أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين المرأة والرجل (2/1)















المزيد.....

جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين المرأة والرجل (2/1)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 08:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الهدف من هذا المقال إلقاء نظرة على التفكير المساواتي لأحد ألمع الفلاسفة والمفكرين الاقتصاديين في القرن التاسع عشر: جون ستيوارت ميل.
- وقوعه في مرجل الفلسفة النفعية منذ نعومة أظافره
ولد جون ستيوارت ميل عام 1806. كان والده جيمس ميل، هو الآخر، فيلسوفا ومفكرا اقتصاديا، وشخصية بارزة في الحركة النفعية التي أسسها جيريمي بينثام .
كانت النظرية البنثامية التي انغمس فيها جون الصغير جذابة: إذ تفترض البحث "الطبيعي" عن السعادة من قبل كل فرد، فهي تريد تحديد الآلية التي يمكننا من خلالها جعل إضافة نوايا السعادة الفردية هذه رأس مال الرفاهية الجماعية. بطريقة ما، يتعلق الأمر بتحديد ورقة مهمة "اليد الخفية" الشهيرة التي، عند سميث، تحرك بقوة المصالح الفردية من أجل تعزيز المصلحة العامة.
بالنسبة إلى بنثام، المنفعة هي المكون السحري في وصفة "السعادة الأعظم لأكبر عدد". ولذلك فهو يعتمد على شكل من أشكال العقلانية التي توجه العمل لدى كل شخص نحو السعادة، التي يخلط بينها وبين المتعة: السعادة تكون أفضل عندما تستمر، وبالتالي سيكون الفرد قادرا على توفير الموارد التي يجمعها (موارد طبيعة، مثلا) حتى لا تهان متعته المستقبلية؛ تكون السعادة أفضل عندما تكون "ممتدة"، لذلك يسعى الفرد إلى مشاركتها مع الآخرين (نحن نقدم جزءً من أجرنا الزهيد، لأنه من الممتع تناول العشاء مع الأصدقاء بدلاً من أن نحشو بطوننا بالطعام في ركن)؛ فالسعادة تكون أفضل عندما تكون "خصيبة"، ولذلك يفضل الفرد السعادة التي تخلق مصادر أخرى للسعادة على السعادة المدمرة للذات التي تقتل الدجاجة التي تبيض ذهباً...
لليست البرمجيات المغرية هي التي توفق بين الأنانية المنظمة والأخلاق الحضارية؟ تهب رياح حقيقية من التفاؤل على عالم الأفكار مما وراء بحر المانش...
- عندما يكتشف جون العواطف، يلتقي بالمرأة و"يقتل الأب"
في البداية، كان جون، يشتغل كمارد موهوب (درس الاقتصاد والفلسفة بلا كلل منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره)، بثقة في النفس وقناعة راسخة.
لكن في العشرين من عمره، كانت الصدمة: ضحية لما نسميه اليوم "الإرهاق" (اكتئاب عميق مرتبط بالإرهاق في العمل)، فجأة رأى نفسه "آلة تفكير" يجب، رغم الأعمال التي لا تشوبها شائبة للدوكسا النفعية التي اقترن بها، أن تقوم بمعاينة أنه ليس سعيدا... لكن ذلك ما حدث إطلاقا، وعزاه إلى أنه لم يترك مساحة كافية في حياته للأحاسيس، للمشاعر وللعواطف. في هذا الوقت وجد الراحة في شعر ويليام وردزورث الغنائي الذي ألهمه بفكرة “النفعية غير المباشرة”، ورفع القيم، المشاعر والعواطف إلى مرتبة “المصالح".
وسرعان ما وجد في الحب أسبابا وجيهة لإعادة الاتصال بالأمل: فهو في الواقع يعيش علاقة عاطفية مع هارييت تايلور، التي تزوجت برجل آخر وظل ينتظرها ما يقرب من 15 عاما حتى يتمكن من الزواج. تعتبر هارييت نفسها ناشطة نسوية، ولديها موضوع عملها المفضل: الآثار الضارة لتبعية للمرأة المالية إلى الاقتصادات والمجتمعات. فقبل ​​قرن ونصف من نشر تقارير ماكينزي (من بين تقارير أخرى)، سلطت الضوء على الإهدار الهائل للموارد والمهارات الناتج عن عدم المساواة بين المرأة والرجل.
توصل جون ستيوارت ميل، مقتنعا بالعرض الرائع الذي قدمه رفيقته، إلى إدراك حاسم: والده وجميع أصدقائه من الفلاسفة والاقتصاديين والعلماء (بنثام، ولكن أيضا ريكاردو، مُنظِّر توزيع الثروة أو ألين، قاتل العبودية العظيم) انحازوا بالكامل إلى هذا الجانب من "المنفعة" التي يمكن أن تجلبها النساء إلى الجماعة، لكنهم مرة أخرى عاملوها بازدراء، وتجاهلوها على أساس أن مصلحة النساء ستدخل في مصلحة آبائهن وأزواجهن.
أخيرا، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة إلى جون، الذي تناول هذه القضية وسرعان ما عارض والده علنا، في ما يتعلق بحق المرأة في التصويت على وجه الخصوص؛ بينما استمر في الحفاظ على حوار مثمر للغاية مع هارييت طوال مدة "علاقتهما" وزواجهما. تلك تبادلات ستغذي بشكل خاص كتابة اثنين من أعماله العظيمة: "مبادئ الاقتصاد السياسي" و"استعباد النساء".
