أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3















المزيد.....

صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والسردية المعتمدة من قبل فطحل "الوطنية" المستعارة هنا مريعه من حيث تهافتها وصغارها على المستويات كافة قياسا لموضوعها وماهي منشغلة به افتراضا، فالعراق الذي يجري التحدث عنه وبجلاء لايقبل من الجاهل ترددا، هو موضع محتل منذ 1258 يوم سقوط بغداد على يد هؤلاكو، وهو كذلك بناء على، وبحسب ايقاعية كينونته الخاصة الازدواجية مافوق الكيانيه الاحادية الكيانوية، وهو قد عرف قرابه الثلاثة قرون من يومها، لم تكن قد ظهرت فيه ملامح خصوصية وتعبير عن الذاتيه المستقلة الى القرن السادس عشر، حين ظهر "اتحاد قبائل المنتفك" كاول تعبير عن انبثاق الحركة الوطن/ كونيه العراقية الحديثة، ضمن الاشتراطات الاحتلالية التقليدية، السابقة على الغرب وظاهرته الاحتلالية الاستعمارية الالية.
وتعكس ظاهرة تشكل الوطن كونية الرافدينيه الحديثة، بنية المكان وازدواجه المجتمعي التاريخي، كازدواجية مجتمعية مقابل تلك الطبقية، حيث المجتمعية اللاارضوية السفلى ومكملها الارضوي الاعلى وقد تحول اليوم الى حالة برانيه احتلالية، الامر المخالف لحال مثل تلك التي عرفتها مصر التي تتشكل احاديا من اعلى، وعرفت خلال العهد العثماني 150 واليا كانوا يعينون بفرمان من الاستانه بلا اي اشكال او اعتراض من اي نوع، في حين عرف العراق بالمقابل اكثر من 150 انتفاضة وتمردا عسكريا خلال العهد العثماني، اكثرها دلالة، الثورة الثلاثية 1787 التي حررت العراق من بغداد الى الفاو، وطالبت بولايه بغدا د في مضبطه وجهها الثائرون من البصرة التي احتلوها، بتولية ثويني العبدالله "الاسد الذي يحميها من العجم ويؤمن الطرق" على بغداد، هذا غير نفوذ المنتفك الذي جعلها تولي بقوة حضورها وحرابها سعيدا ابن سليمان باشا الكبير، وهو الوالي السابق على داود باشا المعادي للمنتفك ونفوذها.
والعراق الاسفل عرف مركزين قياديين، الاول قبلي والثاني / دولة لادولة مديني انتظاري/ مركزه النجف، حكمت تشكل كل منهما ظروف ومستجدات الصراع مع المركز البراني مابين القرنين، السادس عشر والثامن عشر. وكل هذا يعني ان الحركة الوطنية، او مايسمية الاتباعيون كذلك، اعرق تبلورا حتى من الغرب وظاهرته الحديثة، وان تكن "حداثة تقليدية" بحكم نوع الاحتلال المتعاقب على المكان من ايام هولاكو ومابعده حتى نهاية الحكم العثماني، وقت يبدا الاحتلال او طور البرانية الحديث الالي، المختلف نوعا.
كل هذا على ضخامته، يختصر لدى الجادرجي ب "بعد الناس عن السلطة" وبالذات في الارياف والبوادي !! حيث اللاشي؟ الامايتعلق بالغرب الحديث وماجاء عنه وصدر باسمه من "وطنيه" حديثة، استهلت بالحدث الثوري الكبير في حزيران 1920 الذي هو بالاحرى حدث موصول ب، وعائد الى التراث الوطني السابق على مجيء الانكليز، والانتقال من البرانيه التقليدية وماتقتضيه من وسائل واشكال مقاومه، الى النمط المستجد المواكب للانقلاب الالي والثورة البرجوازية الحديثة في اوربا.
الاهم بما يتعلق بثورة العشرين عجز اعداء الذاتيه الوطن كونية المصرين على الغاء و قتل ذواتهم لمصلحة غيرهم، عن ان يروا جانبا رئيسا لعب الدور المؤجج التكويني الذي اشعل الثورة بما تميزت به من خصوصية وعمق وشمول فريد، واساليب خاصة مبتكرة، ذلك المتعلق بالذات بالمسار الذي اتخذه الانكليز كقوات صاعدة من الجنوب الى المدينه المنهارة عاصمة الدورة الثانيه، فما حدث وقتها اضافة الى نوع القوات الغازية، وشكل تنظيمها، ونوع تسلحها، اختراقها للمرة الاولى في التاريخ، مجالا هو "نقطة الامان" التاريخي، فالعراق الذي هو مصب السلالات والاقوام من الشمال والشرق والغرب، منحدرة من الجبال الجرداء والصحاري نحو ارض الخصب، لم بعرف يوما اختراقا من الجنوب نقطة الامان المجتمعي التاريخي، الامر الذي حول النظرة الى الحدث الاحتلالي الحالي الى مسالة وجودية دونها احتمالية الفناء، ولو ان الانكليز دخلوا العراق من ساحل الشام، او من ايران، واحتلوا بغداد كما كان يفعل من تعاقبوا على العاصمة المنهاره قبلهم، لما كانت ثورة العشرين لتكون، لانوعا ولا توقيتا، عدا عن الاحتمالات الاخرى، ومنها احتمال عدم الحصول في وقتها الذي وقعت فيه على الاغلب.
