أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - عمار الحكيم ماليء الدنيا وشاغل الناس !














المزيد.....

عمار الحكيم ماليء الدنيا وشاغل الناس !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقلُّ ما يُقال عن العملية السياسية في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي - الايراني، أنها من عجائب الدنيا في هذا الزمان. فما زال العراق، بعد أكثر من عشرين عاما من الدوران حول نفسه، يثير الدهشة والعجب لدى القريب قبل البعيد. ولو بحثت عن مثال بسيط من بين مئتي دولة على وجه الارض فانك لن تجد ابدا شبيها مماثلا لما يجري في العراق على صعيد العمل السياسي. وبالاحص ما ينظّم العلاقات الدبلوماسية بين الداخل والخارج وفق القواعد المتعارف عليها بين الامم الحديثة. ولان الديمقراطية في العراق فُصّلت خصّيصا له، فانك بالكاد تميّز بين المسؤول الحزبي والمسؤول الحكومي او زعيم ميليشيا مسلحة. وكلّ واحد من هؤلاء على ما يبدو يمارس دور الآخر بالوكالة. أو وفق "قانون" التفاهمات الساري المفعول !
في يوم الاحد ٧ تموز نشرت بعض وسائل الاعلام العراقية خبرا، مع صورة كبيرة، يقول الآتي: (السيد عمار الحكيم يستقبل رئيس وزراء حكومة الصومال السيد حمزة عبدي بري والوفد المرافق له...الخ) . واعتقد ان بعضكم اُصيب بالدهشة والاستغراب لكون السيد عمار الحكيم لا يشغل اي منصب او وظيفة لا في الحكومة الاتحادية ولا في الدولة العراقية. ولم يرٓ الصومال حتى في احلامه الوردية !
ان استقباله لرئيس حكومة دولة أجنبية في مكتبه الشخصي وخلفه العلم العراقي وعلى الجدار شعار جمهورية العراق دليل مؤسف على وجود خلل كبير في السياسة الخارجية لهذا البلد. والاغرب من ذلك هو غياب أي دور لوزير خارجية العراق عن مجمل المشهد السياسي، خصوصا في هذه الايام العصيبة التي تمر بها المنطقة.
نتمنى ان يكون فخامة الوزير بخير وعافية وصحة جيدة.
عموما، لم اجد تفسيرا مقنعا لزيارة رئيس حكومة الصومال الشقيق الى السيد عمار الحكيم. وثمة اسئلة كثيرة ستبقى بكل تأكيد بلا اجوبة شافية.على سبيل المثال: هل عثر الصوماليون في ارضهم التي مزقتها الحروب على آثار حفيد أو حفيدة لامام شيعي مرّ بالصدفة بأرضهم السمراء ؟ فجاؤوا الى السيد الحكيم للتشاور في الامور (الطائفية) ذات الاهتمام المشترك ! وهل هم بحاجة، مع كل ما جرى لهم من مآسي ومصائب، إلى مواكب لطم وعزاء وتطبير ومآتم في كل شارع ؟
اكيد لا، والف لا. لكن المصيبة الكبرى، كما اتابع كل يوم، هي ان عمار الحكيم وبكل بساطة وسهولة يلتقي بالوزراء وبكبار المسؤولين والمدراء العامّين ومحافظي المدن العراقية وشيوخ العشائر، الخ. ويقدّم النصائح والارشادات والتوصيات، حتى الى وزراء من ذوي الاختصاص المهني البحت. وهو لا يحمل تخصّصا في أي مجال حسب علمي.
قد يقول احدكم ان هناك فضائيات او وسائل اعلام تابعة للاحزاب ومدفوعة الثمن تروّج لهؤلاء الشخصيات العديمة اللون والطعم والرائحة من اجل تسويقهم في سوق "الخردة" السياسي في عراق ما بعد الغزو والاحتلال، على أنهم "قادة" يُشار لهم بالنعال، عفوا اقصد بالبنان !
في دول اوروبا يمنع القانون والتقاليد والاعراف الدبلوماسية لفاء اي مسؤول اجنبي حزبي او حكومي مع القيادات السياسية في البلاد، حتى مع السفراء الأجانب. وان حصلت هذه اللقاءات، وهي نادرا ما تحصل، فتتم بعلم وموافقة وحضور ممثلين عن وزارة الخارجية وتكون واضحة الأهداف والمضامين. وخلافا لذلك يعتبر اي لقاء مع شخصيات أو مسؤولين اجانب تجاوزا على سلطات وصلاحيات الحكومة. ويدخل في خانة التآمر على المصالح الوطنية العليا والاساءة الى هيبة الدولة.
لكن العتب، كل العتب يقع على عاتق حكومة السيد محمد شياع السوداني ووزير خارجيته، لتركهما المجال مفتوحا على مصراعيه، امام عمار الحكيم ومن هم على شاكلته، في استقبال رؤساء حكومات ووزراء وسفراء اجانب في مكاتبهم ومقرات أحزابهم. وهذا مع الاسف الشديد دليل قاطع على أن معظم السياسة الخارجية لوزير خارجيتنا المحترم، مع استثناءات قليلة، تشوبها الكثير من الشوائب. وبالتالي فان العراق ىحاجة ماسّة إلى وقفة جادة ضد التحركات المشبوهة والسلوكيات الشاذة لقادة الأحزاب الموالية للحكومة، ومنعها من التجاوز على سلطات وصلاحيات الوزارات والمؤسسات التابعة للدولة...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة....جو بايدن مثالا!
- عودةُ الابن الضال إلى بغداد...عاد نادماً ام ناقماً؟
- شيطنة الشيطان بوسائل غير شيطانية
- أربعة رؤساء مع مهزومين وخامسهم كلبهم
- البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة
- احلام يقظة في احلام صيف !
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- لاوكرانيا ملايين الدولارات ولفلسطين الصبر والسلوان !
- خلطة العطّار زيلينسكي
- توطين المواطنين قبل توطين الرواتب
- جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - عمار الحكيم ماليء الدنيا وشاغل الناس !