أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1















المزيد.....

تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعاظم معضلة غياب العراق عن وعي اهله بما يمكن ان يفضي الى ماهو ماحق للوجود فضلا عن الاستمرارية، وان تحت طائلة انتفاء الادراكية للذات وللكينونة التاريخيه، فاذا كان مايسمى العراق ككيانيه قد وجد اليوم ومنذ الاحتلال البريطاني عام 1917 بناء على ماقد قرره المحتل، وماقد رسمه من ملامح، ووضعه بمثابة تاريخيه تشكل حديث، وهو ما قد فعله الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه "فليب ويرلند"، واستمر على هذا المنوال بناء لاجمالي الحال الشائع والسائد المفروض عالميا بحكم غلبة واكراهية النموذج الغربي كيانيا وعلى مستوى الدولة، مع ان ماقد حصل كنتيجه، انتهى الى اقدام الغرب الاوربي، ووريثته الكيانيه الامريكيه المفقسه خارج رحم التاريخ، هو "محو العراق" بازالته كيانيا بالقوة، كما كان قد ارسي واقيم خلال الفترة الممتدة قبل هذا التاريخ، ابتداء من اعلان احتلال بغداد من قبل الحملة البريطانيه الصاعدة من الفاو جنوبا منذ 1914.
ومع "العراق البريطاني" الذي تعود بدايات تشكله بحسب ويرلند الى الاحتلال التركي الثالث للعراق عام 1831 يوم ازالة داود باشا اخر الحكام المماليك، قام شكل مماعرف ب " الحركة الوطنيه" الحزبية الايديلوجية الزائفة، بناء عل ديناميات صراع العراق غير الناطق مع ذلك المركب من خارج النصاب المجتمعي بوسائل وادوات برانيه، تبدا من الاعتراف بمروية ويرلند وتعتبرها صالحه، لنغدو من وقته خارج الضرورة الملحة المتمثلة في كشف النقاب عن منطويات ومقومات الكينونه الوطنيه التاريخيه المؤجلة، وبينما كانت هذه هي المهمة الواجب على "العراقيين" القيام بها والوقوف عندها باصراربمواجهة الالحاقية النمطية الكيانيه الافنائية الغربية، سقط وقتها العقل العراقي، والمتوفر منه، تحت طائلة الاتباعية الجاهزة، لينتج حالة مزرية من توهمية النظر الى الذات بعين الاخر،الامر الذي لعبت في تكريسه عدة عوامل واسباب ليست عابرة.
ياتي في المقدمة منها الحال التي كان عليها العراق ساعتها تاريخيا، وهو المستمر منذ 1258 يوم سقوط بغداد وتحول عاصمة الدورة الثانيه الامبراطورية الازدواجية العراقية، الى موضع للبرانيه الشرقية تتناوب عليه الدول واشباه الامبراطوريات، ابتداء من هولاكو الى العثمانيين اخر البرانيين الشرقيين قبل الاحتلال الغربي، اي ان العراق كان تحت طائلة الانقطاعية المواكبة لتاريخه والمميزه له بما هو كيانية دورات وانقطاعات، مر بالاولى السومرية البابلبة الابراهيمة، والثانية العباسية القرمطية الانتظارية، ويعني مانشير اليه ان العراق لم يكن حاضرا وقتها ازدواجيا امبراطوريا كما يتحقق كينونة تاريخيه كقانون تشكل، ومثل هذا الوضع بالطبع له مترتبات غير عادية لجهة حضور الذاتيه، وامكانية ارتقاء العقل واجمالي العملية التفاعلية لمستوى التعبيرية المطلوبة في حينه.
في الوقت ذاته فان العراق لم يكن غائبا تماما بصيغته الراهنه "الحديثة" بالمعنى الذاتي، فهو بالاحرى كان قد دخل سياقات ومسارات الدورة الثالثة ابتداء من القرن الشادس عشر كما المعتاد من جنوب العراق، ومن ارض سومر نفسها المستجدةاليوم، مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفك" بعد قرابة ثلاثة قرون مضت مابين 1258/ والقرن السادس عشر، عمت البلاد وقتها حال من الفوضى العارمه، نتيجه لانهيار مبتنيات الدورة الثانيه الكبرى مع سقوط العباسيين، وماترتب على ذلك وسبقه اصلا من تآكل وبدايات تفتت، تفاقمت تعاظما مع وقوع عاصمة الدورة الازدواجية الثانيه تحت طائلة الاحتلال.
