أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقيل عيدان - ما هي الدولة ؟














المزيد.....

ما هي الدولة ؟


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:44
المحور: المجتمع المدني
    


الدولة هي التعبير القانوني عن المجتمع . وهي تشمل الحكومة في مختلف إداراتها وتشريعاتها. الدولة هي أدق المؤسسات الاجتماعية وأخطرها، في قوتها وضعفها على السواء.
ففي استطاعتها، إذا كانت قوية، أن توجّه المؤسسات الأخرى وتحقّق التناغم في ما بينها . أما في حال ضعف الدولة، فيبرز التنافس بين المؤسسات المختلفة وتحاول كل منها – سواء أكانت قبيلة أو طائفة أو حزباً – أن تفرض سلطانها على المجتمع وأن تقوم مقام الدولة، جاعلة من القوة حقاً. لا بد، إذاً، من مؤسسة تنصهر فيها العناصر المشتركة بين مؤسسات المجتمع المختلفة. وهذه المؤسسة هي الدولة .
على الدولة، في حمايتها للحرية، أن تصون الحرية بالمعنيين السلبي والإيجابي. بالمعنى الأول ، عليها أن تزيل حالات القسر التي يمكن أن تحيط بالناس ، فتمنع اعتداءات الناس بعضهم على بعض ، وتردع التعديات الخارجية ، وتكافح الأوبئة والأمراض والأخطار . وبالمعنى الثاني ، عليها أن تنظّم شؤون التعليم والاقتصاد والسياسة والعمل والسكن . وعلى الدولة أن تؤمن بهذه الحريات كحقوق أساسية للإنسان ، وأن تنشِّئ المواطنين على الواجبات التي تقتضيها هذه الحقوق منهم . وأهم هذه الواجبات احترام حرية الآخرين والتقيّد بما تقتضيه المصلحة العامة .
إن الحريات المنوطة بالدولة تتناول قطاعات كثيرة من الحياة . فهناك الحرية المدنية أو حرية المعتقد ، وهي تشمل الرأي والدين والكلام والنشر والصحافة . وهناك الحرية التنظيمية ، أي حرية إنشاء الجمعيات والأحزاب .
وهناك الحرية السياسية، التي تعني حكم الشعب بواسطة مجالس نيابية تمثيلية، كما تعني المساواة بين المواطنين في الحقوق. هذه المساواة تعبّر عنها القوانين ويجسّدها النظام العادل .
وهناك الحرية الاجتماعية ، أي احترام كرامة الإنسان بغضّ النظر عن ظروفه وأحواله وانتماءاته ولونه وجنسه .
وهناك الحرية الاقتصادية، وهي تعني حرية العمل والسكن والملكية، ولكن ليس عن طريق الاستغلال وحرمان الآخرين. وهناك حرية العلم أو التربية، وهي تقضي بوضع العلم في متناول الجميع.
وهناك حرية المواطنة التي تتيح للفرد إسقاط جنسيته واستبدالها بجنسية أخرى . ويمكن أن نتكلم عن حرية "عالمية" ، تقضي بألاّ تتدخّل الدولة في شؤون الأمم الأخرى من ناحية سلامها وطموحاتها التي لا تهدد سلام الآخرين .
إن برنامج الحريات هذا يحتّم على الدولة ألاّ تكون صاحبة "أيديولوجية" ، لأنها عندئذ تصير خصماً للمؤسسات الأخرى وتكبت الحريات التي لا تناسب خطها بدل أن تعززها .
بالطبع، يجب أن تضع الدولة أهدافاً ومُثلاً من أجل ازدهار المجتمع، وتسعى إلى تحقيقها. بهذا المعنى، لا غنى للدولة عن أيديولوجية، أي عن أفكار بنّاءه ومخططات تجعل من الدولة حقل عمر مستمر.
لكن إذا تجاوز مفهوم الدولة الإنسان ، فإنها عندئذ تنزع إلى أن تكون دولة "توتاليتارية" أو كلية أو شمولية . وفي الأشكال المتطرفة للدولة ، هناك مفاهيم صارمة في الدين والاقتصاد والسياسة والفلسفة والفن وبقيّة مرافق الحياة . وتُفْرَض هذه المفاهيم ، عن طريق القوة ، على أنها "الخط الصحيح" أو "الطريق القويم" أو "خط العقيدة" ويُعدّ كل خروج عنها "انحرافاً" خطراً ، بينما يُعدّ المنحرف "خائناً" أو "عميلاً" أو "مأجوراً" أو "عدواً للشعب" ، ويدفع ثمن "انحرافه" غالياً .
لذلك ، أي من أجل اجتناب هذه الحالات من الظلم ، كان على الدولة أن تلتزم عقيدة واحدة محتواها الحرية والمساواة والعدالة ، وأن تردع المواطنين الذين يحاولون حرمان سواهم هذه القيم ، عن طريق ممارساتهم أفعالاً تهدّد السلامة العامة ، أو اعتناقهم مبادئ خطرة لا تقيم وزناً لحقوق الآخرين وحرياتهم .
الدولة ، إذن ، هي مثال الوحدة في التعدّد على الصعيد الاجتماعي . ولكي تكون هكذا بالفعل ، يجب أن تجسّد حاجات المواطنين وطموحاتهم ، مهما تعدّدت معتقداتهم وحضاراتهم الجزئية ، شرط ألاّ تتعارض ممارسة هذه العقائد والقيم الحضارية الخاصة مع سلامة الكيان الاجتماعي العام .
وكون الدولة وحدة في التعدد يميزها عن مؤسسات المجتمع الأخرى . فلا العائلة ولا القبيلة ولا الحزب تمثّل العناصر المشتركة بين جميع أبناء الشعب. لكن الدولة ، لأنها تقوم على العناصر المشتركة بين الناس ، تستطيع أن تحمل القيم الاجتماعية الأساسية وتؤمّن الشروط الموضوعية التي تمليها غاية الحياة القصوى ، تحقيق الذات .



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون ديوجين
- الباحثون عن التنوير
- العقيدة في حياة الإنسان
- الثقافة أو الدور المتبقي لنا
- حرب العقول .. من العقل التنويري إلى العقل المحاصر
- أي حوار ديني نريد؟
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية
- الوعي الاجتماعي وعناصر الزمن الثلاثة
- الجامعة فضاء النشاط التنويري
- ما هي العدالة ؟
- في العلاقة بين الشرق والغرب - في ذكرى انا ماري شيمل
- حدود الحرية
- التسامح الديني مطلب إنساني
- في مفهوم الثقافة العربية
- الاجتهاد .. وراهنية التغيير
- تأسيس المجتمع المدني .. وصراع المجتمع والدولة


المزيد.....




- مقتل ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال خلال حمايتها اعتداءات ...
- غزة على شفا انهيار شامل: الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير منظ ...
- في يومه العالمي.. تقرير يوثق زيادة صادمة في عدد ضحايا التعذي ...
- إيران تنفذ حملة اعتقالات وتعدم 3 رجال بتهمة التجسس لحساب إسر ...
- البرلمان العربي يؤيد دعوة فتوح لإغاثة شعبنا ويطالب برلمانات ...
- بسبب التنميط العرقي... المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين ...
- لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟
- تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين ...
- منظمة العفو الدولية في كينيا: قتلى وجرحى في احتجاجات مناهضة ...
- الأمم المتحدة تحذر: المخدرات تتوسع والكوكايين يقود موجة جديد ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقيل عيدان - ما هي الدولة ؟