أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صوت الانتفاضة - في ذكرى وفاة ماركس- بضع كلمات عن رفيقته جيني














المزيد.....

في ذكرى وفاة ماركس- بضع كلمات عن رفيقته جيني


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 22:51
المحور: سيرة ذاتية
    


"ان كارل ماركس لم يكن في وسعه أبداً أن يكون كما كان، لولا جيني ويستفالن".

هذا ما كتبته إليانور ماركس في بعض من ذكرياتها عن والدتها جيني، امرأة مذهلة بحق، تحملت عبقرية ذهن متقد وشخصية مغامرة ومعاندة وثابتة على أهدافها، كانت سكرتيرته التي لا تفارقه ابدا، شكلا ثنائيا رائعا، نادرا ما تسمع او تقرأ مشابها لهم، ولهذا فان "الجنرال" انجلس كان على حق عندما قال بعد وفاة جيني "وهذه نهاية موهر-ماركس- أيضا".

جيني ويستفالن..1814-1881 شابة جميلة جدا، من عائلة ارستقراطية، ابوها بارون وموظف بروسي مرموق، وكان ذو ثقافة واسعة، واخوها كان وزيرا للداخلية في حكومة بروسيا، كانت عائلة ماركس تسكن نفس الشارع الذي تسكن به عائلة جيني، ورغم التفاوت الطبقي بين العائلتين، الا ان ذلك لم يمنع ماركس من التقرب لهذه العائلة، خصوصا انه كان شديد الاعجاب بفكر وتحررية الاب ويستفالن.

تقدم ماركس لخطبة جيني وهو في الثامنة عشر من عمره، وقد كانت تكبره بأربع سنوات، لكنه قد أحب "ملكة الرقص" كما كانوا يلقبوها، هذه الانسة المحببة الى قلبه، فهو يدرك ان حياته المستقبلية مليئة بالمغامرات، ولا يمكن ان تتحمل امرأة تلك الحياة، لكنه كان يعرف ان جيني تختلف كثيرا.

عاش ماركس مطاردا من السلطات، بسبب تبنيه وجهة نظر ثورية غير مهادنة ولا مستسلمة، فكان يرحّل من بلد الى اخر، كانت تتقاسمه هذه الحياة الشاقة شريكة حياته جيني، لم تتململ او تبدي استياءً، رغم صعوبة الحياة ومرارتها، الا انها كانت صلبة وقوية، تكتب رسالة الى صديقهما جوزيف فيدماير شارحة واقعها البائس بالقول:

"قررت ان ارضع طفلي على الرغم من الآلام المريعة الدائمة التي كانت تنتاب ثديّي وظهري، غير أن الملاك الصغير المسكين كان يمتص مع حليبي كثيرا من الهموم والاحزان التي تعتلج صدري.... كانت هذه الالام تجعله يرضع من ثديّي بقوة شديدة حتى ان صدري كان ينتابه الألم، وظهرت شقوق في ثديّي وكان الدم في كثير من الأحيان يسيل الى فمه الصغير المرتجف".

او تكتب الى صديقتها لويز فيدماير:

"كانت حالتي تسوء من ساعة الى أخرى وكانت اعراض الجدري قد ظهرت؛ وكنت اعاني آلاما شديدة، فقد كنت اكابد اوجاعا حادة في الوجه وارقا كليا وخوفا شديدا على كارل الذي كان يقوم بأعباء العناية بي بحنان ما بعده حنان".

جيني كانت ام لسبعة أطفال، مات منهم ثلاثة في حياتها، ولدان وبنت، بسبب الفقر والمرض، هذه الوفيات للأطفال تركت اثرا من الحزن عميق جدا في نفسية الزوجين، رغم ذلك كانت تمتاز بالصلابة والقوة والعزم، هي تدرك أي انهيار لها سيكون انهيارا للعائلة كلها، كانت كثيرة التهكم والسخرية من هذه الحياة، فعندما عادوا الى شقتهم القديمة في لندن، كتبت "نحن عازمون ان نتخلص من القيود والاغلال التي يكبلنا بها الخبازون واللحامون والحلابون وبائعو الخضار والفحامون وغيرهم من القوى المعادية".


بعد هذه الحياة القاسية والمؤلمة، استسلمت "ملكة الرقص" جيني ويستفالن لمرض السرطان، وحينما شعرت ان النهاية تقترب قالت لشريكها ورفيقها وزوجها ماركس: "يا كارل ان قواي قد انهارت"، وهذه كانت آخر جملة لفضتها بشكل مفهوم، لتودع حياة مريرة ولتدفن في مقبرة الهايغيت في لندن.
طارق فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراقصة والسياسي عن (المحتوى الهابط)
- الصراحة الطائفية - حول بيان حزب الحلبوسي
- اخبار متفرقة
- هل تريدون الخبز؟ عن جحيم غزة
- ما بين أجور نائب وعامل
- القضاء الأعور - الحكم بسجن احمد مهلهل
- الديموقراطية الامريكية بين غزة ونافالني
- اجتماعيات مجالس العزاء في بعض مناطق بغداد
- ما بين تشاد وايطاليا
- عيد الحروب
- حول قضية (خروج القوات الامريكية من العراق)
- (لم يعد هناك مكان آخر يرحل إليه الناس)
- في ذكرى جحيم شباط
- لم الضجة؟
- بين مادلين اولبرايت و بريان ماست
- سياسة التجويع الامريكية ضد الفلسطينيين -خنق الأونروا
- قصص عن الخصخصة
- هل يفعلها (نبلاء الثوب)؟
- بضع كلمات بمناسبة (يوم القضاء العراقي)
- حول تصريحات نتنياهو عن قيام (الدولة الفلسطينية)


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صوت الانتفاضة - في ذكرى وفاة ماركس- بضع كلمات عن رفيقته جيني