أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - عودةُ الابن الضال إلى بغداد...عاد نادماً ام ناقماً؟














المزيد.....

عودةُ الابن الضال إلى بغداد...عاد نادماً ام ناقماً؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غمرتني، لأول مرة منذ سنين، مشاعر فرح وغبطة غير معهودة إلى درجة أنني "شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرقُ بي". من شدّة الفرح. وانا اشاهد بالبث المباشر السيد مسعود ىارزاني (وهو غنيّ عن التعريف) في بغداد، تعلو وجهه ابتسامة عريضة لسنا بحاجة إلى "فرويد" لكي يفسّر لنا مغزاها وفحواها. جعلت من ملامح بارزاني رغم كبر سنّه تعبّر عن رضا واطمئنان وراحة نفسية نادرة، كانّه "طفلٌ اعادوه الى ابويهِ" بعد ضياع وتشرّد في عالم الخيال والتمنيات.
طبعا عودة بارزاني إلى بغداد، بعد ست سنوات من الزعل والغضب والتحدّي، تعني عودة اقليم كردستان إلى العراق. وليس لديّ أدنى شكّ في ذلك. كما تعني هذه الزيارة أيضا أن جميع الابواب، بما فيها ابواب واشنطن الصمّاء، أُغلقت في وجه حكّام الإقليم. وربما اغلقت منذ عام ٢٠١٧ عام الاستفتاء المشؤوم. ولم يبق لهم سوى باب الرحمة والتوبة، باب بغداد الواسع وصدرها الرحب. ولا حلول لمشاكلهم، التي جلبوا معظمها لانفسهم، الّاّ في بغداد. ولا خيمة شرعية يمكن أن تحميهم من نوائب الدهر سوى خيمة الدستور العراقي. طبعا بعيدا عن التاويلات والتفسيرات الحزبية والشخصية والجغرافية. وان "التنازل" للعراقي القريب افضل بكثير من الاحتماء بالامريكي الغريب الذي لا تُعرف نواياه. ونامل أن يكون السيد بارزاتي قد أدرك، بعد التجارب المريرة التي عاشها مع أطراف مختلفة، بأن العراق هو وطن للجميع. وما عداه من "اوطان" عالقة في اذهان البعض فهي مجرد أوهام لا يمكن البناء عليها ابدا.
لقد ايقن السيد بارزاني في نهاية المطاف أن العناد والتكبّر والتعصّب لا تقدّم شيئا ملموسا للشعب الكردي في شمال العراق. وان استخدام هذا الشعب كورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز واستفزاز في العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد باءت بالفشل الذريع. ومعها ذهبت إدراج الرياح عشرات اللقاءات و الجلسات والتفاهمات لعدد لا يحصى من وفود الإقليم المتعدّدة المستويات مع حكومة المركز، والتي كانت تسعى إلى "حلحلة" الاوضاع بين بغداد واربيل.
واليوم، ونحن نشاهد السيد بارزاني يتجوّل بين مقرات الأحزاب الأخرى في بغداد والإبتسامة العريضة لا تفارق وجهه. وان لحظات العناق التي حظيٓ بها من قبل رفاق "النضال" حتى من نوري المالكي "المكروه" سابقا، تؤكد للجميع أن بارزاني عاد إلى بغداد نادماً وليس ناقماً. كما توهّم في البداية كاتب هذه السطور. واذا لم يحصل شيء طاريء، ربما من الخارج، يعكّر صفاء المودّة والوئام التي عبّرت عنها وجوه وحركات قادة الأحزاب في بغداد، فاننا سنقف بلا أدنى شك على اعتاب "عصر عراقي جديد" من زاخو إلى الفاو. خالٍ من الشوائب والنوائب التي كانت تاتينا، في أغلب الفصول، من حكومة اربيل في شمال العراق.
واخيرا، ربما خطر على بال احدكم (انا خطر على بالي فجأة) ان زبارة السيد مسعود بارزاني الى بغداد ممكن ان تكون "زيارة الوداع" على شاكلة خطبة الوداع للرسول محمد. خصوصا وان السيد مسعود، اطال الله في عمره، مريض ومتعب وفي عمر متقدّم قد لا يسمح لهه مستقبلا بزبارة اخرى الى العاصمة العراقية. وقديما قال كعب بن زهير:
وكلّ ابن انثى وان طالتْ سلامتُه - يوما على آلةٍ حدباء محمولُ...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيطنة الشيطان بوسائل غير شيطانية
- أربعة رؤساء مع مهزومين وخامسهم كلبهم
- البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة
- احلام يقظة في احلام صيف !
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- لاوكرانيا ملايين الدولارات ولفلسطين الصبر والسلوان !
- خلطة العطّار زيلينسكي
- توطين المواطنين قبل توطين الرواتب
- جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !
- العملاءُ المدلّلون...زيلينسكي نموذجاً
- مساءُ الليل ايها النهار


المزيد.....




- أمريكا تلغي إجراء خلع الأحذية في المطارات
- وزير الدفاع الألماني في واشنطن لبحث صفقة صواريخ باتريوت لصال ...
- 43 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة وتفاؤل أمريكي بشأن التوص ...
- عاجل | مصادر في مستشفيات غزة: 12 شهيدا في غارات إسرائيلية عل ...
- -قاعدة أمامية- لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذرب ...
- هل يمكن التحدث مع القطط والكلاب بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
- عراقجي يرد بسخرية على تصريحات لنتنياهو بشأن قدرات إيران الصا ...
- أيمن عودة يتهم الجميع بالتواطؤ لعزله وهآرتس تدعو لمؤازرته
- خبير عسكري: جيش الاحتلال يواجه أزمة حادة ويفتقر لأهداف واضحة ...
- اقتحام الباستيل عام 1789.. يوم اقتلع الفرنسيون جذور النظام ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - عودةُ الابن الضال إلى بغداد...عاد نادماً ام ناقماً؟