صورة محبطة لصراع الخير والشر

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 10:29
المحور: سيرة ذاتية
    

ماذا لو تخلى وزير النقل الأسبق عام 2017 عن فكرة إنشاء الجسور العائمة لتسهيل تنقلات ابناء الأرياف عبر نهري دجلة والفرات شمال البصرة ؟. سيما انه يعلم ان مشاريع الجسور من مهام وزارة الإسكان والإعمار وليس من مهام وزارة النقل. لكنه كان يشعر بمعاناة الفلاحين ومعاناة تلاميذ المدارس الذين كانوا يتعرضون للغرق بسبب استخدامهم الوسائط البدائية في تنقلاتهم النهرية بين الضفتين. وكان على علم مسبق بالجسور العسكرية المشطوبة والمرمية في ساحات ميناء المعقل، وهي من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية. فقرر نقلها إلى المناطق القروية المكتظة بالسكان. ثم وقع اختياره على هذه المناطق الأربعة:
- عشائر بني مالك شمال القرنة / شرق دجلة. .
- عشائر السادة (بيت سيد نور) / شرق دجلة. .
- عشائر البو بخيت (بيت إغزيّل) / شرق دجلة. .
- جسر الشيخ مجتبى في قرية (خميسة) الواقعة على نهر الفرات غرب البصرة. .
وهكذا باشر بالتنفيذ من دون ان يكلف الدولة فلساً واحداً. وتم التنفيذ في غضون أيام معدودات. وظلت الجسور ثابتة في مواقعها لتسهيل عبور الناس والسيارات منذ عام 2017 وحتى يومنا هذا. لكنها تحوّلت إلى مادة للسخرية والتهكم. وتسابقت الاحزاب الكارهة للخير نحو إنتاج وتسويق فيديوات وافلام استعرضوا فيها جسور الصين واليابان وقارنوها بهذه الجسور البسيطة التي لا تختلف عن الجسور الروسية في الحرب الاوكرانية، ولا تختلف عن جسر (التنومة) المقام على شط العرب منذ القرن الماضي. .
لكن اللافت للنظر ان تلك الأفلام تكرر نشرها مئات المرات على مدى السنوات الماضية للإساءة إلى الرجل الذي كان وراء تنفيذها. على الرغم من مجيء ثلاثة وزراء بعده. فقرروا تعطيل مشاريع الجسور العائمة المؤجلة في الاحياء الريفية الفقيرة حتى لا يكونوا هدفاً للاستخفاف والسخرية. .
وبالتالي فان حملات التسقيط التي قادتها الاحزاب السياسية رسمت صورة بشعة لصراع الخير والشر. وقطعت سبل المعروف. وأرغمت الجهات التنفيذية على الوقوف موقف المتفرج. .
كلمة اخيرة: ما الذي جنيناه حتى الآن من حملات التهريج والتسقيط والتهكم ؟. وهل حققت الاحزاب انتصاراتها على الفقراء عندما حرمتهم من خدمات التنقل الآمن بين الجداول والأنهار. فما بالك لو كانت تلك الجسور على انهار دجلة والفرات وشط العرب ؟. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل