|
لا غالبة إلاّ هي...‼
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 20:58
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
تونس 2010 أتصور أنكم سمعتم باسم الفائز بجائزة نوبل للأدب لهذه السنة2010 خاصة بعد خيبتنا نحن العرب الحالمون ممن فتح باب أحلامنا واسعا نجيب محفوظ و الحال أننا لو أفقنا قليلا من غفوتنا لعرفنا أن باب الحصول عليها قد أغلق في وجوهنا من يوم فرحتنا بتلك اليتيمة و أنه قد يتعذر حدّ الاستعصاء فتحه مجددا بقلم عربي أصيل أو حتى مهجن و هاهي أمامكم السنوات طويلة تمر و ما فاز ʺأدونيسʺ الذي يحشد لنا كل عام أتباعه ليؤكدوا لنا من كل منبر أنه الفائز الأقرب لليقين و لا فازت الجزائرية ʺآسيا جبارʺ التي جاء ترشيحها هذا العام من السويد بالذات و لا نحن فرحنا و لا هم أسعدونا و كل عام و نحن في الأدب كما في غيره خائبون. لكن مع ذلك يمكننا أن نأمل خيرا... فلقد فاز بها كاتب عالم ثالثي من أولئك البعيدين عنّا جغرافيا و القريبين منّا نفسيا و عاطفيا و المتخلفين تقريبا مثلنا علميا و تكنولوجيا: إنه البيروفي ماريو فارغاس يوسا الذي تأتي هذه الجائزة لتتوج مسيرته الحافلة بالأدب الجميل. ما يهمني الآن في سيرة هذا المبدع ليس كتبه فهي رائجة من قبل نوبل و في متناولكم بعد نوبل متى شئتم. ما يعنيني في الحديث عنه هنا هو حكاية عداوته مع صديقه السابق غابريال غارسيا ماركيز الأديب الكولومبي الأشهر و الحائز بدوره على جائزة نوبل للأدب لعام 1982. بين الرجلين امرأة هي زوجة الأول التي عشقها الثاني و كانت حكاية حضر فيها الحب و غاب عنها الأدب بين قمتي العالم في الأدب! فلقد حاول ماركيز إغواء زوجة صديقه الحميم و تشويه صورته أمامها حتى تتركه فيتزوجها و حين علم الصديق المخدوع أي نوبل الثاني سدّد لكمة لنوبل الأول كادت أن تذهب بعينه و من يومها حدثت القطيعة التامة بينهما لتستمر لأكثر من ثلاثين عاما حتى اليوم. إذن تبدو هذه المرأة أقوى من أقوى أديبين في العالم فقد عشقاها و تنازعاها و خسرا صداقة العمر بسبب هواها فمن تكون هذه الملهمة و من يعرفها أو يعرف أثرا لها يعرفنا بها؟ لا شيء عنها سوى هذه الحكاية المعروفة لأنها قد تكون كتلك المرأة التي تزوجها الشاعر الفرنسي بول ايليوار و خطفها منه ليتزوجها الرسام الاسباني الشهير سلفادور دالي كلاهما امرأة تفضل أن تبقى بعيدا عن الضوء لتدفع بمن تحب إلى قلب المجد فلا غاية للمرأة في النهاية سوى الحب‼ إنها المرأة في حياة الرجال المشاهير كما هي أيضا في حياة الرجال العاديين تتملك إحساساتهم و تُسيّر انفعالاتهم فتصنع من وراء حجاب قراراتهم و إبداعاتهم لكنها تترك لهم دائما متعة الإنفراد بإمضاء انتصاراتهم و التباهي بإنجازاتهم!! فهي غالبا ما تستريح للبقاء خارج إطار الصورة احتراما خاصة لغرور الرجال، أولئك الذين يعبدون النساء في سرّهم و يسخرون من قدراتهن في العلن فإذا نحن تحدثنا و لَكَم يروق لهم أن يسترقوا السمع لحديثنا أنكروه و استخفوا قائلين إنه مجرد هراء إنه ليس سوى "حديث نساء" ‼ و إذا ما دافعنا عن حقّ لنا و رددنا الفعل ضدّ من يمنع حقّنا عنّا قالوا انظروا كيف يكون كيد النّساء!! و إذا ما ذكّرناهم بإهمالهم و لهوهم و سوء