|
طموحاتنا المشروعة في العام 2024
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالرغم من كل التحديات ، والصعاب ، والاحداث الدامية ، والحروب ، والمواجهات في بلادنا والمنطقة عموما ، وطول انتظار الفرج ، مازال شعبنا مفعم بالامال ، لن يجد الياس سبيلا في نفوسهم ، وتستلم الأجيال المتعاقبة راية النضال من اجل التغيير الديموقراطي ، واسقاط الاستبداد ، وتحقيق سوريا جديدة تعددية تشاركية عادلة . أعوام سابقة مثقلة بالجراحات على مستوى المنطقة والعالم ، فمنذ اختلال موازين القوى الكونية في الحرب الباردة ، وانهيار المعسكر الاشتراكي ، ووحدانية تحكم الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بمصير العالم ، ثم بروز قوى جديدة منافسة مثل الصين ، وروسيا ، انتقلت البشرية التي عانت في ظل المواجهات – الباردة - الى مرحلة شديدة السخونة ، تتميز باختراق قواعد الصراع السابقة نحو المزيد من الشدة ، وتجاوز القيم الإنسانية ، والأخلاقية ، تعتبر الفاشية ، والنازية التي ظهرت ابان الحربين العالمتين الأولى والثانية وبكل مساوئها ، ونتائجها الكارثية ، مجرد – جنحة – امامها . عمليا وعلى ارض الواقع – الحرب العالمية الثالثة – مندلعة ولكن بشكل يختلف عن سابقتيه ، فبدلا من المواجهات الحربية المباشرة بين جيوش المتصارعين من القوى الكبرى ، يتصدر الوكلاء المحلييون الصفوف لانجاز المهام المطلوبة ومعظمهم من الجماعات ، والفصائل المدربة المسلحة الدينية والمذهبية ، والأيديولوجية الحزبية ، والبعض منها من أصحاب سلطات امر واقعية وقتية لها ميزانياتها ، واداراتها وتشكيلاتها الأمنية ، وبدلا من العقائد العسكرية القديمة عندما كانت قوى المشاة تحتل الدول والاوطان وترفع اعلامها ، فان الأسلحة الحديثة – الذكية – تقوم بتلك المهام عن بعد ، وكل ذلك ضاعف من التعقيدات ، والعراقيل امام الحلول . ومن جديدهذه الحرب العالمية الثالثة الشديدة القذارة ، انها ليست بين العالم الحر وبين الفاشية ، والنازية ، وليست بين النظامين الاشتراكي والراسمالي ، بل يختلط فيها خصوصا بالشرق الأوسط صراع العقائد الدينية والمذهبية المتطرفة ( كما في حالة حرب إسرائيل – حماس ) وقبلها ( سوريا ولبنان ، والعراق ، واليمن ) ، ومحاور الشر ، ونزعات الهيمنة ، والتسلط ، حيث غلبة نزعات النفوذ العنصري المغلف بالديني – المذهبي على الطابع التحرري الديموقراطي بلادنا تحترق لانها في قلب الازمة ، وشعبنا ومن ضمنه الكرد من اكثر شعوب العالم معاناة ان كان خلال مرحلة التسلط الكامل لنظام البعث ، او من بعد اندلاع الثورة المغدورة ، فاكثر من نصف السوريين مهجرون ، ونازحون ، وهناك مئات الالاف من الضحايا ، والمعتقلين ، والمختطفين ، والدمار شامل في معظم المناطق ، وجرائم النظام وسيده الروسي تتوالى في إبادة البقية الباقية ، والمحتلون الأجانب ( روسيا، وتركيا ، وايران ، وامريكا ) اما مساهمون في قمع وإرهاب السوريين او متواطؤون ، او متفرجون . على الصعيد السوري مازالت الكيانات المعارضة المنبثقة عن ( المجلس الوطني السوري ) السيء الصيت ومن ضمنها – الائتلاف - ومؤسساته الإدارية ، والعسكرية الفصائلية التي تتحمل المسؤولية الأساسية في اجهاض الثورة تسير من فشل الى آخر ، ولم تعد عنوانا جامعا لسوريي المعارضة ، كما لم تتوقف المحاولات الجانبية من اجل إعادة هيكلة معارضة تمثل المكونات ، والتيارات السياسية الوطنية ، بعد اجراء المراجعة الكاملة ، ولكنها تصطدم غالبا باصحاب المصالح الذين يحافظون على الوضع القائم ، وكذلك النظام ، ووكلاء المحتلين الأجانب ، وسلطات الامر الواقع القائمة ، وفي هذا المجال فان ظهور الحراك السلمي لشركاء الوطن في السويداء ، وبما يحمله من اهداف ترمي الى إعادة احياء الثورة ، بالشكل الجديد ، احيت آمال السوريين ، ووضعهم بالوقت ذاته امام مسؤوليات تاريخية لدعم الحراك ، واسناده من خلال ترسيخ وحدة الصف ، وتنظيم – حراكات – أخرى سلمية مماثلة في باقي