أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لويس ياقو - مركز تسوق وثقوب رصاص














المزيد.....

مركز تسوق وثقوب رصاص


لويس ياقو
(Louis Yako)


الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


وأنا أتمشى في مدينة موستار في البوسنة والهرسك،
وهو بلد أنهكته واستنزفته حروب النخبة العالمية مثل بلدي،
وصلت إلى تقاطع في شارع
ولاحظت على الجانب الأيمن بناء ضخم لمركز تسوق حديث (مول)،
بينما جثمت على جانبي الأيسر بناية سكنية قديمة مليئة بثقوب الرصاص،
وكأنها عيون شاهدة على الموت المجاني الذي دار هنا
في حرب توقف فيها إطلاق الرصاص،
دون انتهاء المسببات والمجرمين الذين يقفون خلفها
مختبئين مثل قيح نتن تحت بثرة قد تنفجر عند أي لحظة وعي!
وتسألت بمرارة: متى سيفهم العالم بأن العنف لا يندلع سهواً أو مصادفة،
بل كل عنف في عصرنا هو متفق عليه سلفاً
من قبل نخبة صغيرة تقرر عن سبق إصرار وتعمد،
بأن كل شعب يرفض المولات والاستهلاك والتفاهة،
يجب أن يؤدب بالموت المجاني لمن يقاوم!
كما ويجب - وبأي ثمن - أن تثقب عقول وأرواح
كل الناجين بالرصاص!
ولاحظت في نفس التقاطع إمرأة مسنة
شعرها أحمر وعيناها حزينة وعميقة كثقوب الرصاص ...
كما وشاهدت مجموعة شباب يرتدون ملابس عصرية
تشبه تلك التي نراها معروضة في المولات ...
رمقتهم المسنة بنظرة وكأنها تريد أن تخبرهم عن كل ما حصل،
غير انهم لم يلاحظوا وجودها
وعيونهم شاخصة على شاشات هواتفهم الذكية...
وهنا تسألت بغصة:
هل أخبرهم أحد عن كل ما دار هنا؟
عن صوت الطلقات النارية؟
أيميزون بين صوت القصف والألعاب النارية؟
هل أخبرتهم هذه المسنة التي بدت منكسرة ومكسورة
عن الثمن الحقيقي الذي دفعته
عن كل الثقوب التي لازالت في قلبها وتاريخها
من أجل عيون كل هذه المولات والسلع الاستهلاكية الرخيصة؟



#لويس_ياقو (هاشتاغ)       Louis_Yako#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيع وشراء
- رحيل
- زهور برية ذابلة
- باربي
- توأمان في الجرح
- الخ...
- انتصار الخير
- اعرف ذاتك؟
- العرب والنفايات
- ضمان الغد
- وردة في زمن الحرب
- سرب الإوز
- لعبة الصمت
- بهارات
- أتخافين الحزن؟
- أمراض البلوغ
- إمساك
- إمساك أخلاقي
- أتقف بجانب فلسطين؟
- شموع لفلسطين


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لويس ياقو - مركز تسوق وثقوب رصاص