أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رجب - كيف يريد تقرير بيكر وهاملتون التوصل إلى إتفاق بشأن كركوك















المزيد.....

كيف يريد تقرير بيكر وهاملتون التوصل إلى إتفاق بشأن كركوك


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي صدرت في بغداد مذكرة توقيف من قبل الحكومة العراقية بحق حارث الضاري الذي يترأس الهيئة المسماة ""علماء المسلمين"" والذي قام بزيارات مكوكية بين الدول العربية الأكثر رجعية حيث استقبل بحرارة من قبل الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الجامعة العربية عمرو موسى وإستمرار السفير الأمريكي زلماي خليلزاده في لعبته القذرة بجمع بقايا البعث الفاشي وعناصر الإرهاب والقوى الظلامية وجرها إلى ما تسّمى بـ ""المصالحة الوطنية"" صدر تقرير جيمس بيكر و لي هاملتون.
عند قراءة تقرير بيكر ـ هاملتون يشعر المرء بأنَ الغباء قد سيطر على ""السياسيين المحنكين"" من أمثال جيمس بيكر ورهطه من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء، ففي التوصية الأولى (النقطة الأولى) يريد أصحاب التقرير العمل مع الحكومة العراقية لبدء (هجوم) ديبلوماسي شامل قبل نهاية الشهر الجاري، وأن أهداف الحملة (الهجوم) في التوصية الثانية هي: دعم وحدة العراق وسلامة أراضيه، ووقف التدخلات وأعمال زعزعة الإستقرار من جانب جيران العراق، وتأمين الحدود بما في ذلك تسيير دوريات مشتركة مع دول الجوار، إلى مساعدة العراق على التوصل إلى إتفاق مقبول في شأن كركوك !!.
انّ الغباء عند بيكر وهاملتون قد وصل إلى درجات عالية، فتقريرهما الذي يحمل بذرات الشر للعراق وللكورد والمنطقة برمتها غير عادل وفي طيّاته العديد من ""التوصيات"" الخطيرة، ومحاولات يائسة، ولكنها محاولات أمريكية لفرض الشروط على الشعوب التي ناضلت وحاربت دكتاتورية صدام حسين، كما من شأن هذا التقرير تقويض السيادة والإستعلاء على الدستور العراقي، ومن الجدير هنا طرح سؤال: أليس غبياً من يريد حل مشاكل العراق من خلال ""هجوم ديبلوماسي"" غير واضح المعالم؟!، وسؤال آخر: كيف يريد أصحاب التقرير خلال اسبوعين وقف التدخلات وأعمال زعزعة الإستقرار؟؟!!، كيف يتم تأمين الحدود، وكيف يمكن تسيير دوريات مشتركة مع دول الجوار؟؟!!. أبهذه السهولة يفكرون ؟؟!!.
هل يعلم الأغبياء بأنً لكل دولة مجاورة، أو الدول الأخرى أجندتها الخاصة، وأطماعها في العراق؟؟، أم إنهم يحاولون خنق العراق من أجل الآخرين؟؟.
منذ فترة ليست قصيرة يجري الحديث وتطلق شائعات بين فترة وأخرى عن إجراء أو إحتمال إجراء حوار بين الحكومة وأطراف أخرى، ويأتي في المقدمة دعوة أيتام البعث الساقط وقوى الإرهاب، وعناصر سنية موالية لهم، ويعلم الجميع بأنّ السفير الأمريكي زلماي خليلزاده قد لعب دوراً فعّالاً ومشبوهاً في جمع الذين كانوا السبب في جر الويلات والكوارث والحروب على العراقيين، ولكن مهما فعل ويفعل زلماي خليلزاده فانّ الحوار لا بدّ أن يرتبط بتوفير المستلزمات الضرورية التي من شأنها تهيئة الأجواء المناسبة من توفير الأمن لضمان الحد الأدنى من جدية هذا التوجه الفاشل لحد الآن.