أعمالهم صاحوا فينا ساخطين أن كُفّوا عن النّكد... لكأنّ النّكد لغة لا تجيد غيرها ألْسِنَة النساء‼ يُبهرني أبي كثيرا فعلى مدار عمري لم أرى رجلا في إخلاصه لإحساسه و اعترافه بحبّه لجنس النساء و ضعفه و انهزامه أمام قوة النّساء هو الذي هَزَمَ اليُتم و الفقر و المرض و الحقد المتأجج في عيون حاسديه من ذوي القربى و الأعداء. ذلك المَعْلم الحي الجالس منذ عقود طوال على كرسي الحكمة بقلب "الكاف" مدينتي الشامخة، لا يأنف أبدا برغم هيبة حضوره و شخصيته الفذّة القوية من الاعتراف أمام كل من يحضر مجلسه من أنه لم تهزمه إلى اليوم غير شهوة الحب في عيون إمرأة بهية .. ‼ أمّا في البيت فطالما أشهدنا على ضعفه أمام أمّي التي تشاطره أيامه و لياليه من خمسين عاما، أنظروا يقول لنا: أرأيتم هذه "المتر ونصف" ما عارضتُها إلاّ هزمتني، لم أرى في حياتي قوة كمثلها إنها غالبتي و أنا في هذه الدّنيا مغلوبها... هنيئا لك بهذا الاعتراف يا سي المكي فبه فقط فككت عن نفسك عقدة تُقعدُ غيرك من الرجال ممّن تشقيهم القوة الكامنة في النساء فتُكَدِّرُهُمْ و تعكر صفو غرورهم فيتعبون و بقلوبهم يمرضون و أبدا بالحق ما يعترفون... هي الغالبة...نعم أبي. هي كذلك أيها الحكيم، لكن ماذا تريد "الله غالب" كما تقول عبارتنا التونسية الشهيرة‼
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و لا نحمل في القلب إلاّ... الآهَاتْ!!
-
قلوب غريبة...
-
أقلوبنا كقلوبهم...لا...لا يستوون!
-
صوت الرّحمة... صوت الأم!
-
من التي ماتت يومها و من منّا التي بقيت حيّة؟!
-
مِداد قلم بنت أبيها في زمن الشِدّة القيسيّة ( الأخيرة)
-
و كَيْفَ الحَالْ ...!
-
من كاهنة الحفيدة إلى الكاهنة المسلمة الأبيّة!
-
إلى قيس سعيد : دع المرأة تُعلن المرحمة يوم الاستقلال...
-
الحُبُّ لَحْنٌ و الدَّهْرُ مُنْشِدُهُ...
-
يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!
-
ما أصدق لغة السّماء!
-
الحبّ عند مقبرة الحرب!!
-
ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!
-
اخلعوا نعل الخوف...
-
قريبا نقول: سحقنا الاستعمار!!
-
أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)
-
سيعود العُمر إلى صِبَاهْ...♪♪♪
-
أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟
-
قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!
المزيد.....
-
القوات الفنزويلية تحاصر السفارة الأرجنتينية التي تؤوي شخصيات
...
-
كيف تناول الإعلام الإسرائيلي حادثة قتل الاحتلال للمتضامنة ال
...
-
قبل ثلاثة أيام.. كيف يحضر ترامب وهاريس للمناظرة الرئاسية؟
-
ترامب من ويسكونسن: إسرائيل لن يكون لها وجود إذا انتخبت هاريس
...
-
الجزائر.. هيئة الانتخابات تنشر نسب التصويت الأولية في الرئاس
...
-
-جيروزاليم بوست-: إسرائيل تتهم الولايات المتحدة بالعجز في مو
...
-
استخباراتي أمريكي سابق: الحرب النووية مسألة وقت
-
حزب -العدالة والتنمية- التركي: الولايات المتحدة قلقة إزاء ال
...
-
ماسك يكشف عن موعد أول رحلة غير مأهولة إلى الكوكب الأحمر
-
الجزائر.. محاكمة 8 مسؤولين بالخطوط الجوية بتهمة إبرام صفقات
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|