أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2















المزيد.....

صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعكس ماقد شاع، كان المفترض ان يواكب ظاهرة الانقلاب الالي منظوران متعارضان، من مصدرين ونوعين مجتمعيين وتصوريين متباينين نوعا وكينونة، الاول ذلك الصادر بداهة في الموضع الذي انبجست فيه الاله ووجدت، والثاني المغفل المطوي غير المكشوف عنه النقاب تاريخيا، والمعرض اليوم حكما وبسبب الاسبقية الاوربية الالية للالغاء والسحق الافنائي، مع السيادة المطلقة للاحادية المفهومية المنظورية الحداثية الغربية.
ويمكن مع قوة اسباب استحالة الثنائية المفترضة، تصور مدى الافتراق الهائل في اجمالي الحال الواقعي والاعقالي المترتب على فرضية الازدواج المنوه عنها، وهو مالم يكن واردا اصلا بما اننا نتحدث عن موضع مقابل، ومعني غائب وفي حال عجز وترد تاريخي بالنسبة لذاته واليات مساره الحاكمه لحالته في حينه، فارض الرافدبن ارض الازدواج المجتمعي واللاارضوية تؤدي مهمتها الكبرى، وما تنطوي عليه دورتها الثانيه العباسية، فتوفر اسباب الانقلاب الالي على المنقلب المتوسطي الاخر الازدواجي الطبقي، كاقصى واعلى مايمكن ان تتمخض عنه تلك الدورة، لتدخل بحكم اليات كينونتها ومسارات تاريخها، طورا من "الانقطاعية" الانحدارية الفاصلة بين دورات تاريخها، تذكر اليوم مع سقوط بغداد، ببابل عاصمة العالم القديم واختفائها، مع مايتلازم مع زوالها من غياب شامل للكيانيه الازدواجية الامبراطورية، وان بقيت التعبيرية السماوية الكونيه، بالصيغة الممكنه سارية خارج ارضها ابراهيميا.
جانب اخر يظل ضمن لوحة الاحادية الاوربية مغفلا، هو الغاء الاستشعار بالخصوصية التصادمية الحداثوية الاليه الاوربية مع اللاارضوية الازدواجية المتعدية لقدرة العقل على الاحاطة، ومع ان الغرب كايهامية وحالة زيف آلوي تعم العالم بالغلبة التسلطية، الا انه يمارس بصورة خاصة وحصرية، نمطا من العلاقة مع الموضع التحولي التاريخي الاساس في ارض مابين النهرين، لايشبه علاقته باي من مواضع وبقاع المعمورة، ففي هذا المكان من الكوكب تتحول الممارسة الاستعمارية المعتادة الى "الافنائية"، الامر البديهي والمفروض حكما وبنيويا، مادام الغرب له نموذجيته الكيانوية النهائية المعروفة ب "الوطنيه" الارضوية باعلى صيغها ( الدولة / الامه)، الامر الذي يتحول في العراق الى فعل الغاء وجود ونمطية كيانوية اخرى هي (اللاكيانوية الازدواجية الكونية)، نمطية ارض الرافدين، ونموذجيتها التاريخيه غير المتحققة المتطابقة مع الهدف والغرضية المجتمعية البشرية النهائية، التحولية الانتقالية من الارضوية الجسدية.
ان ثورة العقل الكبرى المؤجله بنيويا وكينونه تفاعليه مجتمعية بشرية والحالة هذه، ومن الزاوية التفاعلية المتاخرة، الافنائية الالية المسلطة على الكيانيه المتعدية للكيانيه، تصير هي الحقيقة التي تنطوي عليها الانقلابيه الالية، بينما تحتل المرحلة الاولى الغربية بايهاميتها طور التمهيدية اللازمة، والضرورة التي لابد من المرور بها، قبل ان تكتمل عناصر الانقلابة الاعظم اعقالا وماديا تحوليا.
والمقصود هنا الانتقال من الجسدية الى العقلية مجتمعيا وافراديا، ومن الكوكب الارضي كسكن مؤقت، الى الكون الاخر اللامرئي، وهو ماينتظم في حكمه الوجود البشري كما وجد مجتمعا كابتداء لاارضوي، صار اليوم مما لايمكن تحاشي الوقوع عليه، واماطة اللثام عنه وعما يترتب عليه، وهو مايعود من هنا فصاعدا، فيقع على كاهل موضع البدئية الاولى في ارض مابين النهرين حين وجدت اولى المقاربات الاعقالية الماخوذه بازالة الابهام الابتدائي الوجودي ارض سماويا، ولنتخيل عظم ومديات المطلوب من العقل اللاارضوي الازدواجي التاريخي المنهار، بينما هو يواجه السحق على يد اعتى ظاهرة تسلطية نوعا وممكنات استثنائية طارئة، وهو مكبل بكل اسباب الخرس واللانطقية ازاء ذاته والعالم.
