أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ















المزيد.....

ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالاميرالركابي
من غير المنطقي ولا المعقول الاعتقاد بان زوال مقومات البنى النهرية الشرق متوسطية التاسيسية والمنطلق التبلوي للظاهرة المجتمعية، هو مجرد حدث عارض، او له شبيه على مستوى التاريخ ماضيا وفي الحاضر، من دون ان تخطر بهذه المناسبة على البال فكرة واحتمالية الانقضاء والابتداء، انقضاء تاريخ مجتمعي هو المجتمعية بصيغتها الاولى التاسيسية، قبل الذهاب كما هو مفترض اما الى النهاية، واما الى بدئية جديده، الامر الذي ننوه به هنا تنبيها الى الواقعه الحاصلة، وماهو متاح او قائم من الادراكية، او مستوى الوعي المواكب لها، والمتعلق بنوع احتماليتها ومامتوقع منها، مع مايتطلبه ذلك من مقاربة، ناهيك عن الاستعداد التفاعلي المتلائم مع الاشتراطات الاستثنائية الناشئة.
ولن نتوقع باي حال ان يرد على بال الاتباعيين السادرين في عالم الخيال التوهمي الغربي، المنغمسين بمتبقيات الانهيارية الذاتيه الانقطاعية، الاقتراب من احتمالية هي بالاحرى تقاطع كلي مع الافتراضيات الاساسية الغربية المحدثة مجتمعيا، وعلى مستوى الكيانيه، وبالذات وخصوصا ملامسة الاعتقاد بامكانية العودة الى الذاتيه، طلبا لاعادة بنائها من باب استكمال مسارها الاول المتوقف وغير المنجز، وتحديدا بما خص اللاارضوية وتوقفها الاول من دون تحقق، بانتظار ماهو ضرورة من توفر اللوازم والموجبات الضرورية لانتقالها الى ماهي ميسرة له، ومهياة حكما للذهاب اليه، بما يعني طرح المنظور الغربي للمجتمعية ومسارها، وللتاريخ البشري المجتمعي وحركته ومالاته، والاليات الفاعلة المحدده لتاريخيته ومنتهيات اغراضه.
ولنتصور اعتمادا لموضوعة اللحظة الغربية كمفصل طاريء، موجود لاجل غرض اخر يتعداه ويتجاوز حدوده ونوعه، لابل وكينونته كعامل فعال ولازم لإثارة اسباب الانقلابية المؤجله، بينما الثرثرة "الراسمالية" تضع المجلدات الضخمه عن "الراسمالية المصرية"، من دون اي انتباه الى كون البلاد سائرة الى "مدن المقابر"، والى الاعتياش كدخل قومي على موارد السياحة وتحويلات العاملين في الخارج، وعلى المساعدات الامريكية، وصولا الى السيسي الذي يحمل مصر على عربه يدور بها، عارضا ارضها للبيع الرخيص، برسم الاماراتيين والسعوديين .
فماذا اذا اقترحنا افتراضا اليوم مايمكن تسميته "موت الفرعونية الاهرامية" بنيويا، وانفتاح الافق المجتمعي على طور ودورة تاريخيه مجتمعية، هي غير تلك التي بدات بتبلور المجتمعية ابتداء في ارض سومر في ارض مابين النهرين، وحضورها اللاارضوي الازدواجي مقابل التشكل النيلي كنموذج ارضوي اول، حيث المجتمعية تتشكل في دولة احادية، فرعونها اله، وبنيتها التاريخيه النيلية العائدة لعلاقة النيل واتفاقه المتناغم مع رغبة الزراع والدورة الزراعية، مضافا لها العزلة التي توفرها للشريط الزراعي، الصحاري شرقا وغربا، مقابل الحال البيئي العراقي حيث النهرين المدمرين العاتيين المعاكسين للدورة الزراعيه، والحدود المفتوحة شرقا وغربا وشمالا على السلالات والامم الهابطة من الجبال الجرداء والصحارى، سيولا باتجاه ارض الخصب، مايطبع العيش هنا بحال من الاصطراع المقارب للفنائية، والجهد الدائم المساوي لانتزاع حصيلة الارض من فم الموت، بجانب الارض الجزيرية المحكومة لاقتصاد الغزو والطاقة الاحترابية القصوى، مضافا لها الساحل المفتوح غير المهيأ للتشكل كيانيا كساحة تمدد للامبراطوريات، بالاخص الرافدينيه العراقية منها، وهو مااستمر فاعلا كونيا، وبالاخص لاارضويا على مدى دورتين تاريخيتين، الاولى التاسيسية والثانيه التي ترافقت ونتجت عن الثورة الجزيرية الكونيه التي هيات الاسباب للدورة الازدواجية الرافدينيه الامبراطورية الثانيه، لتتحول بغداد لعاصمة للعالم، ولاقتصاده التجاري الريعي الممتد من الصين الى غرب اوربا، فتهيْ اسباب الانقلابية البرجوازيه الالية في العالم الاوربي الازدواجي الطبقي، المقابل للازدواجي الاول المجتمعي الارضوي/ اللاارضوي .
