أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أدهم مسعود القاق - تعدّد التيمات وتضافرها في رواية زنزانة حي الدقاقين لأسامة شاكر















المزيد.....

تعدّد التيمات وتضافرها في رواية زنزانة حي الدقاقين لأسامة شاكر


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 14:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تمتدّ البنية الزمنية لرواية زنزانة حي الدقاقين منذ سبعينيات القرن العشرين، وحتى زمن سرد أحداثها في الأيام الأولى لانطلاقة ثورة آذار السورية عام 2011، ولعلّ الكاتب سعى إلى توظيف معمار روايته بناء على العلاقة بين الذات الساردة مع الوجود من جهة، وموقع الكاتب في المجتمع الذي يعيش فيه بصفته شاهدًا على أحداث جارية من جهة أخرى، فأنتج لنا رواية تسجيلية لوقائع مأساوية في أزمنة صعبة.
استخدم الكاتب منذ مستهل نصّه مفردات تومئ لسوداوية البيئة المجتمعية التي وقعت أحداث الرواية فيها، ومنها: الثيران الهائجة، أرض طينية، هديرها المرعب، مزّقت الأجساد، موت قديم، المدن القلقة، مزيج الدموع والكحل، ثياب متسخة، صوت البكاء، بعنف... إلخ، ونقل لنا حكاية ثلاثة أطفال: مرتضى وجعفر وسليم، عاشوا طفولتهم سوية في حي مختلط، شيعة ومسيحيون وسنة...، وأظهر شقاءهم وهم يلعبون في الشوارع، وحرمانَ آخرين من عيش طفولتهم، لأنّهم يعملون من أجل لقمة العيش، ولعلّ السّارد منذ الصفحات الأولى حاول أن يبهر المتلقي عبر تأجيل وصوله إلى معانٍ راسخة في حكاياته، بل كان يقدّم تيمة ويلحقها بأخرى من دون أن يغلق مسار أيٍّ منها، وربما تجد أكثر من تيمة في صفحة واحدة.
أما على مستوى بنية الرواية الرئيسة، فإنّه سلّط الأضواء على الطفولة البائسة، وأوكل لمرتضى مهمة السرد عن مقتل شخص في سوق كان قد مرّ فيه برفقة أمّه مشيرًا من خلاله إلى صراع السلطة والإخوان المسلمين العبثيّ، وسرعان ما ينتقل ساردًا عن الذكورية الحمقاء في المجتمع، حين ينتقم الزوج من امرأته، لأنّها حزنت على موت الفنان عبد الحليم حافظ، وغير ذلك مما يذكّر القارئ بطريقة التناسل الحكائي في ألف ليلة وليلة، فحكى عن إعدام فقير بعد أن لُبّس قضية مقتل طالبة جامعية، "الطالبة التي قتلت لأنها حملت من ابن مسؤول" (شاكر، ص14) ولعلّه نقل حادثة واقعية معروفة للداني والقاصي وهي قضية حارس كنيته (الريش) على باب المدينة الجامعية، وبهذا يكون قد دخل في عملية توثيق من خلال إدراج الواقعة في سياق الأحداث، كما سرد عن أحداث ومعارك لبنان حين ذكر تيمة ازدحام المدينة باللاجئين اللبنانيين، وهذه أيضًا وقائع حقيقية، وربما سعى الكاتب لتوثيقها، وفي هذا السياق، ذكر قدوم نائل وأبيه محملين بمجلات لبنانبة وألعاب، وحكى عن زواج أثرياء بيروت من دمشقيات، كما ذكر الحميماتي المزعج الذي هربت زوجته مع صديقه الطبّال برهان وتقوّلات الناس الظالمة بحقه، ودخل في سرد تيمة عدم الوفاء للحب، والجراح التي خلفتها قصة حب سليم لروز، والذي انتهى بحبها لمرتضى الأكثر وسامة من صديقه، وعضد أحداث روايته في اختفاء عزيز، طالب الطب، الذي اعتقلته المخابرات لأنه صور بكاميرا له أثناء مرور موكب الرئيس...، وبذلك تكون هذه الرواية أقرب لعمل توثيقي لجرائم ارتكبت بظل حكم البعث الذي استشرس منذ سبعينيات القرن العشرين بمواجهة شعبه ووطنه، حتى "بدأ بردى يجف غاضبًا من هذه المدينة اللامبالية به" (ص25) واللامبالية بحق أهلها وكرامتهم، وهذه -أيضًا- حقائق أكملها الكاتب بأنّ الدمشقيين خُيّروا بين الرحيل والموت أو السمع والطاعة.