مع استعمال الغرب لمفهوم الافنائية ونمطيته "الكيانوية/ الوطنيه" وفبركة عراق لاوجود له، ولم يوجد في التاريخ على الاطلاق، تجد مجموعات من سكنه البلاد بلا وعي بالذاتية او تعبير عن الاليات، وان بلا نطقية او بنطقية حدسية بلا ادراكية كما كانت الحال ابان الدورتين بين كوراجينا وحمدان قرمط، ولاسباب ليست بعيدة عن الذاتيه والمصلحية، نفسها مستعدة لقبول لابل وتلقف صيغة العراق المفبرك من العاملين على افناء الموضع التاريخي المفترض انتماؤهم له، ليصبح العراق من يومها امام افنائتين، افنائية العجز الكلي وانعدام الاحساس بفعل الاليات التاريخيه ومترتباتها الانقطاعية محلويا يضطلع بها اهل البلاد المفترضين، والافنائية الاصل والاطار العام الغربية الاستعمارية، ما جعل هذا الموضع الكوني من العالم يعيش ولمدة تزيد على القرن من الزمن في غمرة، وتحت وطاة حال الاصطراعية الافنائية، وصلت اخيرا واليوم حوافهاالنهائية على المنقلبين.
ويقف خارج التعيينات الاساس الكيانوية/ الوطنية/ المفروضه على موضع كوني امبراطوري مخالف لها كينونه تاريخيه، لم يعرفها مطلقا على مدى تاريخه الاطول بين التواريخ، صنف من الوطنيه الزائفة الايديلوجية، ليلعب دورا اضافياابعد من البراني المباشر، ينطلق بصفاقة خرقاءمن قاعدة التسليم بالفرضية الكيانوية الاقحامية الغربية، ليذهب الى نفي إية احتمالية حضور ذاتي، فلا يتردد احد اهم المعبرين عن منظور الاتباعية المنوه عنهاعن الغاء الوطنيه العراقية ومظاعهر تشكلها الحديث، وان المضمرة التي وقفت خلف حدث افتتاحي تاريخي كبير مثل ثورة العشرين، ليقرر المذكور بان الوطنيه لاتكون كذلك الا اذا كانت وطنيه مستمدة من ترسانه الاخر(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقول كامل الجادرجي زعيم التيار الليبرالي العراقي :" لاشك في ان المظهر الاول للحركة الوطنيه الحديثة في العراق ـ وقد كان مظهرا ضخما ـ هو ثورة حزيران 1920 ضد الاحتلال الانكليزي.
وقبل الاحتلال الانكليزي للعراق، واثناء الحرب العالمية الاولى وخلال العهد العثماني، لم يكن هناك مظهر بارز لحركة وطنية "حقيقية" ـ القويسات مني ـ في العراق. لقد كانت هناك فئات وطنية صغيره، كما كان هناك افراد قلائل يحملون افكارا وطنيه وقوميه تنطوي على مناهضة للحكم العثماني، ولكنها كانت حركة ضعيفة غير منظمه، وكان مظهرها اكثر بروزا ماارتبط منها بالحركة القومية العربيه التي نشات لها مراكز خارج العراق في الاستانه او بعض المدن العربيه، ولم يكن لذلك الا صدى ضعيف داخل العراق. وقد كان الوضع العام في العهد العثماني يتميز ببعد الناس عن السلطة، ذلك البعد الذي كان اكثر عمقا في القرى والبوادي" كامل الجادرجي / مذكرات كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديمقراطي/ دار الطليعة ـ بيروت / ص20 . ولايتوقف عبقري الوطنيه الاتباعية مثلا اما معادلة من نوع الحدث العشريني الضخم وغياب الوطنيه وبعد الناس عن السلطة الذي يذكره من دون سبب ومن دون دلالة تخص موضوعته ليفسر لنا علاقة قرب او بعد الناس عن السلطة بانتفاء وجود "حركة وطنيه" من غير نوع تلك التي يريدها.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي؟/1
- النطقية اللسانيه والنطقية العقليه؟
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/5
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 3
- -الكيانيه العراقية- متى ستوجد وكيف؟
- -الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1
- -الانسايوان-و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(2/2)
- -الانسايوان- و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(1/2)
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن،الارتقاء؟ !!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/7
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/6
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/5
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/4
- هل الماركسيه نظرية استعمارية نمطيه؟!!/3
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/2


المزيد.....




- ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد ...
- مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء ...
- العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
- -للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد ...
- انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
- نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
- فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
- ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2