ولم يكن لهذا الانبعاث الحالي اية علاقة بالغرب كما ادعى ويرلند، وهو حدث بناء على الاليات الذاتيه الخاصة بالعراق التاريخي، وسبق زمنيا الانقلاب الاوربي الالي بمايقرب من القرن، بدا بحقبة قبلية اولى تبعتها حقبة انتظارية نجفية، اصبحت غالبة على المشهد مع القرن الثامن عشر، كان العراق ابانها عراقان، الاعلى البراني تتناوب عليه وعلى العاصمة الرمزية المنهارة، والاسفل، وهو تشكلية لاارضوية مستقلة بلا اعلان تماشيا مع طبيعتها التاريخيه، وتشمل ارض السواد المحكومة لاليات المكان، انما من دون افصاحية او نطقية مناسبة للطور المبتدء اليوم، وصولا الى القرن العشرين وبداية الفترة الاخيرة من البرانيه العليا، بما قد توفرت عليه من ممكنات الهيمنه الافنائية، بخلاف ما كانت عليه الحال ايام العثمانيين وماقلبهم وصولا الى هولاكو، حين كانت البرانيه تنتهي بمجرد الحضور العسكري والاداري المحصور في بغداد وبعض المدن، بلا سلطة ممتدة على البلاد، ومن دون قدرات او امكانات تهيئ لها اسباب الغلبة لهذه الجهه، وهو ماقد اختلف مع مجيء الغرب ممثلا بالانكليز ونموذجيته الكيانيه وعلى مستوى الدولة.
ويعني الحال المشار اليه ان اللحظة المنوه عنها لم تكن اصلا تنطوي على اي من موجبات او مسببات ظهور الذاتيه والنطقية الدالة والمعبرة عن "الوطنيه" التي كانت وقتها ماتزال خارج البحث، خاضعة للاستمرارية التشكلية وتميزاتها بالمقارنه بما سبقها من تشكلات امبراطورية ازدواجية، اهم مستجداتها اصطدامها غير المسبوق بحالة وحدث الانقلاب التاريخي النوعي الالي كمحطة اخيرة من اشتراطات البرانيه المستمرة على مدى يقارب السبعة قرون غير المسبوقة، والمعاكسه لوجهة التشكل الدوراتي المعتادة، حين كانت عملية التشكل في الدورتين الاولى والثانيه تتمتع بانفتاح الافق شمالا وشرقا وغربا، في الدورة الاولى بفعل السبق التاريخي وتبلور المجتمعية في هذا الجزء من المعمورة قبل غيره، مااتاح لسرجون الاكدي احتلال عيلام شرقا وساحل الشام والاناضول غربا، والعبور الى جزيرة كريت ليقول مصرحا:"اناحاكم زوايا الدنيا الاربع"، بمعنى حاكم العالم، وما قد وفره الفتح الجزيري في الدورة الثانيه من انفتاح امتد الى الهند والصين شرقا، والى غرب اوربا غربا، وجعل هارون الرشيد يخاطب السحب قائلا"امطري حيثما تشائين فانت في ارضي" قاصدا العالم كله، بينما تبلورت الدورة الحالية الاخيرة في القرن السادس عشر، بظل التتابعية البرانيه المستمرة من احتلال هولاكو لبغداد تعاقبا للدول والسلالات، واشباه الامبراطوريات اليدوية، وصولا الى الاحتلال الانكليزي الالي عام 1917.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
- الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب
- ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ
- الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3
- إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
- إبراهيمية الآباروابراهيمية مابعد الانهار؟/ملحق2أ
- إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1
- العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه؟/2


المزيد.....




- سقطت من طائرة!.. كتلة جليدية ضخمة تخترق منزلًا على بعد أقدام ...
- وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع واستمرار ا ...
- -ترمي لهدم النظم الأساسية في البلاد-.. أمن الدولة الكويتي يق ...
- الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد مدمرة أمريكية وسفينتين في ...
- نهاية مأساوية لشاب قتل والدته بطريقة وحشية في محافظة المنيا ...
- وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد و ...
- إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأس ...
- حزن تجاوز المدى.. غزة تستقبل العيد بأسى وفقد في كل بيت وصلاة ...
- كعك العيد على نار الحرب في غزة: نساء نازحات في دير البلح يبد ...
- السلطة والسياسة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1