أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - -عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية














المزيد.....

-عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحركة السياسية الكردية السورية ، او الحركة الوطنية الكردية بالمفهوم العام ، ومنذ انبثاق تشكيلات العمل المنظم عام ١٩٥٧ تحت اسم ( الحزب الديموقراطي الكردستاني ) كانت تطمح لنيل الحقوق القومية في اطار قانوني ، ورسمي ، وبعد التحول الجذري الذي حصل من خلال الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ ، وبعد إعادة تعريف الكرد ، وقضيتهم ، وحقوقهم ، ووسائل نضالهم ، وطرح البرنامج السياسي ، كانت مسالة النضال من اجل تغيير الدستور السوري ليشمل إقرار ضمان وجود الكرد ، وحقوقهم وكذلك التغيير ، وصولا الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي ، عادل من الاولويات الأساسية التي اندرجت في الوثائق ، وبمعنى آخر ابرام عقد جديد بين الشعب السوري ومن ضمنه الكرد من جهة ، وبين السلطة الحاكمة في الدولة السورية ، ليضاف ذلك العقد كبند رئيسي الى الدستور السوري الجديد .
وفي بلدان الشرق الأوسط التي نشكل جزء منها لم تتوقف محاولات شعوبها منذ العقود الغابرة وحتى الان في سبيل تحقيق طموحاتها المشروعة الوطنية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، عبر اجراء التغيير في الدساتير ، والقوانين ، المتجسد في تحقيق توافقات حول علاقات جديدة ، وابرام العقود مع السلطات الحاكمة التي تلبي المطامح ، وتصب في مصلحة تقدم البلاد ، والسلم الأهلي ، والعيش المشترك ، " اما مفهوم العقد الاجتماعي فان المصطلح (بالإنجليزية: Social Contract) يشير إلى ذلك العقد المبرم بشكل فعلي أو افتراضي بين طرفين؛ كالحكومة والشعب، أو الحاكم والمحكوم، بحيث تحدّد بموجبه الحقوق الخاصة بكل فئة والواجبات المفروضة عليها، وظهر ذلك منذ القدم عندما بدأت الحياة البشرية بصورة من العشوائية والفوضى، فوضع العقل البشري اتفاقاً وعقداً لتنظيمها على هيئة مجتمع وحكومة، علماً بأنّ هذا المجتمع يندرج تحت خانة المصطلحات الخاصة بالفلسفة السياسية " .
يعيد المؤرخون مصطلح – العقد الاجتماعي – الى الفلسفة الاغريقية ، والقانون الروماني ، والتقاليد الكنسية ، واكثر الأحيان في ظروف غياب النظم السياسية ، " حتى بلوغ القرن السابع عشر ، والثامن عشر ، عندما برز منظرون لتوصيف – العقد الاجتماعي – من أمثال : هوبز ، وجان جاك روسو ، وكانط ، " وفي عصرهم – عصر التنوير – تم تفسير هذا العقد بان الافراد يقبلون بشكل ضمني او صريح ان يتخلوا عن بعض حرياتهم مقابل حماية بقية حقوقهم ، وتجسيد واقع العلاقة بين الحقوق الطبيعية ، والشرعية ، او الغالبية الشعبية والسلطة .
ماذا عن ( العقد الاجتماعي ) لشمال وشرق سوريا ؟
من حيث الشكل وبالرغم من انني لست اختصاصيا بعلوم الفقه الدستوري ولكن يتوضح لاي متابع من النظرة الأولى ان النص الكامل المنشور من الديباجة الى البنود الواردة فيه ، ليس من وضع مختصين في القانون الدستوري ، بل من صنع – هواة – ماهرين في لصق ، ونشر جزئيات من الوثائق التاريخية من شبكة ( الكوكل ) وتحويرها ، وفرضها قسرا على حالة ( شمال وشرق سوريا ) ، وتمريرها رغم كل الثغرات الفاضحة باوامر حزبية من دون حرج .
