طوفان الأقصى 229 – إسرائيل خسرت حرب عقول قادة المستقبل في دول الغرب

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فلاديمير بروخفاتيلوف
خبير استراتيجي وسياسي وباحث في أكاديمية العلوم العسكرية. ضابط متقاعد في الجيش السوفياتي، مهندس اختبار أنظمة التحكم في المركبات الفضائية، كاتب صحفي.
مؤسسة الثقافة الإستراتيجية

21 مايو 2024


الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا تجتاحها مظاهرات طلابية دعماً لفلسطين


في العشرات من الجامعات الأمريكية، تتزايد الاحتجاجات ضد حرب اسرائيل على قطاع غزة؛ وتستخدم السلطات الشرطة والحرس الوطني لتفريق المتظاهرين؛ وقد تم بالفعل اعتقال مئات الأشخاص.

ويطالب المتظاهرون جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع الشركات الإسرائيلية وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب في قطاع غزة ووقف التعاون مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية.

كتبت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" أن "قادة الجامعات يتهمون المتظاهرين بالسماح بمعاداة السامية وترهيب الطلاب اليهود".

الحركة الاحتجاجية اندلعت في جامعة كولومبيا في 17 أبريل/نيسان، عندما نصب الطلاب خيمًا في وسط الحرم الجامعي وبدأوا في التجمع لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.

حاولت الشرطة أولاً إخلاء المخيم في اليوم التالي، عندما ألقت القبض على أكثر من 100 طالب. دخل المئات من رجال الشرطة حرم جامعة كولومبيا بناءً على طلب رئيسة الجامعة بعد أن احتل المتظاهرون احدى قاعات الدراسة. وبعد أقل من ساعتين، تم إجلاء جميع المتظاهرين من الحرم الجامعي. لكنهم سرعان ما عادوا.

قال ألفين براغ، المدعي العام لمنطقة مانهاتن، إنه تم اعتقال 282 طالبا في حرم جامعة كولومبيا وجامعة مدينة نيويورك.

وقامت الشرطة بإزالة مخيم طلابي بجامعة كاليفورنيا في عملية ليلية واعتقلت ما لا يقل عن 132 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين.

أصيب خمسة عشر شخصًا خلال الاشتباك في جامعة كاليفورنيا، بما في ذلك شخص واحد تم نقله إلى المستشفى، بينما ذكرت التقارير الإخبارية أن حراس الأمن وضباط إنفاذ القانون في مكان الحادث تراجعوا في البداية أو فشلوا في التدخل.

ووصف حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أعمال العنف بأنها "غير مقبولة" ودعت عمدة لوس أنجلوس كارين باس إلى "تحقيق كامل" في الحادث.

أقيمت معسكرات الاحتجاج في أكثر من 80 حرم جامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة ردًا على حرب إسرائيل على قطاع غزة، مع اندلاع أعمال شغب في بعضها بعد وصول الشرطة لتفريق المتظاهرين.

كتبت صحيفة الغارديان: "وجد تحليل لـ 553 احتجاجًا تضامنيًا فلسطينيًا بين 18 أبريل و3 مايو أن 97٪ منها كانت سلمية ولم تسبب أي ضرر".

وقد وقعت أبرز حوادث العنف أثناء الاحتجاجات الطلابية في حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الذي تعرض لهجوم من قبل مجموعة من الملثمين المؤيدين لإسرائيل الذين حاولوا تدمير المخيم، مسلحين بالحجارة والألعاب النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع. واستمر القتال لعدة ساعات ولم تتدخل الشرطة فيها.

وقد أجرى علماء الاجتماع في جامعة هارفارد دراسة استقصائية حول المواقف تجاه إسرائيل والفلسطينيين، مما سبب أصابتهم بالصدمة. وبشكل عام فإن الأميركيين يؤيدون إسرائيل في المواجهة مع حماس بنسبة 80% إلى 20%. لكن الصورة مختلفة تماما بين الشباب – الشباب ضد الدولة العبرية.

51% من الذين شملهم الاستطلاع في الفئة العمرية 18-24 سنة يؤيدون تصفية إسرائيل ونقل كامل أراضي الدولة اليهودية إلى حماس.

ويؤيد غالبية الطلاب الذين شملهم الاستطلاع الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل التي اجتاحت الجامعات في جميع أنحاء البلاد، و15% من المشاركين فيها لا يعتقدون أن لإسرائيل الحق في الوجود.

وفقًا لاستطلاع شمل 763 طالبًا أجرته مجلة Intelligent عبر الإنترنت ، فإن 65% من الطلاب يؤيدون الاحتجاجات الأخيرة. وامتدت المظاهرات إلى أكثر من 80 حرماً جامعياً في الولايات المتحدة، من مخيم التضامن مع غزة بجامعة كولومبيا إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

43% من أفراد العينة شاركوا في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، و63% يتعاطفون مع حماس.

وكتبت صحيفة نيويورك بوست أن الطلاب المتظاهرين يرددون "شعارات مروعة". في جامعة كولومبيا: "نحن حماس!"، وفي جامعة نيويورك: "الموت لأمريكا!"

ويدعو الكونغرس إلى إجراء تحقيق في التمويل الأجنبي للاحتجاجات في الولايات المتحدة، ويلقي باللوم على الصين على وجه الخصوص. ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أن الاحتجاجات الطلابية تم تمويلها من قبل "منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين SJP" المرتبطة بجورج سوروس.

