أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد رجب - معن جواد من شارع الرسول في النجف إلى ئالان في كوردستان















المزيد.....

معن جواد من شارع الرسول في النجف إلى ئالان في كوردستان


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بعد أن تمّ إطلاق سراحي في أيلول عام 1966 وعند نشوب حرب الأيام الستة بين فلسطين واسرائيل في الخامس من حزيران عام 1967 طلب منّي الصديق (الرفيق غني الحاج أحمد*) وهو من تنظيم آخر(كان من تنظيم الرصافة) مساعدته في توزيع بيان الحزب الشيوعي العراقي المعنون: كل شيء من أجل الجبهة (أي من أجل المعركة الدائرة بين اسرائيل وفلسطين والدول العربية)، وخلال التوزيع شاهدني شرطي الأمن (شاكر محمود طهماز**) من مدينتي خانقين وزميلي في الدراسة، وأستطعت التخلص منه عند دخولي درابين عقد النصارى، وعلى إثر ذلك خسرت سنة دراسية.
بعد إنشقاق 17 أيلول 1967 وبناءً على طلب الحزب الإختفاء ذهبت إلى الكوفة حيث أن صديقي المقاول سعيد فرج يعمل هناك، وحال وصولي الكوفة أصبحت مساعداً له في مشروع ماء النجف بالكوفة، واستلمت مهامي الحزبية مسؤولاً عن تنظيم المدينة.
وفي شارع الرسول بمدينة النجف، وفي الوقت الذي كان الحزب يعيش ظروفاً معقّدة وعصيبة تعرفت على شاب طويل القامة، أبيض اللون وفي إبتسامة عريضة قدّمّ نفسه، وهو يقول (محمد) وأصبحت عضواً في اللجنة القيادية لمدينة النجف التي تكّونت من الرفاق: أحمد رجب، عدنان الأعسم، شريف، محمد، ومسؤول اللجنة محمد الحكيم (على ما أعتقد)، وبعده جاء الرفيق فراس الحمداني (أبو سمير)، وأشرف على اللجنة في البداية الرفيق جاسم الحلوائي (أبو شروق)، ومن ثمّ الرفيق عدنان عباس الكردي (أبو فارس).
كان الرفيق محمد مرحاُ بشوشاً يصنع النكات، متواضعاً يحترم رفاقه، محافظاً على العادات والتقاليد الإجتماعية، متمسكاً بمباديء حزبه، يرفع عالياً سمات الشيوعيين البارزة في الإخلاص التام لخدمة مصالح الشغيلة والطبقات المسحوقة، ويدافع بجدية عن المضطهدين والمقهورين ضد الطغاة والأنظمة الدكتاتورية، وقد إمتاز بخصال مناضل عنيد نابعة من صلب خلقه الشيوعي المستند إلى مباديء أخلاقية سامية، وكان على إستعداد دائم بالتضحية من أجل أفكاره وقيمه للسير بثبات إلى الأمام لتحقيق طموحات وتطلعات أبناء شعبه من المناضلين ورفاق الدرب.
كان الرفيق محمد يؤكد دائماً على التوطيدالفكري والتنظيمي للحزب على مباديء الماركسية اللينينية في خضم نضال دؤوب لا هوادة فيه ضد العدو الطبقي وضد الأفكار البيروقراطية المعادية المتمثلة بالسلطة وأعوانها، ووقف بشدة ضد الأفكار الإنتهازية والتحريفية يوم برزت فئة ضالة وطعنت الحزب بحثا للشهرة، وتشويه الحياة الحزبية بفظاظة، وكان من الأوائل الذين عملوا لصيانة الوحدة الفعلية للمباديء الحزبية الفكرية والتنظيمية، هذه الوحدة التي تفترض عملياً وفي كل وقت عملاً مثابراً ودؤوباً للحزب ورفاقه.
ومنذ فراقنا في أواخر الستينات بدأ النظام يمارس الإرهاب والإضطهاد ومصادرة الحريات والإعتقال التعسفي الذي طال كل العراقيين على حد سواء، والإغتيال والإخفاء المتعمد كما حدث للكورد الفيليين، والتصفيات الجسدية والإعدام وغيرها من أساليب القمع ضد المواطنين على إختلاف ميولهم ومشاربهم، وبقت تلك الممارسات الوحشية إلى أن التقينا في مقر حزبنا الشيوعي العراقي بمنطقة ئالان في كوردستان عام 1982 قادماً من جمهورية اليمن الديموقراطية.
ويوم التقينا سمعنا أخباراً بأنّ النظام الدكتاتوري شنّ حملات إبادة جماعية ضد أبناء الشعب في مناطق الأهوار في جنوب العراق وفي كوردستان، وتدمير القرى، واللجوء إلى إستعمال الأسلحة المحّرمة، وعشنا معاً في مقر الحزب في قرية حاجي مامند، وقد إفترقنا مرة أخرى عندما أرسله الحزب للعلاج خارج البلاد، وسمعت بأنّه تسّلمّ مهام حزبية في (......).
للنظام العراقي البائد سجل أسود من حيث الإنتهاكات والممارسات اللاإنسانية واللاقانونية بحق شعبنا، ورغم الإعتقال والقتل الجماعي والمقابر الجماعية عمد النظام على إرتكاب أبشع الجرائم الجماعية بحق العراقيين، كتهجير مئات الألوف من المواطنين العزل، حيث جرى إنتزاع كافة أوراقهم الثبوتية، ورميهم على الحدود الدولية بعد مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة، ولا تزال أعداد كبيرة منهم تعيش في مخيمات لا تتوفر فيها أبسط الشروط للسكن فيها، وتعاني صنوف العذاب والمعاناة والحرمان.
بعد عمليات الأنفال السيئة الصيت وضرب مدينة هه له بجه وعدد كبير من قرى وقصبات كوردستان بالإسلحة الكيمياوية عام 1988 أصبت بشظايا عديدة في جسمي جرّاء القصف المدفعي للنظام العراقي، ونقلت إلى مستشفى الحزب في دولي كوكا حيث قام الدكتورجودت (دلير) ومساعدتها جنار مام خالو بمعالجتي، ومن ثمّ أرسلني الحزب بواسطة الأصدقاء لتكملة العلاج في إيران، ولكن الأطباء هناك لم يستطيعوا معالجتي أكثر ممّا قام به الدكتور دلير، ممّا دفع بالحزب إلى إرسالي إلى موسكوعام 1989، وفي موسكو دخلت المستشفى ولكن دون عمل أي شيء. وهناك في موسكو التقيت مرة أخرى بمحمد حيث قضينا فترة من الزمن ونحن نستعيد ذكريات الأيام القاسية ونضال شعبنا وحزبنا إلى أن تفارقنا من جديد، إذ توّجه إلى السويد وعاش في مدينة فيستروس، وعندما حصلت على اللجوء في السويد زارني مع الأخ أبو إيفان، وتحدثنا عن مآسي الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكوردي بصورة خاصة، وعن الإختفاء في الفرات الأوسط، وبالأخص كنت مختفياً ومطارداً من قبل السلطة، ومتخلفاً عن الخدمة العسكرية، وتذكرنا درابين النجف في العمارة والمشراق والخورنق وحي كندة، وكونفرانس منظمتنا الذي إنعقد في غرفة النول (الحياكة) في النجف، ومناطق العباسية والمويهي وألبو حداري (علوة الفحل) وغيرها في الكوفة، كما التقينا لآخر مرة ولدقائق معدودة في مدينة يونشوبينك.
انّها لفجيعة كبرى يوم غادرنا الشخصية الإجتماعية المحبوبة والمناضل الشيوعي الصلب معن جواد الذي حمل أسماء ( محمد، أبو باسم وأبو حاتم)، ولكن رغم حياة الغربة التي بدأها منذ نهاية السبعينات، عاد إلى العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد، وتوفي هناك بين أفراد عائلته وأصدقائه ورفاقه.
لكم الذكر الطيب أيها الشهم، وسوف نتذكركم مع أهلكم في المحاويل والحلة والعراق، ونتذكر قيمكم السامية وخصالكم الحميدة ونضالكم في سبيل حياة أفضل ومستقبل زاهر لأبناء الشعب.
20/9/2006

