أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ريف دمشق














المزيد.....

كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ريف دمشق


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 15:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يكن الأستاذ عفيف سعيد رجلًا عاديًّا، بل كان يحمل طموحًا عظيمًا لبناء الإنسان الحر، كان يحلم بمجتمع عصريّ ودولة حديثة؛ ولذلك استمر طوال حياته معارضًا للاستبداد والتخلّف والفساد والطائفية، ولم يتوقف لحظة عن فضح سياسات نظام حكم استهان ببناء الدولة ودمّر وحدة الوطن ومنع تقدم المجتمع.
كان عفيف سعيد وحدويّ التوجّه، مدافعًا عن الفكر القومي تماهيًا مع مفكريه الذين حلموا بنجاح محاولة نهوض الأمة، رافعين راية الكفاح دفاعًا عن فلسطين والوحدة العربية.
انتصر عفيف سعيد لتجربة الوحدة العربية بين مصر وسوريا عام 1958، وبعد حركة الانفصال وانقلاب حزب البعث عام 1863، انضم إلى صفوف الناصريين والقوميين العرب، وحين لاحق نظام حزب البعث السوري الناصريين وقمعهم واعتقلهم لجأ إلى مصر – عبد الناصر، وتابع دراسته في جامعاتها، وقبل تخرجه رجع إلى سوريا، فاعتقل فترة في أقبية المخابرات السورية، وبعد إطلاق سراحه استكمل دراسته، إلى أن تخرّج في جامعة دمشق، قسم التاريخ، وعمل بالتدريس، فكان نعم المدرس الناجح لطلابه، كما امتدت تربيته وتعليمه لأبناء الأجيال اللاحقة إلى خارج المدارس، ليصبح الصوت الأقوى في صفوف معارضة سلطة الحكم السوريّ في البيئات الاجتماعية التي تواجد فيها كلها.
لقد أسهم الأستاذ عفيف في بناء جيل رافض لأساليب القمع والتسلط والفساد، وقادنا في دروب التقدم والحرية، وعلّمنا كيف يكون الصمود الحقيقيّ بمواجهة شرور التسلّط وانتهازية الأحزاب وتخلّف الطوائف.
حورب عفيف سعيد نظرًا لمواقفه الصريحة ضد السلطة، ونقل من التدريس إلى وظيفة إدارية، ولكنّه أبى الاستمرار موظّفًا، وأنشأ عملًا خاصًا به في بلدته جرمانا.
عفيف سعيد أحد مؤسسي سهرة جرمانا الثقافية التي ضمت شباب جرمانا المعارضين لسياسات السلطة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وقد تمكّن بخبرته الاجتماعيّة وسعة معارفه العلمية والتزامه الأدبيّ أن يجعل من تلك السهرة ملجأً انضوى في حضرتها شباب جرمانا الأحرار.
يُشهد لأستاذنا الجميل عفيف سعيد وعيه حقيقة فئات الانتهازيين الثقافويين من أبناء بلدته؛ إذ لم يكن متهاونًا في فضح أساليبهم الملتوية وسلوكهم الفاسد.
انحاز أستاذنا واصطف إلى جانب ثورة الربيع العربي في سوريا منذ انطلاقتها، ولم يكن يخفي موقفه، بل قدّم المساعدات الإنسانية وسخّر خبراته في دفع شباب الثورة قدمًا نحو النجاح، وقد قدّم بيته في جرمانا لناشطي الثورة، وبرز اسمه بصفته أحد أعمدة الحراك المدنيّ في محيطه الاجتماعي، جرمانا ودمشق وريفها، إلى أن اعتقل في 10/5/ 2013م لدى المخابرات السورية وكان قد تجاوز السبعين من عمره.
رحم الله الأستاذ عفيف سعيد، خسارتنا كبيرة جدًا؛ بصفتنا أهله وتلامذته وأبناء مدينته، ولكننا نعاهد روحه الطهورة على الاستمرار في دروب الحرية والمحبة والسلام والعدل والتقدم التي لم يحد عنها طوال حياته.
عزاؤنا في أبنائه وبناته الذين رباهم في دروب العلم، هم الناجحون في اختصاصاتهم، والذين تعلموا من أبيهم -رحمه الله- الوقوف إلى جانب الحق والحرية والكرامة.. كما نعزي زوجته الأستاذة نوال وهاب وأخواته - أمدّ الله في عمرهن- اللواتي وقفن إلى جانبه في مسيرة حياته كلها، قدرهم الله وقدرنا على الصبر والسلوان.
وحسبنا أن نقول: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة
- رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو ال ...
- إدارة جيل الألفيّة الإدارة التشاركية، للدكتورة: هانم العيسوي ...
- شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة
- وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
- هيثم عبيد، عبرت حرًّا، وبقينا عبيدًا
- وداعًا مي سكاف، وداعًا.. سلامًا عى موتك المشتهى
- مقدمة في علم المخطوطات
- وداعًا نبيل فهد العباس، شهيد التهجير والغربة القسريّة
- النقد التاريخي وقراءة الحاضر
- في ذكرى 5 يونيه / حزيران، 1967: صبرًا شعب سوريا على مأساتكم ...
- أوهام عبد الإله بلقزيز في استعادة الممانعة بمواجهة الثورة ال ...
- الدراسات الثقافية والتغيير المجتمعيّ
- في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم
- أين رياض الترك ومنتهى الأطرش الآن؟
- العيوب النسقية الثقافية
- المقاومة الثقافية وشباب الربيع العربي
- الثوّار السوريون يكذّبون رؤية نوال السعداوي في الحاكم بأمر ا ...
- مؤتمر مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث بالقاهرة: -نحو ...
- الثورة السورية بؤرة ثورات الربيع العربي، ومؤتمر الرياض


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ريف دمشق