أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نايف عبوش - شاكر محمود عطية.. من أطباء الجيل الرائد في ريف جنوب الموصل














المزيد.....

شاكر محمود عطية.. من أطباء الجيل الرائد في ريف جنوب الموصل


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8013 - 2024 / 6 / 19 - 18:11
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


شاكر محمود عطية ..من اطباء الجيل الرائد في ريف جنوب الموصل


تخرج زميلنا المرحوم الدكتور شاكر محمود عطية،من كلية الطب بجامعة الموصل عام  ١٩٧٦، وبعد ان انهى تدرجه الوظيفي الطبي،اصبح مديرا للمركز الطبي في ناحية القيارة. حيث تطلع حينها،للإرتقاء بالواقع الصحي للمنطقة،والنهوض بالصحة العامة للمجتمع،الى مستوى ما كان يحلم به ، من صورة راقية لهما،  في ذهنه،فمارس مهنة الطب بأعلى معاييرها المهنية المعتمدة في هذا المجال،قبل ان يفكر في تحقيق طموحاته الشخصية،كما يفترضه حال المثل من الاطباء الشباب. لذلك كان بحق من اصحاب المواقف النبيلة، والمروءة العالية، يوم نذر نفسه جمل أحمال، يعمل ليل نهار، على معالجة المرضى من الناس، دون كلل او ملل .

 احب بلده، وديرته، وناسها الطيبين، بلا حدود. فلم تنفصم عرى تواصله ابدا مع الديرة، رغم كل اغراءات المدينة يوم ذاك، لاستقطاب طبيب نابه مثله. فظل يجدل ضفائر الوصل مع قريته الحبيبة،التي طالما استنبت كينونة حضوره الابدي،بمرابعها الجميلة، واستوطنت ايحاءات فضاءاتها الساحرة عواطفه الجياشة، كلما أطل معنا على مضاربها من سفوح هضبة سن المشراق .
فكم تغنى بها ايقونة حب شجية، تلقفتها نوارس دجلة الحائمة قبالته، ترتيلة عشق ابدي لأوكارها الآمنة، في شعاب تلك السفوح الازلية. لكن يد المنون عاجلته، فنكثت ما جدله من ضفائر وصل، كان يحلم ان تدوم.. بعد ان اختطفته فجأة في كانون الثاني من العام ١٩٨٧ ، وهو الذي كان يحط في القرية مبكراً في عطلة نهاية الأسبوع، وقبل يوم  كل عيد، ليلتقينا جميعا في أمسيات جميلة، كانت حالمة، ورائعة يوم ذاك . 

كان قدره في الحياة ان يحمل العلم والمعرفة، رسالة عصرية للأجيال اللاحقة، فبعد ان دخل كلية طب الموصل، وتخرج منها طبيبا وجراحا، وظف تحصيله الأكاديمي، ومهنته الطبية، لخدمة المرضى، والإهتمام بصحة الأطفال، ورعاية الأم، وفقا لأعلى المعايير الصحية، من واقع حسه انه يخدم اهله. فانعكس ذلك الاهتمام المخلص إيجابا، على الصحة العامة للأسرة والمجتمع، بعد ان قضى على امراض متوطنة، كانت متفشية بين الناس، ونجح في نشر الوعي الصحي الوقائي بينهم .

لم يتخلف يوماً عن مناسبة اجتماعية، او عيادة مريض، او زيارة صديق ، او اداء وجب إجتماعي، فكان حاضرا في كل محفل، سباقا في اداء الواجب، يشارك الجميع افراحهم وأتراحهم، بحس صادق، ووجدان دافئ. فكان وجوده في وسطه بهذا المعنى، يحمل دلالات رمزية، تجسدت بدوره المتميز، في ترسيخ العلاقات الانسانية، وتعزيز أواصر التواصل الاجتماعي بين الجميع، في موروث مجتمع ريفي زاخر بالألفة، شعر انه بدأ يتآكل بتداعيات الحداثة، وصخب العصرنة الجارف للتو، كأنه مثله يستعد للرحيل، فكان حريصا على المحافظة عليه، باستلهامه، واستنهاض تقاليده، بديمومة حضوره الفاعل في أجوائه .

رحل على عجل، وهو لما يزل في ريعان الشباب، وفي ذهنه الكثير من التطلعات الوامضة، فكان غيابه المفاجيء موحشا. لكنه ظل حاضرا في الوجدان، بكينونة تقترب من المحسوس، بتجليات ما تركه وراءه من مآثر خالدة، وبصمات متوهجة، تحسب له بعرفان ، كلما استحضرته الذاكرة.. 



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامي سعدي عبدالله الملالي..والألعاب الشعبية في القيارة
- طاقات عربية واعدة تجعل الإنتصار ممكنا
- شاعر البادية محمود حمادي الهندي..إبداع النظم وبلاغة التوظيف
- الأديب عبدالكريم بلال..طاقة إبداعية واعدة ومتمكنة
- طاقة علمية جادة..وحضور اكاديمي متميز
- مفتاح علي السالم.. طبيب ألمعي.. واديب مبدع وفنان لامع
- تبجيل المعلم..ضرورة حضارية ومسؤولية أخلاقية
- الكاتب التراثي محمد اليونس..والحنين لأعوام حفرت أخدودا في حن ...
- عبدالله السالم الجبوري..وصراع الجينات في أرض العرب
- التداعيات السلبية للعصرنة..وإشكالية تهديد تماسك الأسرة والمج ...
- متلازمة الوجد والوجع..قراءة في احمديات الشاعر فواز مصطفى الح ...
- انغماس مقرف
- الدكتور إبراهيم العلاف..وتوثيق التعريف بقرى ريف جنوب الموصل
- ختيارات أيام زمان
- الموروث الشعبي بين ثقافة التناسل بالترادف..وتداعيات الإستلاب ...
- بين إبداع التوظيف..وتفاعل المتلقي
- الملا سلطان الوسمي..والقيارة بين الماضي والحاضر
- القاص محمد هلال مبارك ..موهبة إبداعية متميزة
- تداعيات العصرنة.. وتشويش أصالة الهوية
- صخب تداعيات العصرنة.. وحس الحنين إلى الماضي


المزيد.....




- سُرقت سيارته.. سامر إسماعيل: ما يحدث لن ينغص علينا فرحة -الت ...
- سياسيون مصريون يعلقون على سقوط الأسد وموقف القاهرة
- بوتين يحثّ على تطوير التعاون العسكري بين دول منظمة معاهدة ال ...
- لاعب مصري يعتدي على مديره الفني أثناء المباراة يثير تفاعلا و ...
- آبل تعلن عن iOS 18.2 مع ميزات جديدة لهواتفها
- نفق مفخخ يقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.. كمين أم خطأ ...
- دمشق من السماء بعد سقوط الأسد
- ألمانيا تعلن عزمها إعادة تقييم -هيئة تحرير الشام- بناء على أ ...
- السفير الروسي في ليبيا يبحث مع وزير خارجية الكونغو آفاق المص ...
- مصر.. إحباط دخول كميات كبيرة من المخدرات عبر البحرين الأحمر ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نايف عبوش - شاكر محمود عطية.. من أطباء الجيل الرائد في ريف جنوب الموصل