أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعات نكسة ثورة أيلول















المزيد.....

من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعات نكسة ثورة أيلول


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 22:12
المحور: القضية الكردية
    


من دفتر يومياتي :
عندما واجهنا تبعات نكسة ثورة أيلول

من الاهداف الرئيسية لثورة أيلول ١٩٦١ في كردستان العراق بقيادة الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) وبمعنى أوضح ربطت حل القضية الكردية بصيغة الحكم الذاتي كنوع من اشكال حق تقرير المصير ، بتحقيق الديموقراطية لكل العراق ،والاتيان بنظام سياسي يختاره العراقييون بجميع قومياتهم ، واطيافهم الاجتماعية ، وفي الوقت ذاته شكلت انعطافة في القضية الكردية بالمنطقة ، والعالم ، فبعد تقسيم كردستان التاريخية بعد اتفاقية سايكس – بيكو ثم فشل الانتفاضات ، والثورات المسلحة في كردستان تركيا وسقوط جمهورية مهاباد بكردستان ايران ، وفشل الثورات والانتفاضات في كردستان تركيا ، شهدت القضية الكردية نوعا من الركود ، والجمود ، الا ان اندلعت ثورة أيلول ( ١٩٦١ – ١٩٧٥ ) التي اعادت القضية مرة أخرى الى موقعها الطبيعي كحركة تحرر لشعب قوامه الملايين ، حرم من حقه بتقرير المصير هذا المبدأ المنصوص عليه في شرعة حقوق الانسان ، ومبادئ ( عصبة الأمم ثم هيئة الأمم المتحدة )، واستبعد بقرار عالمي من كل الفرص والاستحقاقات ، والترسيمات الحدودية الجديدة مابعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ، حيث نالت العشرات من شعوب آسيا وافريقيا ، وأوروبا خصوصا الاستقلال .
مرة أخرى لعب العامل الخارجي الدور الأبرز في انهيار ثورة أيلول بعد ماسميت باتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ بين الدكتاتور صدام حسين ، والشاه الإيراني محمد رضا بهلوي ، بوساطة مباشرة من دكتاتور الجزائر هواري بومدين ، وكانت بمثابة نكسة اليمة للحركة القومية في كردستان العراق ، وصدمة مؤثرة لجميع اكراد العالم ، حدثت امام انظار المجتمع الدولي ، ويقال بتواطؤ دولي من الغرب والشرق ، ولاشك ان – الاتحاد السوفييتي – السابق تتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية سقوط جمهورية مهاباد عام ١٩٤٦ بعد احدى عشر شهرا من إعلانها ، بعد مساومته مع الحلفاء بمؤتمري – يالطا وطهران - ، كما ان الولايات المتحدة الامريكية مسؤولة عن النكسة الثانية بعد مهاباد بكردستان العراق حيث كان نظام شاه ايران تابعا مطيعا لها .
بعد انهيار ثورة أيلول ، وتوجه معظم المسؤولين السياسيين ، والعسكريين نحو ايران – البوابة الخارجية الوحيدة المفتوحة – وقسم آخر استسلم لنظام بغداد ، بدا اعلام الأنظمة المعادية للكرد ببث ، وعرض الاخبار ، والمناظر المذلة والمثيرة ، والاعلان عن انتهاء ( التمرد ، واستسلام الجيب العميل ، والقضاء على الحلم الكردي ، وانتهاء القضية الكردية ...) الى ماهنالك من الدعايات المبالغ فيها ، والاضاليل بهدف نشر الياس بين الكرد ، والقضاء على أي امل مهما كان ضئيلا .
وقد كان اعلام نظام الأسد البعثي مشاركا في – الفرحة – ومستبشرا بنتائج ما حصل لثورة أيلول ، بل انه اعتبر الفرصة مواتية لاتخاذ خطوات – امنية – باتجاهين : واحد باستيعاب حركات وأحزاب كردستانية لاستخدامها لخدمة مصالحه ، ثاني : اختراق وتصفية أحزاب كردية سورية ، للقضاء على النضال القومي – الوطني .
وحينذاك وخلال تواجدنا في لبنان شعرنا بمرارة من وقع هذا الحدث المؤلم ، وبدانا بتنوير الأصدقاء اللبنانيين ، والفلسطينيين ، والعرب عامة ، بمجريات الحدث ، والأسباب والعوامل الداخلية ، والخارجية التي أدت الى ذلك ، وان ماحصل ليس نهاية الكرد والقضية الكردية بل نكسة اليمة تحتاج الى مراجعة وتقييم ، حيث الكثير من الشعوب المناضلة تواجه مثل ذلك في تاريخها .
تهيئة شروط الرد العملي على النكسة
كان الموضوع حسب فهمنا مصيري ولابد من التصدي له ، والاجابة على الكثير من الأسئلة ، وقد تقرر في مؤسساتنا القيادية ( اللجنة المركزية – المكتب السياسي – رئاسة الحزب ) وبعد دراسة بالعمق من كافة الجوانب توفير شروط موضوعية في جانبين الأول - البحث في الساحة الكردستانية عن تنظيمات ، ومجموعات ، وشخصيات تشاطرنا الراي في القيام بمحاولة سياسية للتخفيف من وقع الهزيمة الكارثية ، ومداواة الجراح حسب المستطاع ، والثاني : اللجوء الى أصدقاء لتامين الدعم في تحركنا اللوجستي ، وبعد متابعة دامت نحو عام تحقق مبتغانا في الخطوة الأولية .
