عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 12:11
المحور:
الادب والفن
تناغم
وحيدا ً... وجد نفسه في صحراء .. كان سواد ليلها قطعة فحمٍ إسطورية ..نجومُها قلادةُ لؤلؤٍ ملكيّة .. أخذ يرهفُ السّمعَ بتركيزٍ شديد , لأصواتٍ تتناهى لأُذنيه كأنّها تأتيه من عالمٍ قصيّ .. وإذْ نأى , بعضُ الشيء , بخوفِهِ جانباً , إسْتنفرَ كلَّ مجسّاته علّها تحدّدُ له مصدرَ هذه الأصوات .... " ربّاه ما هذا ؟؟ " أيقنَ إنها تأتيه من ذرّاتِ رمالِ الصّحراء اللاّمتناهية ... كانت إناثُها تغازلُ ذكورَها , وذكورُها تغازلُ أناثَها.. نهضَ , وقد تملّكهُ , هو الآخرُ , عزمٌ على البحث عمّنْ يغازله ..
****
صلاة
عويلُ نساءِ القرية دحرَ سكونَ الفجر ما بعد الصلاة .. لعلّه , الميّتُ , أكبر قاطني القرية عمراً والكثير منهم كانوا يعتبرونه ذاكرة القرية دون منازع .. الجميع توجّهوا نحو مسجد القرية لحضور مراسيم الصلاة عليه .. وهناك في بيوتاتها القليلة والمتفرقة , ثمة مخاض لولادات جديدة تحقّق أوّلها مع أوّل حزمة لأشعة الشمس ..
****
صرخة
في لحظةٍ قلقة وبقامته السامقة ، وقفَ مباعداً ما بين قدميه ، كان يعلم بأن الوقت ليس نهاراً ولا هو من الليل ، بل لمْ يعر كل ذلك أيّما إهتمام ، إشرأبّ بعنقه وبدأ يبصر نحو الأعالي ، ثم صاح ، وهو متيقّنٌ بأنّ صيحته سوف يصل صداها لكلِّ الكائناتِ ، بل كلّ الوجود ... صاح " أنا الإنسان سيّدُ هذا الكون دون منازعٍ ، ولكنّ بعض أبناء جنسي ، تسافلَ معظمُهم وباتوا يصرّون دوماً ، على إجباري بأنْ أخلع عنّي ثوبَ آدميّتي ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