أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى إبراهيم الطالقاني - ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-














المزيد.....

ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 20:48
المحور: كتابات ساخرة
    


في ظل التحديات المعقدة التي يواجهها المواطن العراقي في حياته اليومية، كواقعاً لا يمكن تجاهله. تتراوح يوميات المواطن العراقي بين الأمل والطموح واليأس، إذ عاش تجارباً متنوعة ومتضاربة، قد عكست هذه التجارب في يومياته الروح القتالية للعيش والوجود والصمود وهذه هي صفات التي يتحلى بها شعب الرافدين.
وبالرغم من هذه الإرادة الصلدة التي تظهر مشاهد تعكس تحدياته وأحلامه، وتبين أيضاً إرادته القوية في التغيير والتحسين.
ولكن لايزال الكثير من ابناء هذا الشعب لم يأخذو دورهم في بناء بلدهم رغم مرور أكثر من عقدين على بزوغ عهد "الديمقراطية" في عراق مابعد الدكتاتورية!.
فلا يزال هناك مئات الآلاف من الأُسر الفقيرة ودون خط الفقر وتسكن العشوائيات، فضلاً عن الملايين الذين لايملكون قطعة أرضٍ تمليك فأغلب هذه الشرائح تسكن في منازل للإيجار، بالأضافة الى أن اغلب شرائح الشعب الى الآن تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وكل التحديات التي يواجهونها.
يا ترى ما الأسباب التي جعلت من العراقيين يفتقدون ابسط حقوقهم بالوقت الذي يعد العراق هو من البلدان الغنية جداً لكثرة ثرواته ومصادر التنويع الاقتصادي الذي يتمتع به.
ابرز ما فُرض على العراقيين هو آفة الفساد التي نخرت جسد الدولة، واحد ابرز اوجه الفساد في العراق هو أستغلال السلطة والمال العام على حساب رفاهية وحقوق هذا الشعب مما زاد من تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بشكل مأساوي على حياة المواطنين.