والاهم مما يميز فطاحل الاتباعية، جهلهم بالتاريخ الوطني لمايعتبر "بلادهم" بما في ذلك ثورة مثل تلك الثلاثية التي قامت عام 1787، ضمن الفترة الاحتلالية التقليدية، ووفقا لاشتراطاتهاعلى الجبهتين، ضمن الاصطراعية المماليكية المنتفجية، مثلما يجهلون غابة الانتفاضات والتمردات المسلحه التي لم تهدا على مدى اكثر من ثلاثة قرون، هذا عدا عن عدم رغبتهم في ان يعرفوا، بدليل مايبدونه من تعال غريب بازاء تاريخ محتدم، منطوياته ويومياته مثيرة للغاية، ودالة بما يتعدى العادي، مايجعلهم وهم ينظرون بمثل هذا الازدراء"الحضاوري" المرضي، بمنتهى الجهالة المثيرة للسخرية، هذا مع انهم لم يكونوا يفوتون الفرصة اذا اتيحت حتى يصادروا الاحداث الكبرى، ويخضعوها لاعتقادهم البراني الاسقاطي الماحق للحقيقة الوطنيه، وهو ماقد تحملث ثورة العشرين منه، لاهميتها الاستثنائية، القسط الاكبر وهي تتلقى بلا توقف، مساعي المصادرة بصفتها حدثا بدئيا وتاسيسيا شامخا، فكان هؤلاء يتعرضون لها قائلين احيانا " كانت ثورة " 1920" اول ثورة وطنيه عراقية فمن حيث نطاقها شملت القطر العراقي من شماله الى جنوبه، بعربه واكراده واقلياته وبمختلف طبقاته الوطنيه من الملاكين والشيوخ القبليين والبرجوازيين وجميع الكادحين، فكانت ثورة وطنيه عامه، وكان هدفها المباشر التحرر من الاحتلال البريطاني والحكم الكولونيالي، واقامة دولة وطنيه ديمقراطية وعصريه، وقد اقيمت فعلاالدولة العراقية المعاصرة دون ان تكون مستقلة تماما او ذات سيادة وطنيه كامله، ولم تتحقق الديمقرطية او الحرية السياسية بالنسبة لاكثرية السكان الساحقة فقد احتكرتها الطبقات المالكة العليا فلم يكن نجاح ثورة " 1920" الثورة الوطنيه الاولى في العراق نجاحا تاما او فاصلا"(1)* والنص مكتوب من قبل احد الشيوعين المختصين باخضاع تاريخ العراق لمايعتبره بحسب حدود فهمه "مادية تاريخيه". هي هنا وبحسب هذا النص التلفيقي الاعتباطي، دالة فاضحه على مستوى ونوع من الجهل المطبق، وانعدام الحدود الدنيا من المنطق بحيث يمكن القول بان اية كلمه، او اية فكرة، او اي حكم من الوارد في هذا التوليف التوهمي، لاعلاقة لها بالموضوع الجاري تناوله، ومن ذلك القول بان هدف الثورة اقامة "دولة عصرية"، وان حملة (المكوار والفاله) و " الطوب احسن لو مكواري" لم يكونوا قوة لادولة مضادة للدولة بنية وتكوينا، او ان "الدولة العراقية قامت"، مع ان المحتل اضطر وقتها لاقامه تشكيل افنائي كيانوي براني، من خارج النصاب المجتمعي، مضاد لمسارات التشكل المجتمعي الحديث، مايضعنا امام حالة مثيرة للاشمئزاز والقرف، قبل التوقف عند الخطأ والصواب، غير المسبوق كليا.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نترك توثيق الهوامش الى الحلقة الاخيرة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي؟/1
- النطقية اللسانيه والنطقية العقليه؟
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/5
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 3
- -الكيانيه العراقية- متى ستوجد وكيف؟
- -الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1
- -الانسايوان-و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(2/2)
- -الانسايوان- و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(1/2)
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن،الارتقاء؟ !!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/7
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/6
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/5
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/4
- هل الماركسيه نظرية استعمارية نمطيه؟!!/3


المزيد.....




- إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات ال ...
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوب الصين إلى 48 شخصا
- الأمن المصري يكثف جهوده لكشف ملابسات العثور على هيكل عظمي شم ...
- -كوميرسانت-: تم تفجير جسر القرم بقنبلة وزنها 10 أطنان -تي إن ...
- مسؤول عسكري أمريكي سابق يزعم استخدام السنوار رهائن إسرائيليي ...
- الداخلية الروسية تدرج أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكرا ...
- الجيش الأمريكي يعلن إسقاط ثلاث مسيّرات حوثية في اليمن
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- -رويترز- تعيد نشر الخبر عن تصريحات كاميرون بشأن أوكرانيا بعد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3