"يدفع جورج سوروس أموالاً للمحرضين لإثارة انفجار الاحتجاجات المتطرفة المناهضة لإسرائيل في الكليات في جميع أنحاء البلاد. يتم تمويل المنظمة الأم لـ SJP من خلال شبكة من المنظمات غير الربحية التي تم تمويلها في النهاية، من بين آخرين، من قبل سوروس، المستثمر الملياردير اليساري. وفي ثلاث كليات، يتم تشجيع الاحتجاجات من قبل متطرفين مأجورين هم "شركاء" لمجموعة يمولها سوروس تسمى "الحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينين USCPR".

تقدم USCPR ما يصل إلى 7800 دولار لمبعوثيها من المجتمع المحلي و2880 دولارًا إلى 3660 دولارًا لمبعوثيها من الحرم الجامعي مقابل قضاء ثماني ساعات أسبوعيًا في تنظيم "الحملات التي تقودها المنظمات الفلسطينية". لقد تم تعليمهم "النهوض والقيام بالثورة". تلقت المجموعة المتطرفة ما لا يقل عن 300 ألف دولار من مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة لسوروس منذ عام 2017، كما تلقت أيضًا 355 ألف دولار من صندوق "روكفلر براذرز" منذ عام 2019، حسبما كتبت صحيفة نيويورك بوست. (العديد من كتاب المقالات في روسيا والدول الغربية يعتمدون على معلومات هذه الصحيفة التي تم نفيها – المترجم).

ويشير المنشور إلى أن "أموال سوروس ومؤيديه لعبت دورًا حاسمًا في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، والتي أطلقت احتجاجات طلابية على مستوى البلاد".

أقامت ثلاث مجموعات ممولة من سوروس مدينة خيام في حديقة حرم جامعة كولومبيا: طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)، والصوت اليهودي من أجل السلام (JVP)، و"خلال حياتنا".

"في مخيم التضامن مع غزة، ينام الطلاب في خيام تم طلبها على ما يبدو من أمازون ويستمتعون بتوصيل البيتزا والقهوة من دانكن دونتس والسندويشات المجانية بقيمة 12.50 دولارًا من Pret a Manger ورقائق التورتيلا العضوية والدجاج المشوي بقيمة 10 دولارات".

وحسب نيويورك بوست، تلقت المنظمات الثلاث أموالًا من مجموعات مرتبطة بسوروس ومؤسسة روكفلر براذرز. يرأس مؤسسة روكفلر براذرز ديفيد روكفلر جونيور، التي تمول الدعم للإيديولوجية "التقدمية". وقد تبرع سوروس بالمليارات لمؤسسة المجتمع المفتوح، التي يديرها الآن ابنه ألكسندر، وشريكته هوما عابدين، إحدى كبار مساعدي هيلاري كلينتون.

كما يتم تمويل الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين من قبل فيليس غيلمان، وهي مصرفية استثمارية سابقة في وول ستريت، والتي تبرعت بمبلغ 20 ألف دولار لطلاب من أجل العدالة في فلسطين من خلال مؤسستها العائلية Sparkplug. كما خصص ملياردير نيويورك هوارد هورويتز أموالاً كثيرة للطلاب المحتجين.

"نحن نعلم أن الجماعات المتطرفة تلقت ما لا يقل عن 300 ألف دولار من مؤسسة المجتمع المفتوح التابعة لجورج سوروس منذ عام 2017. وقال السيناتور تيد كروز في بث صوتي لـ The Verdict: "لقد تلقوا أيضًا 355 ألف دولار من مؤسسة روكفلر".

وسرعان ما تحدث دونالد ترامب بنفس الروح، ولكن من دون تسمية أسماء. وقال على قناة فوكس نيوز: "أعتقد أن لديك الكثير من المحرضين المحترفين هنا، وأرى ذلك في كل مكان".

"من بين الرعاة أيضا كير Cair – مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، المؤسسة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. "حلقة الوصل بين "الإخوان المسلمين" والديمقراطيين اليساريين هي هوما عابدين (ناشطة سياسية مسلمة من أم باكستانية واب هندي- المترجم)، حليفة هيلاري كلينتون والمقربة منها"، كما يقول الخبير الروسي في الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف.

في الآونة الأخيرة، كانت هوما عابدين تلتقي مع أليكس سوروس علنًا. وقد يعني التقارب المفاجئ بينهما توحيد قوى الفصيلين الليبراليين من أجل هز الوضع الأمريكي الداخلي. وقد تكون الخبرات التي اكتسبوها خلال الاحتجاجات الطلابية مفيدة في حالة هزيمة بايدن، عندما سيكون من الضروري دفع القاعدة الديمقراطية بأكملها إلى ثورة الشارع ضد ترامب.

كما تجري احتجاجات مناهضة لإسرائيل في جامعات المملكة المتحدة. ويعتقد ما يقرب من 40% من طلاب الجامعات البريطانية أن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل كانت "عملاً مقاومًا مفهومًا".

وجدت دراسة استقصائية لطلاب الجامعات أجرتها مؤسسة Stand With Us UK أن ثلثهم فقط اعتبروا تصرفات حماس "هجومًا إرهابيًا". كتبت صحيفة ديلي ميل: "منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، عندما هاجم مسلحو حماس إسرائيل، شهدت بريطانيا ارتفاعًا غير مسبوق في معاداة السامية، حيث أفاد الطلاب الإسرائيليون أنهم يخشون التعرض للمضايقات في الحرم الجامعي".

إن الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة آخذة في التزايد، ولكن مهما كانت نتائجها، فليس هناك شك في أن إسرائيل قد خسرت بالفعل المعركة على عقول قادة المستقبل في دول الغرب.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات