لمسات مبعثرة بين اروقة المطار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 18:21
المحور: سيرة ذاتية
    

شاءت الأقدار ان اعمل في مطار بغداد على مدى عامين متعاقبين. وكنت في موقع اعلى بقليل من درجة مدير المطار نفسه. فخصصت ساعات طويلة من الليل والنهار للتجوال بين الصالات أو حول مقتربات المدرج. او في الممرات المتفرعة بين الطوايق العلوية والأرضية وتحت الارض. .
كانت عندي رغبات صادقة في التغيير والتجديد والتطوير. لكنني كنت اصطدم بعقبات الصرف المالي، فالمنشأة العامة للطيران المدني من منشآت التمويل المركزي، ولا يحق لي البدء بأي مشروع إلا بعد أخذ الموافقات من الجهات العليا، والتي تنتهي دائما بالرفض. فكان لابد من البحث عن أبواب مضمونة تدعمني في تنفيذ خطتي. فلجأت إلى الميسورين والصناعيين وأصحاب الأيادي الوطنية الممدودة. .
كرست اهتمامي في البداية على صيانة الطرق المؤدية إلى المطار، ومعالجة التشققات، وتغطية عيوب الجدران القديمة. .
اذكر من باب الطرفة ان شركة البرهان تبرعت بمساحات كبيرة من الملصقات البلاستيكية الملونة، فاعترضت علينا امينة العاصمة (ذكرى علوش)، وطالبتنا بدفع الرسوم على اعتبار ان الجدران واقعة تحت إدارتها، فاضطررنا لرفعها وإزالتها وترك الجدران المتهالكة بصورتها البائسة. .
ثم باشرنا بحملة تزيين مداخل الصالات بنصب تذكارية للثورة المجنح، وبوابة عشتار، ومسلة حمورابي. ومجسم كبير لجلجامش من إبداعات الفنان التشكيلي (عباس غريب). .
اذكر ايضاً ان (علي خليل) الذي اختاروه لرئاسة سلطة الطيران عام 2019 تعمد رفع تلك النصب التذكارية ورميها في مكبات النفايات. لكنني استطعت إعادتها إلى أماكنها بعد جهد جهيد. وهي الآن شامخة في مواقعها. .
اذكر ايضاً ان مصدات طريق المطار كانت صدأة فطلبت من العاملين في القطاع الخاص طلاءها باللونين الأصفر والأسود. وما ان اكتمل العمل حتى تحرك المفتش العام بمخاطبته الرسمية للتشكيك بنفقات هذا الجهد الوطني الذي لم يكلف الدولة فلسا واحدا. ثم تحركنا مع السيد (حسن) وكيل شركة مصر للطيران للعناية بالمبنى المهجور في ساحة عباس بن فرناس، فكرّس جهوده كلها لتحسين صورة هذا المبنى ليظهر بأبهى صورة وهو الان يحمل عنوان ( G 1) ليتحول إلى بوابة لتسهيل اجراءات الدخول والمغادرة. .
اما الآن وبعد مضي أكثر من ست سنوات على إحالتي إلى التقاعد مازالت تراودني أفكار تطوير مطاراتنا كلما سنحت لي فرصة السفر عبر المطارات الدولية. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل