أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رباص - ظاهرة التسول في المغرب: حجمها ومخارجها وفق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي














المزيد.....

ظاهرة التسول في المغرب: حجمها ومخارجها وفق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 18:36
المحور: حقوق الانسان
    


تفاقمت ظاهرة التسول بسبب فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية. هذا ما يتبين من التقرير الذي نشره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في شهر مارس الماضي.
علاوة على ذلك، كشف المجلس، بحسب استطلاع رأي عام أجراه، أن 98% من المواطنين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعتبرون التسول ظاهرة اجتماعية خطيرة “تمس كرامة الإنسان”.
خلاصات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشأن وضعية التسول في المغرب مثيرة للقلق على أقل تقدير. وبحسب رئيس هذه المؤسسة، أحمد رضا الشامي، الذي تحدث في إطار لقاء تواصلي تحت ثيمة "من أجل مجتمع متماسك، خال من التسول”، نظم بالتزامن مع نشر التقرير بالرباط، حيث اعتبر أن هذه الظاهرة اتخذت أبعادا مثيرة للقلق.
ورغم غياب الدراسات، باستثناء مسح يعود لعام 2007، إلا أن بعض الأبحاث الميدانية كشفت عن تزايد هذه الممارسة وتفاقمها، خاصة بعد الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتداعياتها على الاقتصاد والتشغيل والقدرة الشرائية واقتصادها، ومساهمتها في توسيع قاعدة الفقر وعدم الاستقرار (وقع أكثر من 3 ملايين شخص إضافي في حالة من عدم الاستقرار بين عامي 2021 و2022).
بالإضافة إلى هذه العوامل الظرفية، هناك عوامل خطر من شأنها أن تلقي بالإنسان في ويلات التسول، مثل هجران الأسرة، الطلاق أو فقدان الدعم الأسري للمرأة، تدني مستوى التعليم والتدريب، تراجع قيم التضامن الأسري. وتدهور الحالة الصحية (الصحة الجسدية والعقلية) والإعاقة.
هكذا، ورغم أهمية الجهود التي تبذلها السلطات العمومية المعنية للتعامل مع ظاهرة التسول، وفق مقاربة تجمع بين البعد الوقائي والدعم الاجتماعي والتدخل القضائي يشير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن التدابير المتخذة لا تزال محدودة من حيث الفعالية والكفاءة والنتائج. والسبب، كما أوضح السيد الشامي، يتمثل في صعوبة تحديد واستهداف الفئات المتضررة من التسول، وتعدد وتشتت الدعم الاجتماعي وبرامج مكافحة الفقر، فضلا عن ضعف الموارد البشرية المالية المخصصة لهذا الغرض.
لكن نفس المسؤول أشار إلى أن هناك وعيا عاما بالتداعيات الضارة لهذه الظاهرة على المجتمع. وبحسب نتائج الاستشارة العمومية التي أطلقها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على منصة “Oucharikou.ma” من أجل جمع تصورات وآراء وتوصيات المواطنين المغاربة (65.440 تفاعلا، أجاب منها 4.780 على الاستبيان)، تم تسجيل أكثر من 98 % من المواطنين الذين تمت مقابلتهم قالوا إنهم يعتبرون التسول ظاهرة اجتماعية خطيرة "تحط من كرامة الناس".
علاوة على ذلك، أعرب 69.5% من المستطلعين عن أملهم في منع التسول بشكل كامل، واقترحوا في المقابل إنشاء مساعدات للفئات الضعيفة عبر جمعيات تتكلف بجمع التبرعات لصالحهم أو من خلال البرامج الاجتماعية التي تطورها الدولة والسلطات المحلية.
وفي ما يتعلق بالأسباب التي تدفع الأشخاص إلى الموافقة على مساعدة المتسولين، يظهر تحليل التفاعل العام أن 72% منهم يفعلون ذلك إما من منطلق التعاطف أو من منطلق قناعة دينية أو أخلاقية، في حين أن 16.6% يفعلون ذلك بدافع الخوف.