ليس موت الانهار ومفعولها مجرد حادث مائي كما يمكن ان يكون او ينظر اليه في حال حصوله في اي مكان من العالم، فحدث كهذا، هو بالاحرى، ويترافق مع اضطرابية شامله، ليست من نمط او نوعية الاضطرابات المعتادة، لانها حالة انتفاء مرتكزات وجودية تاريخيه، تتحول حكما الى مسار ذاهب الى بحث عن مقومات تؤمن اعادة التشكل والتكوين، وهو ماقد صار اليوم عالم هذه المنطقة من المعمورة، اهم مايميزها انها سيرورة حدثية نوعيه من دون مقاربة على مستوى الرؤية، فالقول السائر عن "الربيع العربي" الى اليوم كمثال، واجمالي ترددات مفاهيم وتقولات الثورة في سوريا او اليمن او ليبيا، ونباح اسقاط الدكتاتورية في العراق على يد الولايات المتحدة التي محقت كيانيه العراق، هي دالات العجز الاعظم المتكرر والمستمر المتبقي من مخلفات الزمن الاتباعي الاستعاري، وان يكن بلا اية فعالية تذكر، حضوره بمثابة نغم استعادي اقرب للمرضي.
ولاشك اننا بازاء حالة تغدو داخل الغرب نفسه اقل بما لايقاس صدقية بما كان اعتبر بمثابة حقيقة نهائية، وحتمية موجبة حكما للانتقال الى الراسمالية، بالتوافق مع شكل الانقلابيه الالية بصيغتها الطبقية البنيوية الخاصة بنمط مجتمعية بذاته، حتى وان لم يتم التوصل لاي احتمال مقابل لها، مطابق للكينونة الاخرى، غير المعبر عنها، والتي تظل غير ناطقة كذاتية نمطية، لتعديها الطاقة الادراكية العقلية المتاحة،ماولد الفراغ الموروث الذي كان بالاصل العامل الرئيس في تبريراعتماد التوهمية الغربية كحقيقة مطلقه، واذ يتداخل العنصران المشار اليهما اعلاه اليوم، فاننا نكون في غمرة اضطراب يفوق القدرة المتاحة على التعرف على الواقع، وعلى المسارات. لعل من بين اكثرها دلالة، بقاء البعض، لابل اغلب المتعاطين في شان سوريا كمثال شديد الدلاله، يعتقدون بانهم يمكن ان يتعرفوا على "الديمقراطية"، ومايعرف ب " الدولة المدنيه"، علما بان معاناتهم الاساس متاتية من مثل هذا التخريف الاصل، في موضع لايعرف الدولة اصلا، ولم يعرفها، وهو مكان دون كيانيية كنمط، اصراره الراهن على استعارة نوع من" الكيانيه" الملفقة، يعني حتما اخضاعه لاليات خرق غير منطقي لقانون اللاوطنية اللاكيانية التاريخي، ماينتج عنه حتما حصرية سلطوية ففرعية وجزئية، هي النتيجه الطبيعية للاستعارة البرانيه التوهيمه الغربية للدولة، مالايمكن تصور امكانيه الخروج من وطاته راهنا، من دون انتقال الى الرؤية مابعد الغربية المؤجلة.
نحن بازاء افتتاحية اعادة بنائية تذكر بالتاسيسات الاولى المابين نهيرينيه السومرية، والنيلية الفرعونيه، هذا اذا تمكنا من الاعتقاد، بان الظاهرة المجتمعية مقرر لها المرور بولادتين وابتدائين، خاضعين لقانون العودة على بدء، انتهى الاول منهما، وصار الثاني على الابواب، يتربص منتظرا انبثاقه من بين تضاعيف الاضطراب والخراب.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3
- إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
- إبراهيمية الآباروابراهيمية مابعد الانهار؟/ملحق2أ
- إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1
- العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه؟/2
- العالم يدخل زمن الابراهيمية الثانية؟/1
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي / 10
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/9
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/7
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/6
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/ 5
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/4
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3
- صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي؟/1
- النطقية اللسانيه والنطقية العقليه؟
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/5
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 3


المزيد.....




- إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات ال ...
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوب الصين إلى 48 شخصا
- الأمن المصري يكثف جهوده لكشف ملابسات العثور على هيكل عظمي شم ...
- -كوميرسانت-: تم تفجير جسر القرم بقنبلة وزنها 10 أطنان -تي إن ...
- مسؤول عسكري أمريكي سابق يزعم استخدام السنوار رهائن إسرائيليي ...
- الداخلية الروسية تدرج أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكرا ...
- الجيش الأمريكي يعلن إسقاط ثلاث مسيّرات حوثية في اليمن
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- -رويترز- تعيد نشر الخبر عن تصريحات كاميرون بشأن أوكرانيا بعد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