أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 232 - محكمة لاهاي ساعدت نتنياهو على البقاء في السلطة















المزيد.....

طوفان الأقصى 232 - محكمة لاهاي ساعدت نتنياهو على البقاء في السلطة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7989 - 2024 / 5 / 26 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 232 - محكمة لاهاي ساعدت نتنياهو على البقاء في السلطة

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


مالك دوداكوف
كاتب صحفي وباحث سياسي روسي
خبير في الشؤون الأمريكية
وكالة Regnum للأنباء


23 مايو 2024

تسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالسعي لاعتقال قادة إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في إحداث انقسام حقيقي في الغرب.

دعمت فرنسا وبلجيكا وسلوفينيا المدعي العام في لاهاي. وانتقدته النمسا وجمهورية التشيك وبريطانيا. من الواضح أن البلدان منقسمة بشكل واضح – حيث يكون اليسار في السلطة، يكون الموقف تجاه نتنياهو وإسرائيل أسوأ. حيث يكون اليمين – أفضل.

لكن الشيء الأكثر دلالة هو الجدل السياسي العنيف في الولايات المتحدة.

هنا ظل الموقف تجاه المحكمة في لاهاي غامضا لسنوات عديدة. ولم تقبل واشنطن قط نظام روما الأساسي الذي وضع الأساس لمحكمة لاهاي. وبالعودة إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصدر الجمهوريون قانونًا يسمح لهم بفرض عقوبات صارمة على أي محاولات لإدانة الأمريكيين في لاهاي.

واحتدمت المواجهة بين واشنطن ولاهاي بشكل كبير في عهد رئاسة دونالد ترامب، الذي لم يستطع، من حيث المبدأ، أن يتحمل أنشطة العديد من المؤسسات الدولية. حتى أنه فرض عقوبات شخصية على المدعين العامين للمحكمة الجنائية الدولية رداً على رغبتهم في التحقيق في جرائم الحرب الأمريكية في أفغانستان.

ومنذ ذلك الحين، تغير تشكيل محكمة لاهاي بشكل كبير، وفي عام 2021، رفعت إدارة الرئيس المنتخب حديثا جو بايدن العقوبات.

ولكن الآن يمكن إعادتها مرة أخرى.

ويعد الجمهوريون في الكونغرس، المرتبطون ارتباطًا وثيقًا باللوبي الإسرائيلي، بفرض عقوبات على المدعين العامين في لاهاي قريبًا. وقد يتم منعهم من زيارة الولايات المتحدة وإغلاق جميع الحسابات في البنوك الأمريكية، وإعلانهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم.

ومع ذلك، فإن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لن يتراجع عن موقفه.

لكنه يأسف لأن العديد من السياسيين الغربيين لم يقبلوا قراره بفتح تحقيق بشأن إسرائيل. ومن وجهة نظرهم، يجب استخدام محكمة لاهاي فقط ضد الدول الأفريقية أو الدول التي يتم شيطنتها في الغرب، مثل روسيا. ويقولون إنه فيما يتعلق بإسرائيل، فقد تجاوزت المحكمة حدودها.

لقد غادرت المحكمة الجنائية الدولية منطقة "الراحة" الخاصة بها وهي الآن تخاطر بأن تجد نفسها مرة أخرى في خضم المعارك مع واشنطن.

تم إنشاء محكمة لاهاي عام 1998 – في ذروة العولمة والحدود المفتوحة وظهور نظام عالمي جديد. ومنذ ذلك الحين، تغير الوضع في العالم بشكل جذري. تعمل البلدان على تقليص العولمة، ولكن من المتوقع تمامًا أن يكون النظام العالمي الليبرالي عالقًا في أزمة منهجية.

كما تعرضت المحكمة الجنائية الدولية بشدة لفضائح بسبب المعايير المزدوجة.

لم تصل القضايا المرفوعة ضد الجنود الأمريكيين في أفغانستان إلى نهايتها المنطقية بسبب العقوبات الأمريكية. لكن المحكمة الجنائية الدولية رفعت السلاح ضد روسيا - لا لشيء، وإنما لأنه تم نقل الأطفال الأوكرانيين من مناطق القتال في الدونباس إلى مخيم "آرتيك" للأطفال (على غرار مخيمات الكشافة في بلادنا-المترجم).

والآن تطرح أسئلة حول إسرائيل التي أدت حملتها في قطاع غزة إلى مقتل 35 ألف فلسطيني. ولكن، حتى هنا، هناك شكوك في أن التحقيق سوف يكتمل.

وقد أشار البيت الأبيض بالفعل إلى إمكانية إعادة فرض العقوبات على المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية.

