب الحلبوسي


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - هيمنة قوى الإسلام السياسي والرأسمال الرمزي