من أجل مواجهة ظاهرة التسول وللقضاء على هذه الآفة، عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على صياغة سلسلة من التوصيات، من بينها القضاء على كافة أشكال تسول الأطفال، وذلك بتعزيز آليات حماية الطفل على المستوى الترابي (وحدات حماية الطفل) وتوفير الموارد البشرية والمادية اللازمة، وكذا من خلال تشديد العقوبات ضد من يستغلون الأطفال ويتجرون بهم.
وأوصي المجلس أيضا بحماية الأشخاص المستضعفين من الاستغلال تحت غطاء التسول، من خلال تشديد العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي ضد بعض الممارسات، ولا سيما من قبل الشبكات الإجرامية التي تستغل النساء، وتسول كبار السن والمعوقين. كما توصى بتطوير السياسات ذات الصلة.
واقترح المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أيضا توفير الحماية والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين، والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين المعرضين للتسول.
وأخيرا، أوصت الهيئة التي يرأسها رضا الشامي بـ”إعادة تأهيل وإدماج الأشخاص في حالة التسول”، الأمر الذي يتطلب قبل كل شيء العمل على “عدم تجريم التسول”، نظرا لصعوبة تحديد أسبابه الحقيقية، علما بأن الجرائم الفردية والجماعية المرتبطة بهذه الممارسة يعاقب عليها في العديد من أحكام القانون الجنائي.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الوسطى في المجتمع المغربي، هل تشهد نموا أم انكماشا؟
- المعرض الدولي للنشر والكتاب: حفل توقيع ثلاثة كتب لعزيز الحدا ...
- من ضمن فعاليات النسخة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للنش ...
- من فعاليات النسخة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكت ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- النقابة الوطنية للتعليم/كدش تجدد مطالبتها بالطي النهائي لملف ...
- مترجم / جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومش ...
- تنسيقية محاميات ومحامين بمراكش تتنظم لقاء لدعم فلسطين وتدعو ...
- نقد النزعة المركزية الأوربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية
- بوحي من الذكرى 206 لميلاده: فلسفة كارل ماركس وثلة من أتباعها
- وفاة برنار بيفو الرئيس السابق لأكاديمية غونكور بعد صراع مرير ...
- غزة: حماس تقبل اقتراح التهدئة، على خلفية قصف إسرائيلي لرفح
- تعثر المفاوضات بشأن التهدئة في غزة و-اجتماع طارئ- في قطر
- انفاس أنت هنا: ترجمة و سياسة فضاء الترجمة جورج قرم: نزاعات ج ...
- مترجم / جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومش ...
- الائتلاف من أجل سمعة وكرامة مغاربة العالم يدين -مناورات- الم ...
- مترجم/ جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومشك ...
- في حوار مع إدغار موران أو مديح الفكر المركب - ترجمة وتقديم: ...
- متابعة صحافية استرجاعية محايدة لما بات يعرف ب-قضية إدريس فرح ...


المزيد.....




- الأونروا تطالب إسرائيل بوقف حملتها ضد الوكالة
- ليبيا.. الحكم بإعدام -التيك توكر عزو الزيقرا- يثير جدلا على ...
- الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد
- اعتقال قائد البحرية الأمريكية السابق في أوروبا وإفريقيا بتهم ...
- الأمم المتحدة تدعو مصر للإفراج فوراً عن المعارض أحمد الطنطاو ...
- جدل حول إتمام صفقة الأسرى الإسرائيليين
- بغداد ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنهاء مهام بعثة ا ...
- رئيس الوزراء الجورجي يتهم واشنطن بدعم منظمات غير حكومية لافت ...
- الأمم المتحدة: الحياة في جنوب غزة -مروعة-
- تلبية لطلب بغداد...الأمم المتحدة ستسحب بعثتها الخاصة من العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رباص - ظاهرة التسول في المغرب: حجمها ومخارجها وفق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي