أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل عيدان - أي حوار ديني نريد؟














المزيد.....

أي حوار ديني نريد؟


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الحوار المطلوب يجب أن ينطلق من معطيات القرن الحادي والعشرين، باحثاً في الماضي من حيث ضرورته لخدمة الحاضر والمستقبل. في القرون السالفة وفي كل الحضارات والثقافات والفلسفات والنظريات والممارسات توجد نقاط ضوء وظلمة. وكل فئة من البشر تضم الطيب والخبيث، المصلح والمفسد. وكل معتقد له ما له وعليه ما عليه، ولو من ناحية التطبيق والممارسة والاستغلال.
وإذا كنا نهدف للتقريب بين العقول والنفوس كما حصل تقارب في المسافات وتواصل عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، فلنضع جانباً ما كان. ولننصرف لما يجب أن يكون.
إن حوار العقائد لن يؤدي لنتيجة لأن الحوار السليم مبني على أساس الإقناع والاقتناع بينما الحوار العقدي مبني على هدف الإقناع لأن الإيمان الديني يقتضي الانطلاق من هذا التصميم وإلاّ لما كان إيماناً قوياً. وغالباً ما يترك الحوار (السلمي الهادئ) بين المسيحية والإسلام – على سبيل المثال - انطباعاً بأن ما جرى، أي ما قيل أو كتب، تميّز باللباقة واللياقة والتهذيب فقط .


ومثل هذا الحوار ضروري للتعارف وفهم الواحد للآخر ولو لم يؤدِ هذا إلى الفهم للتفاهم. أنه بمثابة تمهيد. إنه تلاق ودّي يزول أثره مع انفضاض الاجتماعات، لذلك فهو نوع من الترف قد يبلغ حد التنافق، لأنه لا يصمد أمام أسئلة تقتضي الإجابة عنها صدقية خُلقية وعلمية ودينية.


إن الحوار الذي ننشده هو الذي يهدف لإحداث تطوير فكري جذري ، يُحدث ضجة أو دويٍّا إعلامياً وأكاديمياً وثقافياً يضع الإنسان أمام مسؤولياته كإنسان ينطلق من حقيقة ثابتة وهو أن ما يجمع بين الأديان هو الله فالإنسان .


الله خالق البشرية لا يفرق بين إنسان وآخر إلاّ بمقدار ما يقدم هذا الإنسان لأخيه في الإنسانية. فالحديث الشريف القائل: ((الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله)) يعبّر بوضوح عمّا تعنيه أيضاً المسيحية من محبة. فالمحبة هدف أساسي في المسيحية والعدل هدف أساسي في الإسلام. في محبة الخير للآخرين وفي الدعوة لـ " لا ضرر ولا ضرار " تتجسد العدالة المنطلقة من منع الضرر توخياً لإعطاء كل ذي حق حقه.
فالهدف الإلهي – في تقديري - هو خير الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لشيء ولا ينقصه شيء. وما خلق الكون إلاّ في سبيل الإنسان الذي مكّنه الله فيه وكلّفه بعمرانه. وبمقدار ما يسهم الإنسان في عمران الكون بمقدار ما يرضى خالقه. خُلقنا أمماً وشعوباً وقبائل وألواناً لنتعارف، ولو شاء الله لخلقنا أمة واحدة.


لنتعارف. لنعرف بعضنا بعضاً. والمعرفة عدوة الجهل. كما وأن الإنسان عدو ما جهل، فالله سبحانه وتعالى أرادنا متعارفين متفاهمين متعاونين ليكمل عمران الأرض بنا ومنّا ولنا. هذه الأرض التي أصبحت اليوم "قرية" عالمية وأضيق، تحتاج لسلام وتفاهم وتعاون لما فيه خير الإنسانية وليس خير فئة على حساب فئة أخرى.


وهنا الامتحان الذي ينتظرنا في تحمّل مسؤولية التكليف بمعرفة الواجب والتمسك بحق. ولا قيمة للتعاون إذا سقط وجه من وجهي هذه المعادلة والتي تستنبط منها فكرة محورية وهي العمل على الحفاظ على حقوق الإنسان .


والحفاظ على حقوق الإنسان ينطلق من بديهية احترام الإنسان لأخيه الإنسان الذي خلقه الله ، فسوَّى ، وفي أحسن تقويم . فالله كرّم ابن آدم وجعله خليفته في الأرض، مسخراً الأرض والسماء والبحار وما فيها لإسعاده. فأمرُ الدنيا مفوّضٌ للناس حسب الزمان والمكان، شرط أن يكون التفويض ضمن حدود الحلال والحرام. والفاصل بينهما دوماً هو حق الإنسان ومصلحته. وفي الحفاظ عليهما عمران للأرض ورضى الله وهما واحد.



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية
- الوعي الاجتماعي وعناصر الزمن الثلاثة
- الجامعة فضاء النشاط التنويري
- ما هي العدالة ؟
- في العلاقة بين الشرق والغرب - في ذكرى انا ماري شيمل
- حدود الحرية
- التسامح الديني مطلب إنساني
- في مفهوم الثقافة العربية
- الاجتهاد .. وراهنية التغيير
- تأسيس المجتمع المدني .. وصراع المجتمع والدولة


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل عيدان - أي حوار ديني نريد؟