أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أدهم مسعود القاق - وفاة الأديب السوريّ وليد إخلاصي منتصبًا كنخلة وسط دمار مدينته حلب














المزيد.....

وفاة الأديب السوريّ وليد إخلاصي منتصبًا كنخلة وسط دمار مدينته حلب


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 7168 - 2022 / 2 / 20 - 16:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


د. أدهم مسعود القاق، كاتب سوري مقيم في الإسكندرية
أعلن اليوم عن وفاة الكاتب الأنيق وليد إخلاصي، توفي صامدًا في مدينته حلب بمواجهة تسلّط الموت على شعبه، بمواجهة سياسات الطائفية والتكفير التي أغرقت سوريا في زنازين الاعتقال ودروب التهجير القاتل، وفي سياسات تحطيم مجتمعها وقتل شبابها، وفرض الاحتلال الأجنبي على أراضيها.
ولد وليد إخلاصي (1935-2022) في إسكندرونة، وعاش في حلب، حصل على دبلوم الدراسات العليا في الزراعة في جامعة الإسكندرية بمصر.
نوّع في كتاباته، وجرّب في القصة والرواية والمسرح والنقد... صدرت روايته الأولى (شتاء البحر اليابس) 1965،... و(ملحمة القتل الصغرى) 1994 وصف في أعماله أحياء حلب وميزاتها وعراقتها، وله رواية (السيرة الحلبية) 2010، التي تعتبر أنموذجًا للتخييل السيريّ، فالسارد "سلام المحارب" هو نفسه المؤلف، ابن مدينة حلب، الذي أمضى سني حياته في مجال الكتابة حتى بلغ السبعين من عمره، إذ وقع في فخ الوحدة والسكون مسترجعًا أعماله السابقة وهو سجين منزله، إلى أن يأتيه عرض في دولة خليجية، يسافر، وهنا، يصطنع الكاتب ساردًا جديدًا هو عبد القادر الذي تحول إلى ثائر بمواجهة الفرنسيين، وغطّى هذا السارد مواجهات السوريين للاستعمار الفرنسي، ووصل بالزمن التاريخي للرواية حتى ما بعد حرب 6 اكتوبر/ تشرين73، وتحول ابن عبد القادر إلى جهاديّ إسلاميّ، بعدما تزوج الأب من نساء عدة، إلى أن يقتل الابن في دمشق.. تزداد الشخوص في الرواية بين أولاد عبد القادر وابنته وأولادها... إلى أن يحاصر عبد القادر في داره بهدف اعتقاله.. ويرجع الكاتب للسارد الأول، أي للسيرة الحلبية، سلام المحارب، وينتهي بفشله، ويلغي مشروع كتابة السيرة...، تجد أنّ الكاتب كان حريصًا على التوسع بأحداث وقعت في حلب؛ إذ اُعتدي على أبنيتها التاريخية من قبل تجار البناء، كما ورد في السرد، ويحكي عن تشوهات حصلت في عمرانها وعلى ناسها الطيبين المتدينين، الذين يؤمنون بالكرامات الصوفية، ومن ثمّ يتحول السارد إلى رجل سياسة وعلم اجتماع مستقيلًا من فعل الكتابة الإبداعية.
أما روايته (الحروف التائهة) 2010 فهي مثال على تحميل الرواية مظاهر دينية إسلامية واستلهامه التاريخ، فيقرأ المتلقي مشاهد من ضرب الشيش وألعاب السيف والترس، والموسيقى الطقوسية وزينة مصابيح رمضان وحفل زفاف محافظ على طابعه الدينيّ التراثي، كل ذلك والرواية تتحدث عن التحولات السياسية في سورية زمن الوحدة والبعث حتى السبعينيات. كتب إخلاصي القصة القصيرة، وارتكز في بناء قصّه على تقنية التناسل، ومن إصداراته مجموعة: (قصص) 1963)... و(يا شجر يا..)1981. ولعل وليد إخلاصي لم يستطع أن يصطنع ساردًا مستقلًا عن المؤلف في أعماله السردية، بل كانت أعماله تُصاغ بوعي كامل منه، فالمؤلف الفعلي يتطابق مع المؤلف الضمني وهو السارد، بل لم يشرك قارئًا ضمنيًّا في نصوصه السردية إلّا بالمقدار الذي يسمح به بصفته المؤلّف العارف لكل ما تتطلبه عملية السرد.
وفي مسرحياته طغى على شخصياتها مسحات حزن وإحباط، -وأحيانًا- توق لحياة أفضل، وأبرز موضوعاتها: مناهضة الاستغلال والقهر المجتمعيين بظل سلطة استبداديّة، والمسألة الوطنيّة، ومن نصوصه: الأيام التي ننساها، ويوم أسقطنا طائر الوهم، عالج فيهما قضية مواجهة العدو الإسرائيليّ، إضافة إلى نصوص أخرى عالج فيها الحياة المجتمعية مثل: الديب التي أبرز فيها خطر الجريمة، وكيف تصعد دون أن تقع، وسهرة ديمقراطية قدّم فيهما صورة ابن السلطة الوصولي والفاسد مشيرًا إلى القهر السلطويّ البشع، وفي مسرحية فرح شرقيّ عالج الصراع بين الأغنياء والفقراء، ثمّ كتب مونودراما أيها الحضور الكريم عن القهر المتولّد في أثناء تعرّض الفرد إلى صعوبات الحياة، ومن يقتل الأرملة، عالج فيها المفارقة بين الفقير صاحب القيم النبيلة، والثري المنحطّ اخلاقيًّا، وهذا النهر المجنون صوّر فيها تبعات الإصلاح الزراعيّ المريرة على الأرض التي هجرها فلّاحوها، وفي نصيّ السماح على إيقاع الجيرك، والصراط أشار إلى الفساد المنتشر في الأوساط الفنية.
رحم الله الأستاذ الكاتب السوري وليد إخلاصي، الذي صمد في مدينته حلب على الرغم من قساوة العيش بظل صراع عبثيّ وجهته سلطة البعث الأسدي بما يخدم مصالحها وفسادها وقهرها وطائفيتها المقيتة.



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة جديدة أضيفت للكيان الثقافي العربيّ بوفاة الروائيّ الفذ ...
- كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ر ...
- الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة
- رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو ال ...
- إدارة جيل الألفيّة الإدارة التشاركية، للدكتورة: هانم العيسوي ...
- شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة
- وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
- هيثم عبيد، عبرت حرًّا، وبقينا عبيدًا
- وداعًا مي سكاف، وداعًا.. سلامًا عى موتك المشتهى
- مقدمة في علم المخطوطات
- وداعًا نبيل فهد العباس، شهيد التهجير والغربة القسريّة
- النقد التاريخي وقراءة الحاضر
- في ذكرى 5 يونيه / حزيران، 1967: صبرًا شعب سوريا على مأساتكم ...
- أوهام عبد الإله بلقزيز في استعادة الممانعة بمواجهة الثورة ال ...
- الدراسات الثقافية والتغيير المجتمعيّ
- في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم
- أين رياض الترك ومنتهى الأطرش الآن؟
- العيوب النسقية الثقافية
- المقاومة الثقافية وشباب الربيع العربي
- الثوّار السوريون يكذّبون رؤية نوال السعداوي في الحاكم بأمر ا ...


المزيد.....




- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أدهم مسعود القاق - وفاة الأديب السوريّ وليد إخلاصي منتصبًا كنخلة وسط دمار مدينته حلب