أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل عيدان - لماذا العقل؟














المزيد.....

لماذا العقل؟


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما من المفيد أن نسأل أنفسنا – بين الفينة والأخرى – ما هي الغاية من وجود الإنسان في هذا العالم الدنيوي الفاني ؟
لا جدال في أن الصفة الرئيسة التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات هي ((العقل)). وعلى ذلك فلا بد أن تتسق الغاية من وجوده مع هذه الخاصة الأساسية المميزة له، أي أنها لا بد أن تكون مما يتلاءم مع العقل الإنساني بلا غرابة ولا شذوذ، بحيث يمكن أن يقال إن هذه الغاية مما يصح أن يساعد على تحققها العقل البشري في حالاته الطبيعية، أو بحيث يمكن أن يقال إن هذه الغاية لا بد أن تكون ميلاً طبيعياً له، أو إشعاعاً صادراً عنه.
فإذا كانت الغاية من وجود القلم هي الكتابة، ومن وجود السّلم هي الصعود، وإذا كانت الغاية من وجود السيارات هي النقل، ومن وجود الأزهار الورود هي بث العبير، فكذلك لا بد أن تكون الغاية من وجود الإنسان هي ممارسة النشاط العقلي بشتى صوره وضروبه.
ومعنى هذا الكلام أن الإنسان يجب أن يطمح إلى حياة فاضلة، أي حياة فكرية ومعنوية، متميزة عن الحياة المادية البحتة التي يعيشها غيره من المخلوقات.
ومن الحق أن الأغراض المادية كالتناسل، والبنية السليمة، واللذائذ الحسية، والأكل والشرب، كل أولئك أغراض ليست غريبة على طبيعة الإنسان، ولكنها مما يشاركه السعي إليها المخلوقات غير العاقلة.
وبذلك لا تعد غايات للإنسان أصيلة ينفرد بها بين المخلوقات. وإنما الغاية المميزة له هي بلا شك تلك التي تتواءم مع خاصته المميزة وهي العقل .
وما دامت غاية الإنسان هي الحياة المعنوية الفكرية فلا بد أن تكون الوسيلة إليها متطابقة مع كونه مخلوقاً عاقلاً، أي مع طبيعته العاقلة، والقوانين المستمدة منها بالفكر والتجربة.
إذن فالقوانين الطبيعية كامنة وأصيلة في طبيعة الإنسان يدركها الباحث عنها كما يدرك الكيميائي بالبحث قوانين المادة التي بفاعليتها تتم التغيرات الكيماوية. وكما يدرك الطبيب وظائف الجسد، والقواعد المنظمة لها، فالإنسان، بالعقل والتجربة، وبتأمل مظاهر الحياة المحيطة به، وواقعها الذي يمارسه لحظة بلحظة، وجيلاً بعد جيل، يستطيع أن يكون لنفسه أحكاماً بشأن قواعد السلوك التي يجب عليه الالتزام بها.
ومن ثم فهو – أي الإنسان – يعلم أن أعمالاً بعينها تدفع به إلى معارج الكمال، وأعمالاً أخرى بعينها تهبط به إلى درك الخسّة والهوان.
والعقل يستحثه إلى معانقة الأولى، ويحذره مغبة التورط في الثانية لأنه إن فعل خالف بذلك النظام الطبيعي الذي ينبني عليه وجوده كله.
وعلى ذلك فإن العقل هو المحك الذي يختبر به ما إذا كان عمل ما، أو قانون ما، يتفق مع الطبيعة أو لا يتفق. فانسجام العمل أو القانون مع أحكام العقل هو انسجام بالتبعية مع مستلزمات الطبيعة، أو بالأحرى، مع قانون الطبيعة، والعكس بالعكس.



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد والمرأة
- الرقابة حاجز في طريق الحياة !
- أخلاق القيم
- ما هي الديموقراطية؟
- استعادة لذاكرة الإنسان
- يقظة اللغة العربية
- الكواكبي في مصر
- المرأة الجديدة
- خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ
- الخوف يصنع التاريخ
- الحدس أو عين العقل
- ما هي الدولة ؟
- أن تكون ديوجين
- الباحثون عن التنوير
- العقيدة في حياة الإنسان
- الثقافة أو الدور المتبقي لنا
- حرب العقول .. من العقل التنويري إلى العقل المحاصر
- أي حوار ديني نريد؟
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية


المزيد.....




- آخر المستجدات بشأن المشتبه به في إطلاق النار على عنصرين من ا ...
- حلقات ينصح بمشاهدتها من مواسم -Stranger Things- السابقة قبل ...
- مصر.. السيسي يوضح سبب خسارة 8 مليارات دولار بقناة السويس
- عراقجي: إيران خرجت منتصرة من حربها مع إسرائيل.. والشرع -مخطئ ...
- أمريكا توقف طلبات الهجرة للأفغان وتحقق في دوافع هجوم واشنطن ...
- من هو رحمن الله لكنوال المشتبه به في إطلاق النار قرب البيت ا ...
- بسبب مخاطرها الصحية.. البرلمان الأوروبي يقرر إتاحة مواقع الت ...
- خيام ممزقة وأسر مهددة.. قصة نورة تكشف كارثة النزوح في الشتاء ...
- عراقيون يتساءلون: من يقف وراء قصف حقل كورمور للغاز بإقليم كر ...
- تنزانيا تفرج عن أكثر من 100 محتج ضد الانتخابات


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل عيدان - لماذا العقل؟