ان المشكلة الحقيقية في العراق انه يواجه تحديات جذرية في توزيع خيراته على شعبه، مما تتسبب في حالة من الظلم الاجتماعي وتعاظم الفجوة بين الأقليات الغنية والأغلبية المحرومة.
هل كان مقدراً للعراق وشعبه ان يعيش مسلوب الحقوق أم هي "قسمة ونصيب" ان تلعب الظروف التاريخية والسياسية المؤثرة في
تاريخ العراق المضطرب والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية قد ساهمت في تعقيد قضية توزيع الثروات.
لا يخفى على أحد وعلى مر العقود الماضية، ما تعرض له العراق لعقود من الصراع والحروب والعقوبات الاقتصادية، مما أثر سلباً على تنمية البنية التحتية والاستثمارات في القطاعات الحيوية.
ولكن الثروات الطبيعية والاستغلال غير المتكافئ للنفط والغاز الطبيعي
لا يعود بالنفع على الشعب بشكل عادل بسبب التدخلات الخارجية وانبطاح القيادة السياسية الحاكمة لمد الدعم وكسب التأييد للحفاظ على وجودها.
حكومة الانجازات التي استبشر بها الشعب العراقي مع اطلاق برنامجها الحكومي الشامل لترميم الاقتصاد والخدمات في برنامج رئيس الوزراء السيد "السوداني"،لا يزال دعائياً فقط مع تحركات اقتصادية خجولة لا ترتقي بحجم الانكسارات المتراكمة والاصلاحات المطلوبة.
فلا يزال هناك تدخلات بأطالة عمر استيرات الغاز الى 5 اعوام اخرى، واطالة عمر إزمة الكهرباء الى اعواماً أخرى رغم عقد اكثر من اتفاقية أستثمار وربط للطاقة ولكن الحال هو الحال ذاته، مما يُلاحظ أن الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية تلتف حول هذه الثروات، مما ينتج عنه تراكم الثروة والسلطة في يد الأقلية السياسية والاقتصادية المتحكمة.
ولا يخفى أن الفقر والبطالة والظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها اغلب شرائح المجتمع العراقي من نسب فقر مرتفعة ومشاكل اجتماعية مستعصية، لا ينفصل ذلك كونه احد اسباب هدر الثروات دون توزيعها بشكل عادل وتراكمها في يد القلة من الاحزاب الحاكمة التي تتلاعب بمصير الشعب ومستقبله المجهول، وتعمد المتنفذين بهذه السلطة توزير المناصب العليا الى اشخاص ينقصهم شرف الأنتماء الوطني والنزاهة العادلة!، واثر ذلك بانعدام فرص الكفاءات الحقيقية لابناء الشعب بالعمل والانعكاسات السلبية للصراعات المستمرة في البلاد.
لذا هذا البلد هو بحاجة ماسة إلى إصلاحات هيكلية وتوزيع عادل
للتغلب على هذه المشكلة المعقدة، بتغيير سياسة المحاصصة والتحارب الحزبي على سرقة اموال البلد والعمل على أنشاء نظام يتضمن توزيعاً عادلاً للثروات والفرص.
وهذه العملية التي تنقل وضع العراق الى القمة وليست بالصعبة أو المستحيلة، وتبدأ اولى خطوات تصحيح المسار بتعزيز الشفافية في عمليات التعاقد والمزايدات في قطاع الثروات الطبيعية.. وأول خطوات النزاهة ومكاشفة الشعب أن يتم نشر المعلومات والبيانات المتعلقة بالعقود والإيرادات الحكومية بشكل منتظم، وذلك لمكافحة الفساد وظلم التوزيع.
كما ينبغي أن يتم تعزيز دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي ليس لها ارتباط حزبي في رصد ومراقبة عمليات التوزيع والاستغلال، وايضاً تشجيع المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية.
واهم الخطوات الثانية ان يتم تعزيز القطاعات الأخرى مثل الزراعة والصناعة والسياحة بشكل يعكس تاريخ وحضارة هذا البلد والتعامل مع هذه القطاعات كجزء من الهوية الوطنية.
كما يتوجب على اصحاب القرار أن يسارعوا الزمن في النهوض بالتعليم والتدريب المهني لتمكين الشباب العراقي من اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل، كون الشاب العراقي مبدع ومعطاء.
لذا لا يجب ان يعيش العراق وشعبه رهناً للصراعات والاحداث والتجاذبات على طول الدهر وينعكس على المجتمع ويبقى مصيره في كل أنتكاسه يندب حضه بقضية "القسمة والنصيب"، ويجب على الوطنين المخلصين التحرك عاجلاً واستثمار الاستقرار الأمني في معالجة شاملة وجذرية من خلال إصلاحات هيكلية وسياسية يكون هدفها الاساسي والنهائي تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بشكل عادل على جميع أفراد المجتمع.. وإن تحقيق ذلك سيسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في العراق وصون حقوق المواطنين في الاستفادة من خيرات بلدهم.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفيات وصحفيين غزة بين المهمة والرصاص
- اين وصلت مساعي انظمام العراق الى -BRICS-
- الإعلام الجديد .. معرفة و تحديات
- ماذا ينتظر من الحكومات المحلية في العراق بعد التشكيل؟
- مستقبل العلاقة الدبلماسية بين العراق والولايات المتحدة الأمر ...
- طارق الهاشمي .. سيناريو الزعامة والنفي!
- ميناء الفاو وطريق التنمية الجديد : الفرص والتحديات
- اطفال الشارع .. اغتيال البراءة لمتاجرة غير شرعية !
- سياسة نقدية مرتقبة تشكل تحولاً في اقتصاد العراق
- غياب علنية الجلسات في المحاكم العراقية: بين الحاجة للشفافية ...
- تراجع الخطاب الرسمي العراقي تجاه حرب غزة في ظل تعاقس عربي .. ...
- ثقافة التحول اللغوي في المؤتمرات العربية الى أين؟
- إنقلاب طارئ .. يقوده السلاح المنفلت في العراق
- بين الدين والسياسة فساد ديموقراطي‎


المزيد.....




- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى إبراهيم الطالقاني - ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-