وإذا كان الكشف عن المعنى في الوجود هو الأساسُ في صياغة نصوص السرد، وأنّ العلامات السيميائية هي التي تعين القارئ للوصول إلى المعاني، فإنّ أسامة شاكر، لم يعمل على بناء شبكات دلالية أو رموز، بل كان واضحًا في طرحه، وكان يقول ما قصد الوصول إليه مباشرة من دون علامات دلالية أو سيميائية.. وبذلك، فقد قدّم رؤاه وتصوراته بيسر ووضوح، فحين أراد أن يعبّر عن عشق مدينته، فخر بوسطية متدنيها واعتدالهم، إذ: "لم يتحول الجامع الأموي إلى مركز فقه لمذهب بعينه كالأزهر الشافعي والزيتونة المالكي" (ص29) وسرعان ما ينتقل إلى وصف أجواء دمشق التجارية، فهذا هو الدمشقي أنور خريج الجامعة الأمريكية الذي سرق اليهودُ شاحناته بعد الحرب العالمية الثانية، وقتلوا السائقين، وأعلنوا دولتهم، وأيضًا هنا أقرب لتوثيق وقائع.. ثم تعرّف أنور على ضباط البعث بعد الانقلاب العسكريّ وصار سمسار الضباط للصفقات المريبة، مما أدى لاغتياله، ثم يصف أبو سمير بائع ألبسة تنافس مع أبو موسى اليهودي في البيع، ثم اختفى بسجن تدمر، وهي إشارة لأثر اليهود في القرار السياسيّ، أما منير هرب مع فتاة يهودية اسمها شيلا فاعتقلوا أهله، وليس خافيًا أن هذه الوقائع والشخوص تفهم من السياق من دون ضرورة لإخضاعها للتأويل الدلالي.. وهكذا ازدحمت الأحداث وتيماتها، وكثرت شخصيات الرواية الدمشقية، وقامت على لغة الوصف في أوعية خبرية شغلت مساحات سردية مستمدة من تجارب ذاتية، وربما حملت في جوانب من متنها التخييل السيريّ أو الذاتيّ، فبنى السّارد على أحداث واقعية أبنية تخييلية من خياله، ولكنّه لم يغادر واقعية عناصر روايته، إن كان في الأحداث أو الشخصيات أو بنيتي الزمان والمكان.
وهكذا، فقد جاءت لغته واقعية، لاسيّما في فصل الصبا، إذ حكى عن شقاوة الأولاد الثلاثة وتلصّصهم على ناريمان الجميلة، وسرعان ما ينتقل لأسرة أبي مدين الفلسطينيّ، وخروج أبي جعفر من الحي إلى المزة فيلات تاركًا أمه في الشارع، حتى أودعت في مأوى عجزة، وماتت وحيدة، وهذه علامة على مرحلة تحوّل المقرّبين من سلطة نظام الحكم إلى حديثي النعم في مرحلة اتسمت بالاضطراب وانتشار الفساد.
وفي السياق نفسه، يذكر خال سليم واسمه عباس، هو مقاتل شيوعي تحوّل إلى ثري فاسد، إلى أن امتد السرد إلى فوضى العنف، التي مارسها مظليو سرايا الدفاع المراهقين في المدينة، "يسحلون في الشارع أستاذهم أو يضربون بائع متجول أو يحطمون المطاعم.. لا لذنب ارتكبوه، بل لأنهم دمشقيون فحسب" (ص53) وهنا يكون الكاتب متمسكًا بمنح أحداث روايته سمات التوثيق، وبصفته شاهدًا على مجريات أحداثها.
وحكى عن محاولة سليم ومرتضى الالتحاق بصفوف المقاومة، وفشلهما لصغر سنهما، ويذكر اهوال أحداث حماه التي أنهاها النظام بجثث مكدّسة ومقابر جماعية ومعتقلات ورعب بين الناس لما حدث.
لا يكتفي الكاتب بموضوع رئيسي واحد، بل تراصّت الأحداث في بنية روايته، تصاديًا مع كثرة مشكلات الواقع الاجتماعي والوطني، مما جعله يسجّل ما كان شاهدًا عليه، إن كان في المدينة او في تبعات السياسات الجوفاء التي قام بها نظام الحكم، أو كان على الصعد الخاصة، فمثلًا يذكر المثلية، و"ظل سليم يمارس الجنس مع جعفر المهووس بتمثيل دور ناريمان" ص60، ولم يخفِ مثلية جعفر، بل منحها مساحة في السّرد.