المناطق السورية ، وفي الوقت الذي نحيي حراك السويداء ، ونشطائه ، ومرجعيته الوطنية سماحة الشيخ حكمت الهجري ، نامل وفي اسرع وقت ان تتوفر ، وتتجذر عوامل الالتحام الوطني بين الحراك وباقي المناطق . في الحالة الكردية السورية المماثلة للوضع السوري العام ماعدا بعض الجوانب الخاصة ، تستمر الحركة السياسية الكردية بالانشطار ، والتشظي ، في ظل صراعات أحزاب طرفي الاستقطاب ، ويستمر سكان المناطق التابعة لسيطرة – سلطة الامر الواقع – التي يقودها – ب ي د – بالقلق على المصير ، والبحث عن سبل للهجرة الى المجهول ، وفي حين تصر الأحزاب على رفض كل المبادرات بشان إعادة بناء الحركة وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي يدعو اليه حراك " بزاف " ، ومجاميع الوطنيين المستقلين وهم الغالبية ، اللذين يسعون جاهدين الى تغيير الوضع السياسي القائم عبر الحوار ، والوسائل المدنية السلمية . ولكن ماذا يريد السورييون ومن ضمنهم الكرد في العام الجديد ؟ كل المحاولات ، والمبادرات ، والمشاريع المتراكمة ، كانت ومازالت تهدف بنهاية الامر الى تحقيق الحسم النهائي في القضايا التالية : ١ – اسقاط نظام الاستبداد بكل مؤسساته العسكرية ، والأمنية ، والإدارية ، والاقتصادية ، وإيجاد البديل الشعبي الديموقراطي المنتخب في ظل النظام السياسي العلماني المدني . ٢ – رحيل جيوش الاحتلال الأجنبي ، والميليشيات . ٣ – ابطال سلطات الامر الواقع ، وفك قواعدها . ٤ – رحيل مسلحي – ب ك ك - . ٥ – حل جميع أحزاب طرفي الاستقطاب الكردي . ٦ – تشكيل لجنة تحضيرية وطنية للاشراف على عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع . ٧ – التوافق على مبدأ التسامح الوطني ، وتحويل جميع الجرائم الى القضاء العادل . ٨ – قبول المحاور الكردستانية استقلالية القرار الكردي السوري المستقل . اغلب الظن ان المعنيين يعلمون ان ذلك سيتحقق بنهاية الامر بالسلم او الوسائل الأخرى ، وانجازه على وجه السرعة سيوفر المزيد من الضحايا البشرية ، وسلامة البلاد والعباد واغلاق درب الالام ، على امل ان يكون العام القادم هو عام الحسم ، والسلام .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية
-
الأهم ان يكون الحزب بخير
-
من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس و
...
-
على ضوء مؤتمري جناحي الحزب ماذا تغير في نهج اليمين ا
...
-
قراءة في الحدثين الأبرز بالساحة الكردية السورية
-
من هموم الدياسبورا : الكرد السورييون في المانيا
-
للذكرى والتاريخ عندما يتم التضحية بالمصلحة الشخصية من ا
...
-
اطلاق مبادرة جديدة
-
استكمالا لحوارات البحث عن الحقيقة
-
ايران دخلت الحرب ، ايران لم تدخل الحرب
-
أسباب ونتائج الانقسامات في الساحة الكردية السورية
-
تقييم دوري لاهم التطورات السياسية الداخلية والخارجية
-
عودة الى حرب إسرائيل – حماس
-
مثلث ( حمص – ادلب – غزة ) وحرب إسرائيل - حماس
-
قراءة نقدية - لبزاف - للوضعين الكردي والسوري
-
تناحر الأحزاب الكردستانية والعودة الى ( الحزبوية العميقة )
-
عودة الى تشريح ازمة الحركة الكردية السورية
-
قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة
...
-
قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة
...
-
مشروع – ب ك ك – لن يكون نموذجا لا للكرد ، ولا للسوريين
المزيد.....
-
معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال
...
-
الشورة.. والمصالحة الصعبة
-
سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه
...
-
فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
-
تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا
...
-
تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها
...
-
الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها
...
-
بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب
...
-
أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|