اما من حيث المضمون فالمصيبة اكبر بكثير ، فهذا العقد الاجتماعي المنشور بخلاف كل المسلمات المبدئية أولا - ليس بين الشعب السوري ، اوالغالبية الشعبية من جهة ، والسلطة الحاكمة الشرعية كما يجب ان تكون ، كما انه ثانيا - ليس بين الغالبية الكردية الشعبية على مستوى البلاد ، وبين حكومة مركزية شرعية ، وثالثا - حتى على المستوى المناطقي وأجزاء من ثلاث محافظات ( الحسكة – دير الزور – الرقة او الرشيد ) ، فانه بعيد كل البعد عن حقيقة العقود الاجتماعية المتعارف عليها عبر مراحل التاريخ ، فاذا كان ( قسد او مسد ، او الإدارة الذاتية ، او المسميات الأخرى ) رابعا - هو الطرف السلطوي المرجعي مقابل مكونات أخرى نيابة عن سلطة الدولة السورية الوطنية ، فسيكون العقد باطلا من اوله ، لانه سلطة الامر الواقع في مناطق محددة غير معترف بها وطنيا ، وإقليميا ، ودوليا ، ، الى جانب سلطات – امر واقعية – أخرى لاتمتلك الشرعية الوطنية ، والسياسية ، والاهم الشعبية .
ثم ماذا خامسا - عن تعبير ( كونفدرالية الشعوب في شمال وشرق سوريا ) ؟ هل هناك دول مستقلة ولم نعلم بها ؟ هل هناك دول كردية ، وعربية ، وتركمانية ، واشورية ، وارمنية ، وشركسية ؟ وأين عواصمها ، ومن هم رؤساءها ؟ .
من جهة أخرى وسادسا – اذا كان الكرد السورييون ليسو طرفا في هذا العقد ، فان العرب أيضا وفي نفس المنطقة لم يجمعوا ، وهم بالأساس جزء من القومية السائدة الحاكمة ذات الغالبية لتي يجب ان تكون الطرف الاخر في أي عقد اجتماعي ، اما بقية المكونات الواردة اسماءها بالعقد سابعا – كاالتركمان ، والاشوريين ، والارمن ، والشركس قد تكون لها حركات سياسية ، وجمعيات ، ولكن ليس واضحا ماذا تطالب من حقوق الا بالشكل العام مثل الديموقراطية ، فلاتتوفر وثائق مثل المشاريع القومية ، والصيغ المطروحة للحلول ، والأرض التاريخية وغير ذلك .
مشكلة الكرد المزمنة مع – ب ك ك – كتنظيم عسكري مغامر خرج من رحم الأنظمة الإقليمية المستبدة ، وتوابعه في الأجزاء الأخرى وفي المقدمة سوريا ، انهم اساؤوا حتى الى المصطلحات النظرية العلمية ، والمبادئ السامية ، واستخدموها في غير محلها ، واستثمروها لمصالح حزبية آيديولوجية ، وافرغوها من مضامينها ( حق تقرير المصير – العقد الاجتماعي - حقوق المرأة – العيش المشترك – السلم الأهلي – حركة التحرر- العلاقات القومية – الثورة – الكفاح المسلح .....) .
اخشى ما اخشاه هو ان صاحب القرار في ( قسد ومسد ، والإدارة الذاتية وباقي التسميات ) يخلط بين – العقد الاجتماعي – كمصطلح ، دستوري ، قانوي ، سياسي ، حافظ على قيمته التاريخية ، والفلسفية في حياة الشعوب منذ القرون الغابرة ، وحتى الان ، وبين العقود التجارية التي ابرمت بين جماعات – ب ك ك – وبين سلطات النظام الحاكم حول حراسة المنشآت النفطية في الجزيرة والمناطق الأخرى ، وشاهدنا نصوصها على مواقع التواصل الاجتماعي لقاء حصص معلومة ومحددة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهم ان يكون الحزب بخير
- من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس و ...
- على ضوء مؤتمري جناحي الحزب ماذا تغير في نهج اليمين ا ...
- قراءة في الحدثين الأبرز بالساحة الكردية السورية
- من هموم الدياسبورا : الكرد السورييون في المانيا
- للذكرى والتاريخ عندما يتم التضحية بالمصلحة الشخصية من ا ...
- اطلاق مبادرة جديدة
- استكمالا لحوارات البحث عن الحقيقة
- ايران دخلت الحرب ، ايران لم تدخل الحرب
- أسباب ونتائج الانقسامات في الساحة الكردية السورية
- تقييم دوري لاهم التطورات السياسية الداخلية والخارجية
- عودة الى حرب إسرائيل – حماس
- مثلث ( حمص – ادلب – غزة ) وحرب إسرائيل - حماس
- قراءة نقدية - لبزاف - للوضعين الكردي والسوري
- تناحر الأحزاب الكردستانية والعودة الى ( الحزبوية العميقة )
- عودة الى تشريح ازمة الحركة الكردية السورية
- قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة ...
- قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة ...
- مشروع – ب ك ك – لن يكون نموذجا لا للكرد ، ولا للسوريين
- قراءة حراك - بزاف - للتطورات السياسية


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - -عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية