أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل عيدان - خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ














المزيد.....

خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لقد أعطى الدين الإسلامي حافزاً للعلم وهيأ المجتمع الإسلامي فرصاً كثيرة للدراسة. ولم يكن العلم مقصوراً على الرجال، بل هناك حديث نبوي يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وقد اشتهر عدد كبير من النساء بالعلم وخاصة بالعلوم الدينية، ففي علم الحديث كانت روايات النساء وتنال تقديراً عظيماً وكان النساء يعتبرن حلقات في سلسة الأسانيد التي تنقل الأحاديث عن الرسول(ص). ومن اللواتي تروى عنهن الأحاديث عائشة زوجة الرسول التي كان علمها وذكاؤها موضع تقدير عظيم، وكثيراً ما سعي إليها العلماء من الرجال واستشاروها في أمور الدين والفقه.
وكان النساء يحاضرون في المدارس التابعة للمساجد حيث يستمع إليهن مشهورو الرجال ويحصلون منهن على شهادات تجيز لهم تعليم ما أخذوه منهن من علوم.
ومن أشهر النساء شهدة الملقبة بالكاتبة وفخر النساء وذلك لشهرتها في العلم ولخطّها الجميل وقد عاشت في بغداد في القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت تعتبر في مقدمة علماء عصرها. وكان أساتذتها كبار علماء ذلك العصر، كما أنه سمع عليها خلق كثير.
ومن معاصري شهدة هناك زينب النيسابورية التي تلقت إجازات بالتعلم من عدد من مشهوري الرجال. ومن تلامذتها ابن خلكان مؤرخ حياتها، ومؤلف كتاب للتراجم في الأدب العربي هو وفيات الأعيان الذي يعتبر من أهم ما ألف من نوعه في الأدب العالمي.
وقد حضر الرحالة الشهير ابن بطوطة الدروس على اثنتين من النساء في دمشق في أثناء مروره بسورية سنة1326م وتلقى منهما إجازات التعليم، وكانت إحداهما تعرف بلقب ((رحلة الدنيا)) ولعل سبب ذلك غزارة علمها واتساع شهرتها.
وفي الحياة الروحية ارتفعت النساء إلى أعلى المراتب، والتاريخ الإسلامي مليء بأسماء الوليّات من النساء، ونالت المرأة مرتبة التساوي مع الرجل "كأخلاّء لله" ، وكثيراً ما حضر الأولياء من الرجال مجالس الوليّات من النساء واعتبروهن هاديات لهم في حياتهم الدينية. ولعل من أشهر الوليّات من النساء رابعة العدوية التي عاشت في البصرة في القرن الثامن للميلاد، وكانت حياتها حياة زهد تام في هذه الدنيا وانصراف كلّي إلى الله تعالى. إلاّ أنها لم تكن حياة تهرّب من العالم . إذ كان لها كثير من الأتباع والمريدين الذين اجتمعوا حولها سعياً وراء الهداية وليسمعوا منها المواعظ. وقد كرّست جزءاً مهماً من حياتها لتعليم الآخرين ما تعلمته هي عن الطريق المؤدي إلى المعرفة الإلهية وإلى الفناء في الله. وتعتبر رابعة من أعظم المتصوفين المسلمين، المتصوفون ويعتبرون أقوالها من أعظم المراجع في الحياة الروحية.
وكان الرجال والنساء من المتصوفين يرتبطون معاً في زمالة روحية؛ فالصوفي يعتبر زوجته رفيقة في الله، ويعتبر محبته لها من محبته لله. ويدفع المحبوب في شعر المتصوفة وقصصهم إلى مصاف مثالي، ويعتبر رمزاً للحكمة الإلهية وبه "يوحي" الله إلى الحبيب كل ما هو نبيل وكل ما هو خير وبما أن الإسلام دين يدعو إلى الأفعال الحميدة، فالمسلمون يؤدون الواجبات التي يفرضها عليهم إيمانهم بمقدار ما يقدمون من عون للآخرين.
وقد بذل الأتقياء من النساء الكثير من مالهن الخاص لأعمال الخير، ومن الأمثلة البالغة على هذا السخاء زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد التي نفذت مشروعاً كبيراً لإيصال المياه إلى مكة، وبنت الآبار والخزانات على طول طريق الحج من العراق إلى الحجاز وهو طريق طوله 900ميل. ونالت زبيدة بأفعالها الطيبة للحجاج المسلمين وللمقيمين في مدينة الإسلام المقدسة شهرة ومكانة غالية بين المسلمين، ونالت بسبب ذلك شكر الحجاج الكثيرين الذين يدعون الله أن يبارك زبيدة كلما شربوا الماء الذي أوصلته إلى مكة.
ولا يكاد التاريخ الإسلامي يعرف حكاماً من النساء غير أنه كثيراً ما كان النساء يشكلن قوة كبيرة وراء العرش، والتاريخ مليء بأخبار النساء الحازمات الذكيات اللواتي أثرن في حياة رجالهن وفي أعمالهن، فكان لهن بذلك تأثير كبير في الشؤون العامة.
وكان وضع المرأة العربية على العموم يعكس أحوال مجتمعها فعندما كان المجتمع العربي منتجاً ومبدعاً، ساهمت النساء في أوجه نشاطه وشاركت في قوته وفي رفاهيته. وعندما انحسرت حيويته ودبَّ الانحلال في أوصاله تأذت المرأة وعانت بجانب مجتمعها.
وبنشوء الحياة الجديدة في العالم العربي استعادت المرأة وعيها لتراثها وأخذت تدرك حاجاتها ومتطلبات العالم الحديث الذي تعيش فيه. وهي اليوم تسهم في بناء مجتمع عربي عصري.



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف يصنع التاريخ
- الحدس أو عين العقل
- ما هي الدولة ؟
- أن تكون ديوجين
- الباحثون عن التنوير
- العقيدة في حياة الإنسان
- الثقافة أو الدور المتبقي لنا
- حرب العقول .. من العقل التنويري إلى العقل المحاصر
- أي حوار ديني نريد؟
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية
- الوعي الاجتماعي وعناصر الزمن الثلاثة
- الجامعة فضاء النشاط التنويري
- ما هي العدالة ؟
- في العلاقة بين الشرق والغرب - في ذكرى انا ماري شيمل
- حدود الحرية
- التسامح الديني مطلب إنساني
- في مفهوم الثقافة العربية
- الاجتهاد .. وراهنية التغيير
- تأسيس المجتمع المدني .. وصراع المجتمع والدولة


المزيد.....




- إسرائيل تواصل قصف خيام نازحين بغزة، وحماس ترفض إدراجها في -ا ...
- فوضى تضرب اختبارات فحص الأنوثة للرياضيات قبل بطولة العالم لأ ...
- -أنا مستاءة لكنني ممتنة-.. شاهد رد فعل امرأة بعد سقوط رافعة ...
- حماس: إدراجنا على قائمة سوداء أممية بشأن العنف الجنسي يفتقر ...
- سوريا.. مقتل امرأة بهجوم مسلح استهدف سيارتين قادمتين من السو ...
- دراسة جديدة: العمل بعد التقاعد يُسعد الرجال أكثر من النساء
- نريد حق بان: من قتل الطبيبة العراقية بان زياد؟
- التحرّش في أماكن العمل: ثقافة “تسكيت” النساء وقوانين بحاجة ل ...
- نريد حق بان: من قتل الطبيبة العراقية بان زياد؟
- تقرير: العنف الجنسي في النزاعات زاد بنسبة 25% العام الماضي


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل عيدان - خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