من الضروري التأكيد على المسؤولين في الحكومة وعلى جماهير الشعب بعدم تصديق الوعود الأمريكية، فالأمريكان ينسون وعودهم، وهم يعملون على تفصيل الأمور حسب منهجيتهم الخاصة ورؤيتهم السياسية لمستقبل العراق ووجودهم في المنطقة، وعندما يجدون المناخ المناسب لتحقيق مراميهم وتوجهاتهم يضربون عرض الحائط إتفاقاتهم السابقة التي أقدموا على إبرامها يوم كانوا متلهفين وبحاجة ماسّة لها.
انّ التناقض بين الأقوال والأفعال والوعود الأمريكية بدا واضحاً، ممّا يثير تساؤلات كثيرة عن مصداقية إدارة جورج بوش، ويلقى بظلال كثيفة على سياسة دولة عظمى يفترض أن تتّحمل مسؤولية كبرى في صيانة الأمن والإستقرار لا في العراق فقط، بل في العالم.
انّ تقرير بيكر ـ هاملتون يدعو إلى مراجعة الدستور العراقي بمشاركة خبراء من الأمم المتحدة، وهذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، ويعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للعراق، ويؤّثر سلباً في الأوضاع الشاذة التي يعيشها العراقيون.
تتركز توصيات بيكر على الجيش والشرطة ودول الجوار والنفط وكركوك وتقوية المركز على حساب الأقاليم، الأمر الذي دفع توني بلير ليقول كلاماً خطيراً في تصريحاته الداعية إلى تأسيس جيش عراقي قوي للحفاظ على مصالحهم، وقد نسى بأنّ العراقيين يدفعون لحد الآن دماؤهم كضريبة لجيش صدام حسين القوي.
أمّا بدعة مشاركة دول الجوار، هي وصفة أمريكية لإيقاظ الدوافع والنوايا الخبيثة المبيتة، وإشعار هذه الدول التي تتّخذ مواقف العداء للعراق بالتدخل في شؤونه بالضد من إرادة أبنائه، ويحاول أصحاب التقرير مواجهة تخصيب اليورانيوم من قبل إيران التي تعمل لإمتلاك السلاح النووي، أو عدم إنصياع النظام السوري الدكتاتوري لتنفيذ القرارات الدولية، أو التصرفات الشاذة للنظام التركي بالدعوة أو تقديم الرشوة من خلال الحوافز لتلك الأنظمة من خلال بسط يدها للتجاوز على إستحقاقات العراقيين.
تبدأ توصيات بيكر ـ هاملتون بكلمات وحروف الجر : ينبغي، يجب، يتطلب أو على، ولا تذكر لا من قريب أو بعيد أقليم كوردستان، وحتى أسم الكورد الذي ورد مرة واحدة في التوصية 27 عندما أقحم الأسم في ""المصالحة الوطنية""مع إعادة البعثيين والقوميين العرب إلى الحياة الوطنية، مع رموز نظام صدام حسين.
من هنا نقول بأعلى صوتنا ككورد ونقول : نؤيد كل ما جاء برسالة السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان عندما قال : اننا غير ملتزمين وباي شكل كان بتقرير اللجنة.
ونقول :
انّ الكورد طالبوا ويطالبون الإلتزام بنصوص الدستور العراقي الذي أقّرّه العراقيون من العرب والكورد والتركمان والكلد الآشور السريان والأرمن، وهم يطالبون بعدم التدخل في عائدات النفط ومسألة كركوك كما جاء في التوصية 30، وفي الوقت الذي نرفض ككورد التحكيم الدولي في قضية داخلية، نؤكد بأن الدستور العراقي المقر من قبل الشعب يحدد الحلول الصحيحة لمسألة كركوك الهامة، ولا نوافق على تأجيل هذه المسألة القومية ، وندعو بالمقابل من حكومة السيد المالكي تطبيق المادة 140 من الدستور، واننا ككورد نرفض أي تدخل في شأن الدستور الذي حدّد آليات تطبيق هذه المادة التي لم تبدأ حكومة السيد المالكي للبدء في تطبيقها مع الأسف، بل عطّلتها وبالمناسبة نجدد دعوتنا لتطبيقها وسد الأبواب على الذين يحاولون دس أنوفهم في مسألة لا تعنيهم، ومن حقنا أن نتساءل عن إجراءات الحكومة المركزية لمعالجة أوضاع شعب كوردستان المأساوية في كركوك والمناطق الأخرى المستقطعة من كوردستان، والتي هي نتاج السياسة الشوفينية الدموية التي قامت على التهجير والتعريب والإبادة الجماعية بأبشع صورها التي تمثلت بإستخدام السلاح الكيمياوي على نطاق واسع في كوردستان من قبل نظام صدام حسين المنهار.