ومن ثمَّ نجد الكاتب تمدّد في سرديته زمانيًا ومكانيًّا، ونوّع الأنساق الثقافية التي عالجها، وإن لم يقصد كسر نمطية الأحداث الواقعية، إلّا أنّه استطاع أن يمنح روايته شكلًا خاصًا به، وطرح أفكاره بجرأة ومن دون مواربة.
من التيمات التي ذكرها: فقراء الطلبة في المدارس الحكومية والإساءة لهم بتوزيع الكتب المجانية، وسطوة السيد(الشيعيّ) في الحي وتلويثه سمعة الناس وتورطه بالفساد المالي، وحكى عن الزوار الإيرانيين والأفغان الذين كثروا في يوم عاشوراء في مقام السيدة رقية وطقوسهم الملطّخة بالدم، وهكذا نجد أسامة شاكر يصف ويسرد وقائع تقوم بها شخصيات بشكل متلاحق داخل معمار الواقع الذي عاش فيه، ومتح منه الكثير لتشكيل بنية روايته الواقعية.
أما في فصل الحب فوظّف لغة شاعرية: "بدا كجنين مطمئن في رحم أمّه.. وعروق جسده التي لا تزال موصولة بأزقة أثينا" (ص67) ويحكي عن روز ابنة طبيب مسيحي أسلم، وأم مسيحية شيوعية، وتبعات الزواج المختلط والعدائية اتجاه من يغيّر دينه من الفئات المتدينة التي تصل لدرجة الطرد، وربما القتل، وهيمنة الأب الذكورية، والفقر مع الخرافة ووفاء النذور بأموال ضرورية للحياة، "هيمنة السيد الحرامي ومحدثي النعمة واللصوص" (ص82)
رواية حي الدقاقين رواية أحداث واقعية تناسلت حكاياتها وتيماتها بيسر، وأظهر أسلوبها الصدق الفني لدى الكاتب، ففي فصل زواج فاتن من ضابط علوي أشار إلى الفساد والرشاوى والأبنية المخالفة، "عمّ الفساد المدينة كوباء... لم تعد الرشوة عارًا والسرقة حرامًا...أصبح وجه المدينة رماديًّا متسخًا يزداد قبحًا كلّ يوم... بدت الأبنية الحديثة خالية من أي لمسة جمالية... والمرممة أكثر سوءًا... نُصبت في الساحات أصنام رديئة التنفيذ... وتنفث السيارات العتيقة دخانها ليل نهار... وإغلاق الشوارع التي فيها مسؤولون... نخبة دمشق المجتمعية التي تخلت عن مدينتها للعسكر..." ص93-95، لقد كشفت سرديات الرواية عن التناقضات الاجتماعية والثقافية وأظهرت سوء الولاءات الأولية المتمثلة بالطائفية وغيرها.
لم يكن نصّ الرواية منفلتًا، بل ظهر عليه تماسكًا نصيًّا، لاسيّما حين تقرأ النص على طرفي ثنائية السياق في النص وسياق الحياة المعيشة، وبذلك ستتعدد الواحدات السردية، بل تعددت مسارات السرد كثيرًا، ولكن في النهاية تأسس لدينا بنية سردية، قوامها نسيج حكائي متعدد ووصف كثير الألوان منحه الكاتب انسجامًا من خلال الموضوعات المعبرة عن زمن رديء في زمن حكم البعث، فمثلًا نجد زهرة الدمشقية تزوجت ثريًا "كأنه سلطان يتسرى بجاريته كل ليلة" ص99، وحين تأخرت بالإنجاب طُلقت، ثم بنت علاقة جنسية مع مرتضى، أما روز فأنوثتها طاغية، وجسدها يشبه منحنيات الطبيعة، "أنذرته قصائد روز بأنها غيمة من قُبَل تحوم فوق سريره منتظرة هبوب رياح حارة حتى تهطل مطرًا وعواصف" ص 104، أشعارها فخٌّ نصبته صيّادة ماهرة" ص105، فبدا لها سمكة ملونة ترقص في قاع القلب، والمدينة المستلقية على ظهرها منذ الأبد.. أرادها الكاتب أن تكون مثل مناضلات غوركي.