- درس بارع في اختلاط البناء المشترك قيد التطبيق
قبل الخوض في عرض المزيد من تفاصيل موضوع هذا المقال الأساسي حول المساواة، دعونا نتوقف للحظة عند العلاقة بين هارييت وجون التي انبثق منها ذلك الدرس البارع. في سيرته الذاتية، يصف جون ستيوارت ميل لقاءه مع هارييت تايلور بأنه "بداية أهم صداقة في حياته".
صداقة؟ لكن، ألم نقل إنه كان يحبها بجنون؟ نعم، لكن لا هذا يعارض تلك، خاصة بالنسبة لميل، الذي يكن للصداقة تقديرا كبيرا، لأنها رابط اختياري (العلاقة لا تقوم على اعتبارات ميراثية، بل عن طريق الاختيار الشخصي والمتبادل لمحبة بعضنا البعض) وحر (ليس هناك نمط اجتماعي مفروض على الصداقة كما هو الحال على الزواج، وبالتالي يستطيع طرفا "الثنائي" بناء علاقتهما بطريقتهما الخاصة، خارج جدلية الخضوع التقليدية).
بالنسبة إلى ميل، الصداقة هي مرة أخرى رؤية شراكة لعمل العقل: نحن لا نفكر وحدنا في زاويتنا الخاصة، بل نفكر مع الآخرين، في مشاركة ومواجهة الأفكار التي تسمح لنا بالمضي سوية قدما على كرق التفكير للمشاركة في بناء الذكاء.
وهكذا، بينما لم يشعر الرجال الآخرون في عصره بعدم الارتياح الشديد لفكرة الاستيلاء على أعمال زوجاتهم، أشاد جون ستيوارت ميل، من جانبه، بهارييت تايلور في مذكراته في جملة واحدة واضحة: كانت المنشورات من أعمال زوجتي بقدر ما كانت من أعمالي. (أنظر المقتطف كاملا في نهاية المقال).
- استعباد المرأة، المطالبة بالمساواة الكاملة
في هذه الحالة، من بين منشوراته، يلفت انتباهنا بالضرورة واحد: "عن استعباد النساء" (كتب بين عامي 1860 و1869، بعد اختفاء هارييت تايلور - التي توفيت عام 1858).
- جعل الذات تولد في الضمائر
ينقسم الكتاب إلى 4 أجزاء رئيسية، الأول منها تعليمي رائع، يركز بشكل خاص على جعل الذات تولد في الضمائر". "إنها دائما مهمة شاقة أن يهاجم رأي عالمي تقريبا. ما لم نتمتع بسعادة عظيمة أو بموهبة استثنائية، فلن نستطيع حتى إسماع صوتنا".
ولكن بعد ذلك، ما هي "المصلحة" (تذكر أن شخصا نفعيا هو الذي يتحدث) في التحقيق في مسألة لا يناقشها أحد تقريبا؟ حسنا، فعلا، الكل في ال"أو تقريبا"، لأن ميل، الذي كان يتردد على الدوائر التقدمية في عصره، رأى صعودا بين النساء للاحتجاج على النظام الاجتماعي الذي يخضعهن، وهذا الاحتجاج، حسب قوله، سوف يسير في اتجاه تاريخ البشرية.
يمكننا القول إنه، بطريقة ما، حذر معاصريه بلطف مما ينتظرهم، في “عالم حديث لم يعد فيه الإنسان يولد في المكان الذي سيشغله في الحياة، ولم يعد مقيدا برباط لا ينفصم، بل إنه حر في استخدام ملكاته وفرصه المواتية التي قد تتاح له لتحقيق المصير الذي يبدو له مرغوبا فيه أكثر"، وهوىما لن يحدث دون أن يثير بالضرورة رغبة معينة لدى النساء أيضا.
محلل جيد للصور النمطية المستبطنة التي تؤخر (لكنها تؤخر فقط) تحرير النساء.
حتى لو كان ميل، وهو محلل جيد للصور النمطية، يتوقع أن تحرير النساء سوف يتعرقل بسبب سلسلة كاملة من القيود المستبطنة. "تنشأ جميع النساء منذ الطفولة على الاعتقاد بأن شخصيتهن المثالية هي العكس تماما لشخصية الرجل؛ لقد تم ترويضهن على عدم الإرادة من تلقاء أنفسهن، وعدم التصرف وفقًا لإرادتهن، بل الخضوع والاستسلام لإرادة الآخرين. يقال لنا باسم الأخلاق أن على المرأة واجب أن تعيش من أجل الآخرين، وباسم الشعور بأن طبيعتها تريد ذلك: نحن ندرك أنها بنكران تام لذلتها، وأنها لا تعيش سوى بعواطفها؛ أي بتلك الوحيدة التي يسمح لها بها الرجل الذي ارتبطت به، أو الأطفال الذين يشكلون رابطا جديدا لا رجعة فيه بينها وبين الرجل".
- عبودية استثنائية تتجاوز كل الظروف الإنسانية
في الفصل الثاني، يتتبع جون ستيوارت ميل تاريخ استعباد النساء ليبين الطبيعة الاستثنائية للمعاملة (السيئة) التي كانت مخصصة لهن دائما: حتى العبد، في حالته غير المقبولة (المسألة كانت صمن أجندة المناقشات السياسية في الوقت الذي كتب فيه ميل) لديه " خانة" خاصة به وكوخ صغير يديره كما يشاء؛ لكن المرأة تعيس عند زوجها فقط (رغم أن السكن قد يأتي من الميراث العائد إليها) ولا تملك أي شيء (تتم مصادرة كل ممتلكات لتوضع في يد الزوج، بموجب قوانين الزواج). .
ومهما كانت الحالة الاجتماعية، من الأفضل حالا إلى الأقل حظا، فإن النساء دائما أقل من أزواجهن. في عصره لم يكن لدى النساء أي شيء، في الحقيقة.
المرجع: https://www.eveprogramme.com/14807/un-pionnier-de-legalite-john-stuart-mill/



