الروحانية والزهد/بقلم ميشيل فوكو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 03:17
المحور: الادب والفن
    

اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري

الدرس السابع. لميشيل فوكو (1926 - 1984). هذا الدرس ألقاه في 24 فبراير 1982. مأخوذ من كتاب دروس ("تأويلية الموضوع". 1987) ص 93 - 97

النص؛
إذا كانت الرياضيات هي معرفة العالم، فإن الزهد هو معرفة الموضوع، معرفة تتضمن الشروط الأربعة التالية: إزاحة الموضوع؛ تقييم الأشياء على أساس واقعها داخل الكون؛ إمكانية للموضوع للتفكير في نفسه؛ في تأويلية الذات، في تغيير طريقة وجود الموضوع من خلال المعرفة. يبدو لي أن هذا يتكون مما يمكن أن نسميه المعرفة الروحية.

في ثقافة الذات، تؤدي مشكلة الذات فيما يتعلق بالممارسة إلى شيء مختلف تمامًا عن القانون، لأنها تؤدي إلى سؤال حول كيف يمكن للذات أن تتصرف كما ينبغي، وكيف يمكن أن تكون كما ينبغي، إلى إلى أي مدى يعرف الحقيقة. والسؤال الذي يطرحه اليونانيون والرومان حول العلاقة بين النظرية والممارسة هو معرفة إلى أي مدى يمكن لحقيقة معرفة ما هو حقيقي أن تسمح للذات ليس فقط بالتصرف كما ينبغي لها أن تفعل، بل أيضًا بأن تكون كما ينبغي وكما ينبغي لها. تريد أن تكون.

يمكن القول بشكل تخطيطي أنه حيثما نفهم، نحن المحدثين، السؤال باعتباره تجسيدًا ممكنًا أو مستحيلًا للذات في مجال المعرفة، فقد فهم القدماء تكوين المعرفة حول العالم على أنه التجربة الروحية للذات؛ وحيثما نفهم إخضاع الذات لنظام القانون، فقد فهم أسلافنا اليونانيون والرومان تكوين الذات كهدف نهائي في حد ذاته من خلال ممارسة الحقيقة. هناك تباين أساسي هنا يجب حمايته من أي إسقاط استرجاعي، وأود أن أقول إن أي شخص يريد أن يكتب تاريخ الذاتية، أو بالأحرى، تاريخ العلاقات بين الذات والحقيقة، يجب أن يحاول إعادة اكتشاف التحول الطويل جدًا. من جهاز الذاتية الذي تحدده روحانية المعرفة وممارسة الحقيقة من قبل الذات في هذا الجهاز الآخر للذاتية الذي يحكمه سؤال معرفة الذات لنفسها وطاعة الذات للقانون. لم تكن أي من هذه المشاكل - طاعة القانون، ومعرفة الموضوع بنفسه - أساسية، ولم تكن موجودة حتى، في الفكر والثقافة القديمة. ويبدو لي أنه من هنا يمكن معالجة مسألة الزهد.

هذا ما يتكون منه التدريب الرياضي للإنسان الحكيم: الرياضي القديم هو رياضي الروحانية، رياضي ما سيحدث. على العكس من ذلك، يجب على الرياضي المسيحي أن يواجه نفسه، معتبراً نفسه عدواً لنفسه ويتغلب عليه، فهو رياضي نفسه. رياضي الحياة يجهز نفسه من خلال الشعارات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 6/30/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل