أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3















المزيد.....

الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع الاقتراب من القرن الحالي الواحد والعشرين، انتقلت المنطقة تباعا نحومابعد فترة " النهضوية الزائفة" التي استمرت قرابه القرنين من الزمن، هي بالمقابل، تاريخ الغلبة الغربية وحداثويتها المواكبة للالة بصيغتها الاولى المصنعية، ومع غياب التعبيرية الذاتيه الشرق متوسطية بفعل الانقطاعية التردوية الحالة على المنطقة دوراتيا منذ القرن الثالث عشر، وحدثها الرمزي الابرز عام 1258 مع سقوط عاصمة الامبراطورية الازدواجية بغداد، وماتبع ذلك من سيادة البرانيه المتتابعة، دولا واشباه امبراطوريات شرقية، لحين اطلالة الغرب الحديث الالي وتضعضع مكانه وحضور العثمانيه، ماقد حرك بعض الجهات الساعية الى ملء الفراغ الناشي على مستوى السلطة، من دون اية اليات او دوافع ومحركات ذاتيه، ماعدا الدافع الغربي وحضوره المتزايد، وصولا الى انهيار العثمانيه مع بدايات القرن العشرين، وماترافق معها من توهمية غائية اعيانيه "قومية"، لاتمت باية صلة للكينونة التاريخيه، وبالذات الى التعبيرية المميزه للمكان، والمطابقه لحقيقته.
وقتها يتحول التنظير الاتباعي الاستهلالي الى التطبيق، سواء على مستوى هياكل الدول او التنظيمات الحزبية، اخذه صورة الاسقاط البراني، بلا اي تبرير ذاتي معاش، الا مايمثل مستويات وتفاصيل الاستعارة الشامله، المحالة للمصدر الاوربي مع التغاضي الكلي عن خلفيته التاريخيه المجتمعية، او التساؤل عما يناظرها، او من شانه ان يجعلها حاضرة في غير موضعها الذي انبثقت فيه، بناء لسيرورة وعملية تشكل عضوي، فاذا كان الامر على هذا المنوال، فان مايتبقى من سند يمنح التبرير لما هو مقام خارج ارضه واشتراطاته، يظل راجعا الى قوة حضور الاصل والنموذج، اي الكيانيه الوطنية / القومية، باعلى اشكالها ( الدولة / الامه) كما هي ماثلة على الضفة الاخرى من المتوسط، بما يمكن ان يحول ماهو حاصل هنا الى نوع من البداهة غير القابلة للنقاش.
ولم يكن هنالك ماقد يحفز اي شكل من اشكال النظر المختلف، بناء لانتباهة من اي نوع او درجة كانت، حتى مع الدلالات الاولى على قصور الظاهرة الغربية ومسارات خروجها من العملية التاريخيه تباعا، وبالاخص ابان تعثرات وانقسامات وويلات حروب القرن العشرين، فكل ماتقدم كان قابلا للالحاق بما معدود طبيعة للظاهرة الحداثية الغربية بماهي القمة الحضارية والمنتهى، الامر الباقي اثره وقوة حضوره الفعال الى الساعة، وحتى بعد ان انتقلت قيادة العملية الاليه المستجده لنموذجية اخرى مختلفة، هي المجتمعية الامريكيه المفقسة خارج الرحم التاريخي، علما بان هذه وجدت بحاجة للتعكز على النموذج منتهي الصلاحية كمفهوم" ذهنوي" بديل، لازم لتغطية حالة العجز عن تبني مفهوم نظري مطابق للحالة المستجده، على تعذره وصعوبة توليده، المتناقض مع استمرارية فعل النموذج الجديد بلا نطقية ذاتية غير مدعمه كينونة، وبما يكرس بصيغة اخرى، حالة هي بالاحرى مظهر ونموذج دال على تناقض اجمالي، ينتظم الانقلابية الغربية الحداثية، وعمق عجزها المفهومي الادراكي المجتمعي التاريخي، قياسا لما هو حاصل فعليا، مع مترتباته ونتائجه المنتظرة، منذ انبجاس الالة.
وهكذا نقع فعليا عند منعطف قصوري ادراكي غير مسبوق، متسارع التبدلات، هو من نتائج خاصية تاريخيه ملازمه، وظلت تحكم علاقة العقل بالظاهرة المجتمعية بمستوى ادراكيته لها ولمنطوياتها، استمرت برغم التفارق ابان الطور اليدوي، مستقرة، الارضوية ومنظورها للمجتمعات فيها هي الغالبة، بمقابل اللاارضوية المؤجلة الحضور والتحقق، يحرمها من ذلك نقص الوسائل المادية الضرورية للتحول، اضافة للقصورية الاعقالية ، وغياب السببية العليّة، فلايتاح لها الا التعبيرية الحدسية النبوية، التي تظل مبعدة خارج المجتمعية، مرفوعه الى السماء والماوراء، وكأننا تشبيها بازاء حالة العقل ابان الطور الحيواني، حين كان منطويا تحت الغلبة الكاسحه للجسدية، قبل ان ينتصب الكائن الحي على قائمتين، ويصير قادرا على استعمال يديه، ويحضر العقل وقتها كخطوة اولى من الفعالية، يتساوى معها العقل والجسد، مع قدر من الغلبة الجسدية المستمرة بحكم قوة مفعول الحاجاتية، فيشكلان من ساعتها الكائن البشري "الانسايوان"، المحطه الانتقالية الموصلة بين الحيوان و"الانسان".