* غني حاجي احمد نه مه لي: مسؤول محافظة ديالى للحزب الشيوعي العراقي، تم إختطافه من قبل النظام البائد، ولم يعد ولا أثرله لحد الآن.
** شاكر محمود طهماز: شرطي أمن معروف كان يدّعي بأنه أمين على أبناء مدينته، ولكنه عملياً كان يكذب، إذ كان يتلصص ويريد الحصول على لقمة دسمة.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل: القوات الأمريكية تطلق سراح الدكتاتور صدام حسين وزمرته
- لنترك خلافاتنا ونتحد في مواجهة تهديدات أعداء الكورد
- بمناسبة محاكمة صدام وزمرته الجبانة :من لم يتجّرع سم العلقم ل ...
- على رئيس مجلس النواب العراقي أن يعلم بأنّنا الشعب الكوردي في ...
- شعراء كورد يكتبون بالعربية ويناضلون من أجل عودة الحياة الروح ...
- لنتحّدث بصراحة عن التحشدات العسكرية للطغمة الفاسدة في تركيا ...
- نحتفل رغم هجوم الأعداء والحملات الدموية وعمليات الأنفال
- الشيّوعيون يصونون وحدة حزبهم في مواجهة النشاطات التخريبية
- تركيا الكمالية تملي الشروط والجعفري يعود بخفي حنين
- عشنا معاً وتعرفت عليكم أيام النضال ضد أعداء الشعب - 14 شباط ...
- من يقود مكتب رئيس الجمهورية ومتى يقطع مئات الألوف من الدولار ...
- كيف جاء المتآمرون في 8 شباط الأسود ومتى سقطوا ؟
- متى نشاهد فلماً يروي مآسي شعبنا ويسّطر نضاله في سبيل تطلعاته ...
- زيارات مكوكية للمسؤولين إلى كوردستان
- ملثمون أشرار ومعّممون - أخيار - يشّجعون على القتل ونسف المقر ...
- عبدالإله الصائغ يصارع الموت في الغربة
- كيف إندحر جيش البعث العقائدي العروبي وتهاوى
- الكورد يناضلون في سبيل حكومة وطنية بعيدة عن الطائفية
- لكي لا تتكرّر الحرب القذرة في كوردستان نصّوت لقائمة التحالف ...
- وكالة خبرية بعثية تصاب بالهيستيريا وتوجه إتهامات باطلة


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد رجب - معن جواد من شارع الرسول في النجف إلى ئالان في كوردستان