وكان من الممكن أن يعمّق الحوارية مع حكايات غوركي ويتناص مع كثير من الوقائع والشخصيات، التي تتشارك في الكفاح ضد العيوب المجتمعية، ولكنّ ازدحام الأفكار في ذهنه، وكثرة الأحداث المحتشدة في ذاكرته، وتعدد الشخصيات التي أراد أن يعالجها أبقى حكاية نصّه في حدود الواقع، مع التنويه لما ذكرناه من صور اعتمد فيها على لغة الشّعر.
كما ذكر اليوم المشؤوم، يوم اعتقال سليم وروز من الجامعة، فتسلقت أم المعتقل أعمدة السماء لترجوها أن تدع ابنها وشأنه" ص120، ثم عالج تيمة رجل المخابرات الذي ينسج علاقات مريبة في الحي، إضافة إلى ما ذكره عن الإعصار العائلي... وتيمة هيمنة الأخ الأكبر طمعًا بثروة العائلة، وكيف كان ظلمه وضربه لأخيه الصغير ماجد، الذي أوصله للوقوع بمشكلات نفسية، بل عالج إهمال حقوق أخواته المتزوجات ورفضه تعهدهن بتربية ماجد الصغير، لينفرد به وينقضّ على حقوقه كذئب.
وفي السفر، سرد عن زواج مرتضى من روز بعد خروجها من المعتقل، فبارك لها أبوها بعد أن دفع لضابط أمن كبير عشرات الألوف من الدولارات، وفي التيه أظهر السارد شعور مرتضى وروز بالخيبة والإحباط بعد تهجيرهما إلى الإمارات العربية، ثم انتقالهما إلى الكويت، ثمّ نجاحهما بعملهما، إلى أن أنجبت روز.
ويصل إلى فصل الخيانة ولقاء مرتضى بناريمان الجميلة، التي كانت أحلام أولاد الحي، وحكى كيف طردها زوجها الكويتي العنين، ثم شاء القدر ان تنبني علاقة حب بينهما اكتشفتها زوجته روز، فحدث طلاقها منه، فـ: "تحوّلت كفاها إلى إسفنجة سحرية تستخرج الشبق الذي هرب من صخب الحياة ليختبئ في عظامه" ص180، وفي السجن، حكى السّارد عن جثامين الموتى في السجون وعن حاكم سوريا وقريته، وأشيع بعد توريث السلطة أن تغييرات سيحدثها الابن.
عاد مرتضى وسليم إلى دمشق المدينة العتيقة التي لا تتغير، واصطحبا لفترة كصديقين قديمين، وتحدثا عن ثالثهما جعفر الذي شارك السيد وتحوّل إلى مليونير فاسد يتاجر بالسلاح والنفط والمخدرات، وكل شيء، ولكنّهما سمعا باكتشاف رأسه مقطوعةً في فندق بلندن، وحين تأكّد خبر وفاته حضر الصديقان مجلس العزاء، وتحدّثا عما آلت إليه أحوالهما وعن زواجهما،... وذكر السارد بيئة العزاء: شخصيات عسكرية أمنية كبيرة ورجال دين ودبلوماسيين... وهو تذكير بأحداث الرواية وبيئتها، ورجوع بالذكريات من خلال محادثة الصديقين، عن ناريمان وروز، وقال سليم: "كنت أعتقد أن جعفر لا يزال ناريمان، فتبين لي أنه يعرف كل الرجال الخطرين" ص207، ولم يكن يعرف مرتضى ميول جعفر المثلية، ولكنّ سليم يعرف التنصت على الآخرين، فيعرف كلّ شيء عن مثلية جعفر.
كما سمع سليم مواعدة السمسمار لمرتضى من أجل شراء منزل، فقال له سليم إنّه يمتلك بيتًا كبيرًا يريد بيعه، وأخذه في اليوم التالي وبعد أن دخلا المنزل، سجّنه في زنزانة محكمة انتقامًا منه؛ لأنه خلّصه بصغره ممن طَمِع بحبهما روز وناريمان، ووقعت بينهما أحاديث كثيرة في ذاك المنزل - الزنزانة، وبقي مرتضى أكثر من شهر سجينًا، ولم يفصح عن اختفائه، على الرغم من اعتقال أخيه حسن.
وقد تناقشا سوية مرتضى في الزنزانة وسليم خارجها، واتفقا أن "البلد يسير نحو الهاوية" (ص229) ثم قرر سليم أن يشتري طعامًا فاخرًا ويخرج مرتضى من الزنزانة ليحتفلان سوية، معتقدًا أنه ينفذ العدالة، وفكّر أن يخبره عن السوريّ، الذي انتصر على رجل الأمن ذي الرأس المفلطح، وأشار السارد إلى رأي مرتضى عن بعد السوريين عن التغيير، الذي يحدث في تونس ومصر وليبيا، أما سليم فقد كان سعيدًا، ولم يعرف السبب إن كان بسبب تحريره لمرتضى، أو مشاركته بالمظاهرات التي تحولت إلى ثورة.