تلعب البيئة الدور الحاسم في ترقي الكائن الحي ابان الطور الاول الحيواني، وتظل حاضرة خلال الطور الانسايواني والعتبة المجتمعية منه الى ان تظهر الالة، ووقتها يحل المنقلب التحولي الاكبر، الذاهب بالمجتمعية الى مابعدها عبر الاصطراع بين المجتمعية التاريخيه البيئية اليدوية ونمطيتها الراسخة، وبين الالة كعنصر ثالث، يدخل على بنية المجتمعات من خارجها، ومن غير طبيعتها ونوعها، يصيب اولا ومباشرة الموضع الارضوي الانشطاري الطبقيى الاوربي، الاعلى ديناميات ضمن صنفه الارضوي، مستغرقا محطتين، اولى اوربيه حيث انبجاس الالة، واخر لانمطي هو مجتمعية فكرة بلا تاريخ، في حين يتعرض موضع ولادة المجتمعية وتبلورها الاول، وتعبيريتها الازدواجية، لانقلابية افنائية مع ولادة "النفط" وريعيته، ومايفعله من تغيير وقلب للخاصيات التاريخيه للموضع الاحترابي التاريخي الجزيري، بنقله من المجتمعية المسلحه الخاضعة لاقتصاد الغزو، الى المجتمعية منزوعة السلاح، وولادة "دول الابار"، ونزوعها المرتكزه لقوة العوائد النفطية، الى سرقة تاريخ الشرق متوسطية النهري، بالاخص بالعلاقة مع ارض النيل، في حين توضع ارض مابين النهرين تحت طائلة المحو الكياني المباشر، التدميري كضرورة لازمه، في وقت تتراجع فيه فعالية الكينونة التقليديه الاساس النهرية تحت طائلة الزيادة السكانية المتجاوزة لطاقة النيل على الفعل المجتمعي ( مصر هبة النيل/ هيرودوت)، وتتوقف فعالية دجلة والفرات، تحت طائلة مايمنحه التطور الالي التقني من امكانات التدخل التركي الايراني، في تقليص حصة العراق من مياه النهرين وصولا لاحتمالية التصحر.
يترافق هذا كله مع انكشاف تهافت المنظورية المستعارة التلفيقية "النهضوية"، سواء بما خص "الدولة"، او اتباعيات وببغاويات: القومية، والليبرالية، والاشتراكية، المنهارة في ارضها، لتقع منطقة الانهار التاسيسية امام مالايوصف من حال الشلل العقلي التفكري، بخلاف الواقعي غير الناطق، بينما تظل الاتباعية النهضوية الزائفة تعمد الى تزوير المستجدات المجتمعية، وان بدون فعالية تذكر وبهامشية تزداد هامشية، ابتداء من تعيين مستهدفات ودوافع التدميرية العسكرية الشاملة لارض الرافدين، الى ماعرف وجرت تسميته من قبل الغرب على انه "الربيع العربي"، بما في ذلك انتفاضة تشرين 1919 العراقية المذبوحه، واجمالي ماحل على بلدان المنطقة، من سوريا الى اليمن، وليبيا، وصولا للسودان ومصر وتونسن، وهي تطورات متصلة وعائدة الى عالم مابعد ارضوية، تقارب بين الاحتمالية الفنائية، والوثبه العقلية اللاارضوية الثانيه التحولية العظمى المنتظرة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
- إبراهيمية الآباروابراهيمية مابعد الانهار؟/ملحق2أ
- إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1
- العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه؟/2
- العالم يدخل زمن الابراهيمية الثانية؟/1
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي / 10
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/9
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/7
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/6
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/ 5
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/4
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3
- صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي؟/1
- النطقية اللسانيه والنطقية العقليه؟
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/5
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 3
- -الكيانيه العراقية- متى ستوجد وكيف؟


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3