أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل عيدان - المرأة الجديدة














المزيد.....

المرأة الجديدة


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 10:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أدرك الإصلاحيون في القرن التاسع عشر الحاجة إلى تعليم المرأة وإعدادها للقيام بمسؤولياتها تجاه المجتمع. فكان السيد جمال الدين الأفغاني- روح الإصلاح المتوثبة - يعتقد بأن المرأة تتمتع بنفس التكوين العقلي الذي للرجل ولكن الذي يعيقها هو نشأتها. إلاّ أنه مع اعترافه بمساواتها بالمؤهلات الطبيعية مع الرجل رأى أن محاولة مساواة الرجل والمرأة في جميع الشؤون لم تكن من الأمور المستحبة ولا الحكيمة. إذ قال بأن مهمة المرأة تقوم على اهتمامها بأمر بيتها، وأن مسؤوليتها في إعداد النشء الجديد تفوق كثيرا الأعمال والوظائف التي يمارسها الرجال.
وجاء الشيخ محمد عبده تلميذ السيد الأفغاني وداعية الإصلاح الكبير، فأدرك الحاجة الملحة إلى تعليم المرأة وتحسين أحوالها، واعتبر ذلك من القضايا الجوهرية في برنامج الإصلاح الاجتماعي.
ثم قام أحد تلاميذ محمد عبده البارزين وهو قاسم أمين، فناضل من أجل قضية المرأة بكل إخلاص، ونشر كتابين في القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين وهما على التوالي (( تحرير المرأة )) و (( المرأة الجديدة )). وصف فيهما وضع المرأة وحلل الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ووصف العلاج الذي يشفي أوجاع المرأة ويشفي معها الأوجاع التي يعانيها المجتمع كله.لقد كان قاسم أمين مصلحا اجتماعيا نادر الشجاعة والإخلاص، وقد عبر عن حبه لبلاده بأن كرس حياته لإزالة الألم والخلل الناجمين عن الظلم والجهل.
وقد أرجع قاسم أمين الشرور الاجتماعية في عصره إلى الطغيان في جميع أشكاله وصوره، متفقا في ذلك مع مصلحين آخرين معاصرين له هما عبد الرحمن الكواكبي وولي الدين يكن ، وكلاهما من نقاد المجتمع الحساسين والجريئين.
وقال قاسم أمين بأنه إذا أصاب الطغيان أمة سرى من حكامها إلى من دونهم وأفسد كل الطبقات وسمّم كل العلاقات، فالأقوى يتجبر على الأضعف، والرجل يتجبر على المرأة، وتجبره مسئول عن انحطاط وضعها، وأن طغيان الرجل وأنانيته يسحقان شخصية المرأة ويتركانها جاهلة وضعيفة، فيفقد احترامه لها وتفقد ثقتها به، ويتأذى كل منهما من هذه العلاقة المنكودة.
وليست خسارة الرجل بأقل من خسارة المرأة، وليست فاجعة أحدهما بأهون من فاجعة الآخر، إذ يقول قاسم أمين متسائلاً: أيمكن أن تتحقّق السعادة لرجل لا تقف بجانبه امرأة يقدم لها حياته، وتضع نصب عينيه، بحسن تصرفها، الكمال هدفاً وغاية، فيعجب بها ويسعى ليظفر باستحسانها ولكسب مودتها بالأعمال النبيلة، ويتودّد إليها بالصفات الأخلاقية العالية ؟
ونادى قاسم أمين بقوة – شأنه في ذلك شأن روّاد الإصلاح الكبار- بتعليم المرأة حتى لقد اعتقد بأن تعليم البنات يجب أن يسبق تعليم الأولاد لأن تربية الأمة كلها تعتمد على المرأة.
ونادى بالفكرة القائلة بأن المرأة يجب أن تعلم لذاتها لتستطيع إكمال شخصيتها ودخول المجتمع كفرد مستقل وناضج، وهي فكرة بدت في ذلك الحين جديدة وغريبة.
وقال قاسم أمين بأن الزواج زمالة وصداقة تتقوى وتبلغ الكمال بالمساواة العقلية، والائتلاف الروحي بين الرجل والمرأة. ونادى بتدريب النساء على كسب معيشتهن بدلاً من بقائهن عالة على الرجال من أقربائهن.
وقد أثار دفاع قاسم أمين عن المرأة في بادئ الأمر عاصفة انصبت على رأسه، إذ أن القيود التي تراكمت خلال العصور على المرأة كانت كثيرة حتى اعتبر الإصلاح الذي نادى به بدعة وكفراً، ولكن أفكاره لاقت بالرغم من هذه الاعتراضات قبولاً حاراً بين الأفراد المفكرين المدركين، وكان من أهم المؤيدين لقاسم أمين صديقه الزعيم الوطني سعد زغلول، وإليه أهدى كتابه ((المرأة الجديدة)).
وأيده صديق آخر له هو الكاتب والمربّي الشهير أحمد لطفي السيد، وفتح له صفحات جريدته ((الجديد)) لينشر فيها ما شاء في موضوع المرأة وفي الموضوعات الاجتماعية الأخرى.
ونالت قضية المرأة اهتماماً واسعاً في الجدل الذي قام بين مؤيديها ومعارضيها المتحاورين في كتب قاسم أمين، فابتدأت بذلك حركة تحررها.
وقد انتشرت كتب قاسم أمين الداعية لتحرير المرأة في البلاد العربية وترجمت إلى اللغات الغربية، إذ ترجم المستشرق الشهير كراتشكوفسكي كتاب المرأة الجديدة إلى اللغة الروسية سنة 1912م، وظهرت ترجمة ألمانية لكتاب تحرير المرأة سنة 1928م.
ولئن تجاوز المجتمع اليوم بعض الإصلاحات التي نادى بها قاسم أمين وأترابه المصلحين، إلاّ أن طريق تنوير المرأة العربية بل وحتى الرجل العربي لا يزال بعيدا.



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ
- الخوف يصنع التاريخ
- الحدس أو عين العقل
- ما هي الدولة ؟
- أن تكون ديوجين
- الباحثون عن التنوير
- العقيدة في حياة الإنسان
- الثقافة أو الدور المتبقي لنا
- حرب العقول .. من العقل التنويري إلى العقل المحاصر
- أي حوار ديني نريد؟
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية
- الوعي الاجتماعي وعناصر الزمن الثلاثة
- الجامعة فضاء النشاط التنويري
- ما هي العدالة ؟
- في العلاقة بين الشرق والغرب - في ذكرى انا ماري شيمل
- حدود الحرية
- التسامح الديني مطلب إنساني
- في مفهوم الثقافة العربية
- الاجتهاد .. وراهنية التغيير


المزيد.....




- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل عيدان - المرأة الجديدة