على الرغم من أن الوضع الحالي لم يعد مناسبًا جدًا لبايدن والديمقراطيين. ففي نهاية المطاف، حاولوا خلال الأشهر القليلة الماضية ممارسة الضغط بشكل غير رسمي على إسرائيل. بل إن البنتاغون حجب مؤقتًا توريد بعض الأسلحة، بما في ذلك القنابل الجوية. وطالبوا نتنياهو بإجراء انتخابات مبكرة.

وكانت الخطة القصوى لفريق بايدن هي إعادة صياغة السياسة الإسرائيلية برمتها لتطويع تل أبيب. لقد أرادوا، على خلفية الإرهاق من الحرب في غزة وتزايد المشاعر المعادية لإسرائيل في الغرب، تحقيق استقالة نتنياهو.

لقد وجد الأمريكيون بالفعل بديلاً له – وهو الخصم الرئيسي لبيبي في شخص بيني غانتس، زعيم ائتلاف "أزرق أبيض". حيث تم اصطحابه مؤخرًا إلى حفلة "مشاهدات او فحص ما قبل الزواج" في واشنطن. ويرى الديمقراطيون في الولايات المتحدة أن غانتس سياسي أكثر طواعية للإدارة ومؤيدًا لأمريكا.

وقد هدد غانتس نفسه مؤخرًا بتدمير حكومة نتنياهو الحربية إذا لم يغير استراتيجيته العسكرية في غزة.

ولكن بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، تغير كل شيء بشكل كبير.

نجح نتنياهو في تقديم ذلك كضربة ليس له شخصياً، بل لإسرائيل بأكملها. كان على المعارضين أن يخرجوا على الفور لدعم نتنياهو. ومن المرجح أن ترتفع معدلات شعبيته. وبغض النظر عن مدى التناقض الذي قد يبدو عليه الأمر، فإن المدعين العامين في لاهاي ساعدوا نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الحالي.

ومن المحتمل أن يتوقع نتنياهو أن يخدم ستة أشهر أخرى كرئيس للوزراء – حتى الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر. حسنًا، يستطيع الجمهوريون بقيادة ترامب الفوز آنذاك.

العلاقات بين نتنياهو وترامب ليست جيدة جدًا في الوقت الحالي. ولم يتمكن ترامب أبدًا من مسامحة نتنياهو لكونه من أوائل زعماء العالم في عام 2020 الذين اعترفوا بفوز بايدن وسارعوا إلى تهنئته على نجاحه.

ولكن بشكل عام، سيكون من الأسهل على نتنياهو أن يتوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين – وعندها سيكون قادراً على درء الضغوط التي يمارسها الديمقراطيون.

تم التفوق على بايدن مرة أخرى.

لمدة ستة أشهر، لم يتمكن من حل الصراع في الشرق الأوسط، سواء مع الحوثيين أو في غزة. كما أن محاولات تغيير النظام في إسرائيل لم تسفر عن شيء. وتستمر الحرب، وهذا لا يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام في الولايات المتحدة، مع وصول الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جمهور الناخبين في الحزب الديمقراطي. وفي الوقت نفسه، يتسارع التضخم بسبب ارتفاع أسعار النفط والوقود في الولايات المتحدة.

وفي استطلاعات الرأي، تدور شعبية بايدن حول أدنى مستويات رئاسته بأكملها – 35-37%. ويعتقد ثلثا الأمريكيين أن سياسة بايدن الخارجية فاشلة.

ويواصل ترامب التفوق على بايدن في الاستفتاءات في معظم الولايات الرئيسية اذا حدثت الانتخابات الآن. فرص بايدن للفوز تتضاءل كل يوم.

حسنًا، إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسوف يضيف المزيد من المشاكل للمدعين العامين في لاهاي. لديه الآن حسابات شخصية معهم. ففي نهاية المطاف، يواجه ترامب دعويين قضائيتين فيدراليتين: الطعن في نتائج الانتخابات وتخزين وثائق سرية في مارالاغو. ويتعامل مع القضيتين المدعي العام السابق في لاهاي جاك سميث، الذي أعاده الديمقراطيون إلى الولايات المتحدة لهذا الغرض.

علاوة على ذلك، نجح المدعي العام سميث بالفعل في إلحاق العار بنفسه.

أدين سميث بتخزين وثائق سرية تم اكتشافها عند ترامب بشكل غير صحيح، وقد فُقد بعضها ببساطة. إنهم "يسلخون جلده" في المحكمة بشأن هذا الأمر – وقد يغلقون التحقيق تمامًا. بشكل عام، نفس "معايير العدالة في لاهاي" بكل مجدها.

ومن المرجح أن يشدد ترامب العقوبات على محكمة لاهاي.

