أدهم مسعود القاق
الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 00:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
رحمه الله، كان أستاذًا فذًا، وصديقًا لكل الطيبيبن، محبًا لأسرته وطلابه، حرًا في آرائه، مستقيمًا في مسلكه، أبى ألّا يغادرنا إلّا واقفًا على منصة تأبين صديقه محمد عناني.
ولد في سوهاج عام 1949، شغل مناصب عدة منها: مدير معهد كونفشيوس، ومدير مركز اللغة العربية والترجمة، وكان رئيس قسم التربية، ووكيل كلية التربية بالسويس، ثم في الإسماعيلية، وعميد كلية التربية بالإسماعيلية، ثم ببور سعيد، وعميد الآداب والعلوم الإنسانيّة ببورسعيد، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقيات الأساتذة، واستمرّ أستاذًا للنقد والأدب العربيّ الحديث بجامعة قناة السويس.
لعبد الرحيم الكرديّ عشرات المؤلفات، جلّها في تحليل السرديات وفق مناهج نقدية معاصرة، ومنها الرواي والنص القصصي، قراءة النص، السرد في الرواية العربية، البنية السردية للقصة القصيرة، حوار مع النص، الفكر النقدي عن العرب، نقد المنهج في الدراسات الأدبية، عندما تتوهج الكلمة.
لم يكن عبد الرحيم الكردي مجرد كاتب من كتاب مركز ليفانت للدراسات الثقافية؛ إذ نشر كتاب التحليل النقديّ للخطاب، الذي يعدّ من الكتب القليلة التي عالجت موضوعه باللغة العربية، وكتاب كامل الكيلاني حياته وفكره، وهو الكتاب الوحيد الذي غاص في الدروب التي خاض فيها الكيلاني بصفته رائد أدب الأطفال العربيّ، لم يكن مجرد كاتب في ليفانت، بل كان ركنًا من أركان هذا المركز الذي كبر باسم الراحل الكبير، كان بمرتبة الموجّه العليم بشؤون النشر واختيار الكتب الصالحة والأستاذ الأصيل، الذي لم يتوانً لحظة عن تقديم الدعم والعون والنصح والإرشاد لفريق العمل بالمركز.. وكم افتخرنا بمواقفه النبيلة التي أفاض بها على مركزنا، ولعلّ من جميل تواضعه أنه قاد منتدى التحليل النقديّ للخطاب الذي أقامه مركز ليفانت على هامش معرض الإسكندرية الخريفيّ للكتاب منذ أقل من ثلاثة أشهر، وكان أحد الأسباب التي منحت نشاطنا ذاك أهمية قصوى، فهو العالم الجليل والباحث عن دروب الحق والمعرفة، وهو الذي ما فتئ يشجع الشباب على العطاء، ولن ننسى كيف طلب من يزن أدهم، الشاب المسرحيّ الذي قدم منذ سنة من أوروبا، طلب منه أن يقدّم برنامجًا يختص بأساسيات المسرح والسيناريو والإخراج والسينوجرافيا ودور الموسيقى في إنعاش دور المسارح؛ لتدريسه في الجامعات المصرية، بعد تخرّج الطلاب لإدخالهم في فنون العصر الذي يعيشون فيه، وبالفعل كان يسعى من أجل أن يندرج دبلوم المسرح في الجامعات المصريّة... أو حين كان يدعو الشباب الباحثين إلى النشاطات الكثيرة التي يشرف عليها وينظمها كالمؤتمرات والمنتديات.
افتقدناك أيها الرجل الشهم، أيها الأستاذ النبيل، عبد الرحيم الكرديّ، يا من ستبقى ذكراك ملمحًا إنسانيًّا، وعلمك شاهد على عطاءاتك.. ولتكن روحك محلّقة في سماء المعرفة والحق والحرية، أيها الأب العظيم والأخ الصديق والمرجِع المتبحّر والمحب الجميل..
#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