فقد قدم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات الدعم المطلوب لتغطية النشاطات ، والتحركات في محاولة إعادة احياء الحركة الكردية بعد نكسة عام ١٩٧٥ من جانب الأحزاب التالية : حزب الاتحاد الشعبي ( سوريا ) – الحزب الطليعي لعمال كردستان – حزب الراحل عمر جتن ( تركيا ) حركة كوك دارا بيلك ( تركيا ) – الحزب الاشتراكي الكردستاني د محمود عثمان وعدنان المفتي ( العراق ) – حركة باسوك - آزاد مصطفى ( العراق ) حزب استقلال كردستان اميري قازي ( ايران ) ، واستطاع ممثلو هذه الأطراف ان يعقدوا العديد من اللقاءات الموسعة في بون ، وايزرلون بألمانيا الاتحادية ، وبرلين ، ودريسدن بألمانيا الديموقراطية سابقا ، وبراغ ، وكوبنهاغن ، وستوكهولم ، وتوصلت هذه الأطراف الى صيغة توافقية في برنامج العمل القومي على قاعدة التحالف الجبهوي في اطار ( الجبهة الكردستانية الديموقراطية ) ، والعمل على مراجعة النكسة الأليمة بتقييم نقدي موضوعي ، والتواصل مع الأخ مسعود بارزاني ، والقادة الكرد العر اقيين الاخرين ، بهدف مواساتهم في محنتهم ، والتشاور حول كيفية إيجاد حلول للازمة ، ومواصلة العمل على توسيع هذه الجبهة لتضم سائر الأطراف ، والاطياف ، وقد تواصلنا بعد ذلك مع مختلف القوى الصديقة بالمنطقة باسم – جبهتنا – الناشئة .
وفي السياق ذاته تم لقاء مطول في برلين ( عاصمة المانيا الديموقراطية – سابقا ) بين الرئيس ياسر عرفات وكل من د محمود عثمان ، وعدنان مفتي ، وصلاح بدرالدين ، اكد فيه عرفات مجددا عن دعمه واسناده لمساعينا الانقاذية ، ووقوفه الى جانب القضية العادلة للشعب الكردي .
لم يمضي وقت طويل على النكسة حتى اندلعت ثورة – كولان – في كردستان العراق وجرت تطورات متسارعة في الساحة الكردستانية كان من نتائجها عودة ( الأحزاب الكبيرة الى صدارة المشهد ) الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق – الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق – حزبي ديموقراطي كوردستاني ايران – حزب العمال الكردستاني – تركيا ، وفي تلك المعمعة بدات هذه الأحزاب تدخل في تحالفات إقليمية غير متكافئة ، وصراعات داخلية دامية كردية كردية ، ولم تعد تبالي بما صدر من – جبهتنا – الأحزاب الصغيرة – من مشروع كردستاني ديموقراطي من اجل التعاون ، والعمل المشترك ، والحوار السلمي البناء ، والحذر من العلاقة مع الأنظمة المقسمة للكرد ، وصولا الى ترتيب معين للعلاقات القومية على أساس احترام الخصوصيات ، وتحريم العنف ، وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر ، وقد استطعنا في تلك السنوات الصعبة تقديم نموذج متقدم ومفيد كبديل للكارثة ، وطرح مشروع برنامج سياسي ، ولكننا للأسف لم ننجح في مواصلة المساعي لتحقيق الأهداف النهائية التي كنا نصبو اليها .
ستبقى تلك المحاولة الصادقة صفحة ناصعة في تاريخ الحركة التحررية الكردية ، التي جسدت التعبير المسؤول في الإجابة على النكسة الأليمة ، والعمل القومي الجماعي الديموقراطي ، بدعم حركة تحرر وطني ، بعيدا عن الأنظمة الشوفينية الغاصبة للحقوق التاريخية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الشركاء - ٣ – الى السيد العميد احمد رحال : ...
- بين المراجعة النقدية والاعتذار الشكلي
- اللقاء الرابع والثمانون في دنكي بزاف
- نماذج محاكمات نظام البعث السوري ضد المناضلين الكرد
- في يوم الصحافة الكردية قراءة نقدية لواقع الصحافة وا ...
- من دفتر يومياتي : هل صحيح ان الاكاديميين هم من شكلو ...
- القضية الكردية والنظام السوري
- مخرجات اللقاء الدوري للجان متابعة مشروع - بزاف -
- نوروز عيد الحرية والسلام
- قراءة موضوعية لمكانته في يوم ميلاده
- جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة ...
- قراءة سياسية دورية لحراك - بزاف -
- كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة
- أمريكا .. ضربت ..ولم تضرب
- التقرير السياسي الدوري
- طموحاتنا المشروعة في العام 2024
- -عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية
- الأهم ان يكون الحزب بخير
- من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس و ...
- على ضوء مؤتمري جناحي الحزب ماذا تغير في نهج اليمين ا ...


المزيد.....




- جوزيب بوريل يؤكد استئناف جميع الجهات المانحة بالاتحاد الأورو ...
- اعتقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي بتهمة ا ...
- حرب غزة بيومها الـ230: حصار على جباليا ونتنياهو يوجّه بمواصل ...
- البطيخة: العنصرية والمقاومة
- الأمم المتحدة تعلن وصول أولى المساعدات إلى غزة عبر الرصيف ال ...
- العلماء الروس يطورون تقنيات واقع افتراضي جديدة لذوي الاحتياج ...
- تقرير: معركة المحكمة الجنائية الدولية مع إسرائيل اختبار للنظ ...
- مخيم الشاطئ.. تجمّع للاجئين بغزة خرج منه قادة وعلماء ومفكرون ...
- قتله بعد صدم مركبته وقلبها.. السعودية تنفذ الإعدام بحق ال سع ...
- الأمم المتحدة تعلّق توزيع المعونات الغذائية في رفح، وواشنطن ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعات نكسة ثورة أيلول