فضلاً عن ذلك فقد أصبح بوسعنا الآن أن نتحدث ليس فقط عن العقوبات الشخصية ضد مدعين محددين يمكن استبدالهم، بل وأيضاً عن توجيه ضربة لمؤسسة المحكمة الجنائية الدولية بالكامل. كريم خان مرشح بالتأكيد ان "يطير من منصبه". لقد فقد مصداقيته بالفعل بسبب الفضيحة التي أحاطت بشقيقه، وهو عضو سابق في مجلس العموم البريطاني، الذي أدين بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال.

ولكن سيكون من الصعب للغاية تعيين مدعين عامين جدد في محكمة لاهاي – فقليل من الناس يريدون الوقوع تلقائيًا تحت العقوبات الأمريكية.

وبالمناسبة، فإن معظم المدعين العامين في لاهاي هم من البريطانيين. ومن المؤكد أن ترامب قد يدخل في صراع مع الحكومة الجديدة في لندن بعد انتخابات الرابع من يوليو/تموز المقبلة، والتي سيفوز بها حزب العمال. إنهم يحبون فقط دعم المؤسسات الدولية المختلفة. ومن غير المرجح أن يعملوا بشكل جيد مع ترامب.

بشكل عام، لا يوجد شيء مفرح بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية. ومن غير المرجح أن تستمر المحكمة في لاهاي خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

حسنًا، بالنسبة لنا، هذا يحقق مرة أخرى مهمة إنشاء هياكل بديلة. على سبيل المثال، محكمة البريكس، التي سيتم الاعتراف بها من قبل الصين والهند وغيرها من عمالقة العالم الصاعدين. ومن الضروري أن نستفيد من الأزمة المنهجية التي تعاني منها المؤسسات الغربية ـ وأن نخلق بدائل عملية حقيقية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 231 – أربعة خيارات أمام اسرائيل – كلها صعبة
- طوفان الأقصى 230 – بروفايل كريم خان
- طوفان الأقصى 229 – إسرائيل خسرت حرب عقول قادة المستقبل في دو ...
- طوفان الأقصى 228 – الحرب على غزة من أجل المياه
- ما هو مصير خاركوف ؟
- طوفان الأقصى 227 – امل كلوني ضمن فريق خبراء القانون الدولي ف ...
- من المستفيد من غياب الرئيس الإيراني
- طوفان الأقصى 226 – على الطريق إلى الخلافة في قلب أوروبا
- طوفان الأقصى 225 - نتنياهو – لا حرب ولا سلام
- ألكسندر دوغين – تنوير المجتمع بالتاريخ الروسي
- طوفان الأقصى 224 – الإعلام الغربي شريك في حرب الإبادة
- ألكسندر دوغين – بوتين يتخذ خطا محافظاً في ولايته الجديدة
- طوفان الأقصى 223 – المسؤولون الأمريكيون – بلطجية المافيا الص ...
- ألكسندر دوغين - لولا بوتين ....
- طوفان الأقصى 222 – خيبة الأمل من بايدن ومصر - لقد أظهرت رفح ...
- طوفان الأقصى 221 – الساعة السادسة مساء بعد الحرب - ما هي خطة ...
- الدروس السياسية التي يجب ان نتعلمها من إنهيار الاتحاد السوفي ...
- طوفان الأقصى 220 – وجد نفسه وحيدًا، فبدأ نتنياهو يتذكر موسكو
- طوفان الأقصى 219 – وحشية اسرائيل في الاراضي المحتلة تعتمد عل ...
- طوفان الأقصى 218 – الهجوم الإسرائيلي على رفح


المزيد.....




- تداول فيديو في الكويت لشخص قاد سيارته برعونة واستهتار على ال ...
- مدفيديف أمام منتدى الأغلبية العالمية لعالم متعدد الأقطاب: أح ...
- قوات خاصة تحمي -كنتاكي-.. ما -رسائل- السلطات العراقية وراء ا ...
- -هدوء مفاجىء- في غزة وانتقادات إسرائيلة للهدنة -التكتيكية-
- حادث تصادم بين سفينتين فلبينية وصينية في بحر الصين الجنوبي
- بورتسودان .. محطة أخرى في استراتيجية النفوذ الروسي بإفريقيا ...
- بديل السكر شائع الاستخدام ولكن مخاطره كبيرة!
- الأسد يثير تفاعلا بإجابة عن صحة زوجته أسماء (فيديو)
- مسؤول أوكراني: بعض الدول عرضت علينا الوساطة في إقامة اتصالات ...
- نيبينزيا: نظام زيلينسكي غير مؤهل للتفاوض


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 232 - محكمة لاهاي ساعدت نتنياهو على البقاء في السلطة