أنّ حكومة السيد المالكي ليست جدّية في حل مخلفات النظام السابق، إذ أنّ معالجة الأمور تستلزم قبل كل شيء إعادة المهجرين إلى مدنهم وقراهم في كوردستان وتعميرها، حيث لا يمكن للمرء أن يعيش في العراء، والشتاء قد بدأ، كما يجب تعويض أولئك الذين هجروا، عمّا لحق بهم من أضرار.
وتقرير بيكر ـ هاملتون يشّدد على تقوية الحكومة المركزية وإضعاف في سلطة الأقاليم (كوردستان) مثالاً، وهذا يتعارض مع مباديء الفيدرالية والدستورالعراقي الذي يشّكل الأساس للعراق الديموقراطي الفيدرالي.
يعطي التقرير الحق لدول الجوار الرجعية والدكتاتورية التدخل في العراق، وهذا العمل عدواني ولا ينسجم ومصلحة الشعب العراقي عامة والشعب الكوردستاني خاصةً، وأنّ إطلاق يد الحكومات التركية والإيرانية والسورية غير منتج وغير مثمر، وان لكل واحدة منها أطماع وغايات باتت معروفة، وهذه الحكومات لا تحترم الحقوق المتدنية لشعوبها والقوميات التي تعيش فيها.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القائد الضرورة- يحصل على كارت أحمر ويطرد من قفص المحكمة للم ...
- معن جواد من شارع الرسول في النجف إلى ئالان في كوردستان
- عاجل: القوات الأمريكية تطلق سراح الدكتاتور صدام حسين وزمرته
- لنترك خلافاتنا ونتحد في مواجهة تهديدات أعداء الكورد
- بمناسبة محاكمة صدام وزمرته الجبانة :من لم يتجّرع سم العلقم ل ...
- على رئيس مجلس النواب العراقي أن يعلم بأنّنا الشعب الكوردي في ...
- شعراء كورد يكتبون بالعربية ويناضلون من أجل عودة الحياة الروح ...
- لنتحّدث بصراحة عن التحشدات العسكرية للطغمة الفاسدة في تركيا ...
- نحتفل رغم هجوم الأعداء والحملات الدموية وعمليات الأنفال
- الشيّوعيون يصونون وحدة حزبهم في مواجهة النشاطات التخريبية
- تركيا الكمالية تملي الشروط والجعفري يعود بخفي حنين
- عشنا معاً وتعرفت عليكم أيام النضال ضد أعداء الشعب - 14 شباط ...
- من يقود مكتب رئيس الجمهورية ومتى يقطع مئات الألوف من الدولار ...
- كيف جاء المتآمرون في 8 شباط الأسود ومتى سقطوا ؟
- متى نشاهد فلماً يروي مآسي شعبنا ويسّطر نضاله في سبيل تطلعاته ...
- زيارات مكوكية للمسؤولين إلى كوردستان
- ملثمون أشرار ومعّممون - أخيار - يشّجعون على القتل ونسف المقر ...
- عبدالإله الصائغ يصارع الموت في الغربة
- كيف إندحر جيش البعث العقائدي العروبي وتهاوى
- الكورد يناضلون في سبيل حكومة وطنية بعيدة عن الطائفية


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رجب - كيف يريد تقرير بيكر وهاملتون التوصل إلى إتفاق بشأن كركوك