وفي الليل صالح سليم زوجته ومارسا الجنس بشهية، وثرثر مع الجيران وألقى النكات، وحين نزل لاستلام الطعام وجد سيارة أمن وأخريتان وقفتا فجأة اعتقلوه و"غادرت السيارات الثلاث الحي من دون ضجيج كأنها أخذت صديقًا في رحلة"، هكذا أراد الكاتب أن تكون نهاية روايته مفتوحة للاحتمالات الكثيرة، تركها لخيال القارئ الذي لابدّ أنّه شارك بفعل التحولات التي رصدتها الرواية على مدار نصف قرن، أو في أحداث استجدت في زمن السرد، إذ التحق الشعب السوري في أحداث ثورة الربيع العربي بعد اغتيال إرادته.
ولعلّ الكاتب نجح في علاقة سليم بمرتضى ونهاية جعفر أن يكوّن معادلًا رمزيًّا لما جرى مع السوريين الذين ثاروا، ولكن تنتظرهم قوى الشر التي أخذتهم إلى المجهول كما ذهب سليم.
الحق.. استطاع أسامة شاكر أن يضعنا في تراتبية زمنية، وأن يلتزم بمنطقية التراتب، فما كان يعنيه في السّرد هو تراكم الأحداث المذهلة، التي جعل نواتها الأصدقاء الثلاثة: جعفر وسليم ومرتضى، الذين افترقوا وسار كلّ منهم في رحلة حياتية مختلفة، كاشفًا من خلالهم عوالم عديدة في السياسة والطائفية والتدين والصراعات العبثية والفساد المالي وقهر السلطة وإجرامها واستباحة دمشق وأبنائها وتاريخها لمصلحة نظام غير شرعيّ.



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفوق الأطفال على الكبار والأمل بالخلاص لدى يعقوب الشاروني
- أدب المقاومة في فكر السيد نجم وإبداعه
- رحيل شيخ المؤرخين عبد الله حنا عن دنيانا البائسة
- استعارة الموت الكبرى بين الواقع والفانتازيا في رواية الموت ع ...
- خالد خليفة في عالم آخر
- دكتور ظريف حسين وداعًا أيها المفكر الحر
- عبد الرحيم الكردي، روحك باقية في ضمائر محبيك
- منتهى الأطرش، سلامًا على روحك الطاهرة.. صوتك راسخ في ذاكرة ا ...
- الموت يجدّد اجتياحنا.. وداعًا دكتور فياض سكيكر
- وفاة الأديب السوريّ وليد إخلاصي منتصبًا كنخلة وسط دمار مدينت ...
- خسارة جديدة أضيفت للكيان الثقافي العربيّ بوفاة الروائيّ الفذ ...
- كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ر ...
- الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة
- رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو ال ...
- إدارة جيل الألفيّة الإدارة التشاركية، للدكتورة: هانم العيسوي ...
- شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة
- وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
- هيثم عبيد، عبرت حرًّا، وبقينا عبيدًا
- وداعًا مي سكاف، وداعًا.. سلامًا عى موتك المشتهى
- مقدمة في علم المخطوطات


المزيد.....




- عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح ...
- مراسل RT: الهلال الأحمر العراقي جهز 4 فرق بحث وإنقاذ لإرساله ...
- روغوف: القوات الروسية تخترق الدفاعات الأوكرانية وتتقدم في مق ...
- مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي بعد صراع الجولة الأخيرة م ...
- ++ تغطية مباشرة لسقوط مروحية رئاسية إيرانية ومصير رئيسي ++
- مسؤول مصري: تحسن العلاقات يقفز بأرقام السياحة التركية إلى مص ...
- المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: لا توجد أي أنباء جديدة عن مر ...
- الولايات المتحدة تتابع التقارير حول -الهبوط الاضطراري- لمروح ...
- رئيس أذربيجان: أشعر بقلق بالغ حيال حادثة مروحية الرئيس الاير ...
- رئيس باكستان: نشعر بالقلق من أنباء حادث مروحية الرئيس الإيرا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أدهم مسعود القاق - تعدّد التيمات وتضافرها في رواية زنزانة حي الدقاقين لأسامة شاكر