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاك دريدا وعبد الكبير الخطيبي ارتبطا بعلاقة صداقة من نوع خاص
- يوم دراسي حول راهنية فكر ليون برنشفيك الفلسفي (2/2)
- يوم دراسي حول راهنية فكر ليون برنشفيك الفلسفي
- غزة: كيف السبيل إلى خروج إسرائيل منها؟
- النقابة الوطنية للإعلام والصحافة/ كدش تدعو كافة الصحافيين لل ...
- الحرب على غزة: كيف السبيل إلى الخروج منها؟
- سوق السبت: كلمة عادل البوعمري في إحياء الجمعية الوطنية للمعط ...
- يوم دراسي حول راهنية فكر ليون برنشفيك الفلسفي (2/1)
- المرصد المغربي لمناهضة التطبيع يوضح كيف انفجر الوسام في وجه ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- مترجم/ جان كافييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشكل ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- المكتب التنفيذي لكدش وهو يستحضر ذكرى النكبة الفلسطينية يدعو ...
- ظاهرة التسول في المغرب: حجمها ومخارجها وفق المجلس الاقتصادي ...
- الطبقة الوسطى في المجتمع المغربي، هل تشهد نموا أم انكماشا؟
- المعرض الدولي للنشر والكتاب: حفل توقيع ثلاثة كتب لعزيز الحدا ...
- من ضمن فعاليات النسخة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للنش ...
- من فعاليات النسخة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكت ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...


المزيد.....




- قمة السلام الخاصة بأوكرانيا تحمل روسيا مسؤولية المعاناة والد ...
- -شبيغل-: ألمانيا تدرس الترحيل إلى أفغانستان عبر أوزبكستان
- زيلينسكي في ختام قمة أوكرانيا: روسيا غير مستعدة -لسلام عادل- ...
- السديس يثير تفاعلا بما قاله عن الفلسطينيين في خطبة عيد الأضح ...
- مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بإطلاق نار خلال احتفال -بيوم الحري ...
- 47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرار ...
- ساركوزي يحذر من قرار مفاجىء لماكرون سيدفع فرنسا إلى الفوضى
- حريق كبير يلتهم 300 نخلة في محافظة الوادي الجديد المصرية
- المحكمة العليا الإسرائيلية تجمد التحقيق بشأن عمل الجيش الإسر ...
- مصدر مصري رفيع المستوى يعلن تكثيف القاهرة اتصالاتها لتطبيق ه ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين المرأة والرجل (2/1)