أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم قطيعة (الجزء السابع)














المزيد.....

الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم قطيعة (الجزء السابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 00:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


3. 2. 2. أكاذيب ظالمة
يضع أوغسطين الأكاذيب التي تضر بالآخرين في هذه الفئة. وهي على صورتين: إما أن تضر بالٱخرين دون أن يستفيد أحد من الكذب؛ أو أنها تؤذي الآخرين بينما تقدم خدمة لأحد آخر. وينبغي تجنب هذه الأكاذيب في كلتا الحالتين لسبب بسيط وهو أن إيذاء شخص ما أمر مذموم: Nulli est iniuria uel leuior inferanda. وبرفضها، يضع أوغسطين نفسه في صف أسلافه الذين أدانوا جميعا الكذب منذ اللحظة التي يؤذي فيها الآخرين.
3.2.3. أكاذيب مجانية
مثل ستوبايوس ونيجيديوس، يميز أوغسطين الكذاب (mendax) عن الإنسان الذي يكذب (mentiens). الكذاب هو من يجد لذة في الكذب، بينما الإنسان الذي يكذب هو الذي يستخدم الأكاذيب.
في الحالة المحددة للكذب المجاني، نكون أمام الكذب الذي يهدف إلى تعزيز المحادثة. هذان النوعان من الكذب، رغم أنهما لا يضران بالآخرين، يجب تجنبهما أيضا، لأن الذين ينطقون بهما يعطون أهمية لأنفسهم أكثر من الحقيقة: البعض يديرون ظهورهم للحقيقة ليتلذذوا بخداعهم. والبعض الآخر "يفضلون أن يجعلوا أنفسهم محبوبين على أن يجعلوا الحق محبوبا" .
3. 3. 4. أكاذيب عفيفة
ضمن هذه الأكاذيب يدرج أوغسطين: الكذب الذي يفيد الإنسان دون الإضرار بأي شخص آخر، والكذب الذي يساهم في تحسين الإنسان أخلاقيا أو روحيا، والكذب لتجنب إهانة جسدية نجسة.
- الأكاذبب التي تفيد الآخرين
إنها الأكاذيب التي اعتبرها أسلاف أوغسطين مشروعة. من جهة أخرى، يستخدم الأخير بعض أمثلتهم مثل الكذبة التي تهدف إلى إنقاذ الحياة أو كذبة الطبيب على مريضه. كما أنه يستخدم التعبير Honoto et Misericordi Mendacio (الكذبة العفبفة والرحيمة) التي استخدمها شيشرون لتبرير تدخله لصالح ليغاريوس. وبينما يعترف بأن هناك شرا أقل في هذا النوع من الأكاذيب لأنها مصحوبة بشيء من الخير، يدينها أوغسطين مع ذلك، لأنه يعتبر الكذب إثما: mendacium iniquitas est .
لذلك، على المستوى الأخلاقي، من الضار فعل الشر، حتى لو كان من أجل الخير. فضلا عن ذلك، بما أن خيرات الروح تتفوق على خيرات الجسد، فمن الأفضل أن يخلص الإنسان نفسه بهدف الحياة الأبدية بدلاً من الرغبة في الحفاظ على حياته أو حياة الآخرين بالكذب.
- الكذب بهدف التقوبم الأخلاقي أو الروحي
أكد كينتيليان أن الرجل الصالح يمكنه الدفاع عن قضية متهم ممكن الأمل في تغيير سلوكه. كما تسامح يوحنا الذهبي الفم مع الكذب الذي قيل لشفاء النفوس، خاصة أن عقيدة الكنيسة تأمر بعدم اليأس من هداية أي أحد وبعدم إغلاق طريق التوبة في وجهه. لكن بالنسبة إلى أوغسطين، فإن الإنسان الذي يكذب ليفعل الخير لجاره، حتى لو لم يؤذ أحدا، يؤذي نفسه بمجرد كذبه. وهذا ما يحدث عندما نرفض إدانة مجرم أو عندما نشهد زورا. لذلك ينبغي تجنب هذا الكذب أيضاً مثل غيره من الأنواع الأخرى.
(يتبع)
المرجع:
https://www.cairn.info/revue-dialogues-d-histoire-ancienne-2010-2-page-9.htm



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير جديد يحذر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بحل ...
- السينما المغربية: تطور، تحديات و آفاق
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أن ...
- في حوار مع كلير كرينيون: أي دور للفلسفة في زمن الوباء؟
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان يستنكر كافة أش ...
- النقابة الديمقراطية للعدل/فدش تعبر عن خيبة أملها من التفاف ا ...
- اندلاع أعمال عنف مناهضة لسوريا في تركيا ومظاهرات سورية مضادة
- الجامع فين قريتي...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- الطبقة السياسية تدعو إلى تعبئة قوية ضد حزب التجمع الوطني وال ...
- مخطط المغرب الأخضر بين تفاؤل الخطاب الرسمي وتساؤل المندوبية ...
- الانتخابات التشريعية الفرنسية: حزب التجمع الوطني بتقدم إلى ح ...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- نيويورك تايمز تدعو جو بايدن إلى الانسحاب من الانتخابات الرئا ...
- مشاهد من ذاكرة جسد في المنفى
- مواقف في صحافة الاتحاد الاشتراكي: مجرد مقارنة بين حدثين
- بن جرير: مستشار جماعي يطلب من لفتيت تطبيق مقتضيات المادة 65 ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم قطيعة (الجزء السابع)