الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة

أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 17:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة،
هو ابن ريف دمشق، لطالما افتخر بانتمائه لهذه المحافظة، عاش طوال حياته على حافة الهاوية لمعارضته نظام حكم مستبد وسياسات الطائفية والفساد، التي شملت سوريا على مدى أكثر من نصف قرن مضى، هاني عبيد الاسم الذي بقى مقترنًا بالإباء والشرف في بيئة مجتمعية متخلّفة، سعى معنا - نحن تلامذته - في دروب الوطن الممتد نحو رحاب الإنسانية جمعاء.
ولد د. هاني عبيد في جرمانا لأسرة فلاحية، وترعرع في ربوعها الخضراء، ومنذ نشأته، عرف بمواقفه الوطنية؛ منحازًا - على الدوام - للثائرين على التخلف والقهر والفساد.
كان يحمل أفكارًا اشتراكية ووحدوية، مما جعله ملاحقًا من أجهزة المخابرات السورية؛ فاضطر أن يسافر إلى القاهرة، ليدرس الطب بجامعة عين شمس، ويعودليقوم بمهنته الإنسانية بمدينته جرمانا.. استطاع أن يقود سهرة ثقافية معارضة ضمت العشرات من المثقفين بعيدًا عن مؤسسات السياسة الفاسدة، وقد حملت همومًا وطنية، وامتدت فاعلياتها في مناطق أخرى من سوريا، كما لعبت شخصيته الكاريزمية دورًا بارزًا بنجاح تلك السهرة، التي شكّلت لنا مدرسة في الوطنية والحرية.
لم يكن د. هاني عبيد من المتسلقين على حبال الانتهازية، ولم يتسلم أي منصب حكومي طوال حياته، بل ترفع عن صغائر امتاز بها المتثاقفين، الذين ازدادت أعدادهم وسط تشجيع التسلط الفاسد على مقدرات الأمة والوطن والشعب على مدى أكثر من نصف قرن مضى.
إنّ د. هاني عبيد بقي المنصهر مع مآسي شعبه، والمدافع عن حقوق المظلومين من أبناء وطنه، ولم يخن المبادئ التي نشأ عليها في صفوف الفكر القومي العربيّ منذ ستينيات القرن العشرين، وحتى انطلاقة ثورة الربيع العربي التي أشعلها الشعب السوري البطل في آذار عام 2011.
وداعًا أيها المكافح في درب مواجهة القهر والتخلف والفساد في سوريا، وداعًا لك أيها المعلم في دروب التقدم والحرية والكرامة، وداعًا لرجل نجلّه نحن أبناء الغوطة الشرقية، لأنّك كنت تجسّد الأمل في تغيير ثوريّ على مدى عشرات السنين.
لقد عشت حرًّا أيها النبيل بمواقفك خارج مؤسسات الفساد التي يعيث فيها الوصوليون التافهون فسادًا وانحطاطًا.
المجد للدكتور هاني عبيد في هذا اليوم الجلل، ونعاهد روحك العظيمة على أن نكون الأوفياء للمبادئ التي ربيتنا عليها.

#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات