أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - على ضفاف دجلة














المزيد.....

على ضفاف دجلة


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


ذات مرة، في مدينة بغداد الصاخبة خلال العصر الذهبي للخلافة العباسية، عاش شاعر يدعى أبو العتاهية. ولد في عام 748 م، وكان اسمه الحقيقي إسماعيل بن قاسم. اشتهر أبو العتاهية بآياته الزهدية وتأملاته في الحياة والموت، وكان مثيرًا للإعجاب ومثيرًا للجدل.

في أحد الأيام، بينما كانت الشمس تغيب فوق نهر دجلة، كان أبو العتاهية يتجول في أسواق بغداد المزدحمة. كانت رائحة التوابل تملأ الهواء، وأصوات التجار تدعو الزبائن تتناغم مع ضحكات الأطفال الذين يلعبون في الشوارع. ومع ذلك، كان الشاعر يعيش في عالمه الخاص، غارقًا في تأملاته.

بينما كان يسير بجانب الأكشاك، لاحظ زاوية هادئة بالقرب من مسجد قديم، فقرر أن يجلس هناك لبعض الوقت. جلس على مقعد حجري وأخذ يتأمل في ألوان السماء المتغيرة مع غروب الشمس.

فجأة، ظهر شاب أمامه، تتسم ملامحه بالقلق والاضطراب. انحنى الشاب باحترام وقال: "هل أنت أبو العتاهية؟ سمعت عنك كثيرًا وأتيت لأطلب نصيحتك."

ابتسم أبو العتاهية ودعاه للجلوس بجانبه. بدأ الشاب يروي قصته؛ تحدث عن طموحاته الكبيرة، وحبه لامرأة شابة، وخوفه من المستقبل. استمع أبو العتاهية بصبر، وعندما انتهى الشاب، ابتسم وقال: "ما يشتهي المرء لا يجزى له أبدًا، ولا يحوز إلا ما جرب القدر."

تردد الشاب قليلاً، ثم شكر الشاعر وغادر وهو يشعر ببعض الراحة، رغم أنه لم يحصل على الإجابات الواضحة التي كان يبحث عنها.

مرت الأيام، وفي أحد الليالي الهادئة، كان أبو العتاهية يجلس في زاويته المعتادة بجانب المسجد. كانت النجوم تلمع في سماء بغداد عندما رأى الشاب يقترب منه مجددًا. هذه المرة، كانت ملامح الشاب مختلفة؛ كان هناك بريق من الثقة والإصرار في عينيه.

قال الشاب: "لقد فكرت في كلماتك يا سيد، وأدركت أن الحياة ليست دائمًا كما نتوقعها، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن السعي."

ابتسم أبو العتاهية وأومأ برأسه. جلس الشاب بجانبه، وتحدثا طويلاً عن الشعر والحياة والأحلام. تبادلا الأفكار والقصائد، واكتشف الشاب جوانب جديدة من نفسه بفضل حديثه مع الشاعر.

أصبح الشاب زائرًا منتظمًا لتلك الزاوية الهادئة، وبدأ يشارك أبو العتاهية في تأملاته وشعره. وبينما كانت الأيام تمر، أدرك الشاب أن الحكمة لا تأتي من الإجابات الواضحة، بل من الأسئلة التي تفتح آفاقًا جديدة.

يقال إن هذا الشاب أصبح فيما بعد شاعرًا معروفًا وفيلسوفًا ذا شأن، وهو أبو نواس. وأصبح له شأن عظيم في الأدب العربي، واشتهر بحكمته وفلسفته العميقة. ومن أجمل ما قاله:
"دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ
وداوني بالتي كانت هي الداءُ"

وهكذا، استمر أبو العتاهية في إلهام الناس من خلال شعره وحكمته، تاركًا أثرًا عميقًا في قلوب وعقول جميع من التقى بهم في شوارع بغداد المزدحمة.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن يصيغ سياسات بحرية جديدة: مواجهة الغرب وأمريكا على وجه ...
- ترنيمة للعالم الناشئ
- همسات الخلود
- رغبة جامحة
- الإيمان غير المكتوب: عاطفة صامتة للحياة
- دعاء اول الضوء
- تفاؤل
- قصة قصيرة
- مقاربة فلسفية للتراث الثقافي العربي الإسلامي وارتباطه بالحدا ...
- همسات التنفس
- الفطريات المضيئة الحيوية: أعجوبة الطبيعة المتوهجة
- تحطم الطائرة الإيرانية: مؤامرة أم حقيقة؟
- جدلية الظاهر والمخفي: في سياق الفلسفات الإمبريالية وأنظمة ال ...
- الفوائد المحتملة لعلاج الواقع الافتراضي في علاج الصحة العقلي ...
- الشغف المستمر للبحث في ظاهرة الخوارق والطرق المختلفة للإدراك ...
- غزة التي لا تنام
- سفير إسرائيل في الأمم المتحدة: سلوك غير مهني
- الاعتراف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة: الآثار الم ...
- نغمة امل
- اغنية تنمو …


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - على ضفاف دجلة